تقرير الماني يلمح الى مهمة جديدة للناتو في العراق تستهدف “الجماعات المارقة”
وكالات ـ الرأي ـ
المح تقرير الماني، يوم الاحد، الى امكانية مساهمة حلف شمال الاطلسي “الناتو” في حملة لردع “ميليشيات جديدة مسلحة” في العراق، مشيراً إلى أن الهجوم الصاروخي على مطار اربيل قبل ايام جعل من العمل على كبح جماحها “ملحاً”.
وقال موقع “دوتشيه فيليه” الالماني إن حلف الناتو وافق الاسبوع الماضي على زيادة حجم قواته في العراق من 500 إلى اربعة الاف، في اطار مهمة تدريب واستشارة، مبيناً أن الامين العام للحلف جينس ستولتينبرغ عندما تحدث خلال مؤتمر صحافي عن قرار توسيع مهمة الحلف، وضعه أيضاً في اطار تعزيز دوره في تطهير العراق من بقايا جماعة داعش، وذلك بطلب من الحكومة العراقية
وجاء قرار الحلف بعد ايام على الهجوم الصاروخي على اربيل الذي اعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم”.
وأشار “دوتشيه فيليه”، إلى أن “هذه الجماعة غير المعروفة هي كغيرها من الميليشيات الجديدة المعادية للأمريكيين في العراق، وسبق لهذه الجماعات أن اعلنت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت قوات التحالف”.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم، إن “هذه الجماعات هي افرع مارقة خارجة من فصائل الحشد الشعبي”، مشيرة إلى أن “عددها تزايد منذ اغتيال واشنطن لقائد قوة القدس الايراني قاسم سليماني الى جانب القيادي في الحشد ابو مهدي المهندس، في بداية العام 2020”.
وفيما يقول مراقبون إن “سلسلة قيادة هذه الجماعات تقود الى ايران، يقول آخرون ان هناك عوامل اخرى كالتوتر مثلا بين الميليشيات نفسها المرتبطة بإيران، لها تأثيرها أيضاً”، وفي الوقت نفسه، فأن “الحكومة الايرانية وقادة الحشد الشعبي الكبار، تبرأوا من هذه الميليشيات ولأن سلسلة تراتيبة القيادة غير واضحة، فانه من الصعب تحديد كيفية كبحهم”.
ثم تساءل تقرير “دوتشيه فيليه” عما اذا كانت مهمة التوسع الجديدة للناتو، ستساعد في كبح جماح هذه الجماعات المارقة؟
ونقل الموقع الالماني عن المحللة البارزة في “معهد نيولاين للسياسة والاستراتيجية” الاميركي كارولين روز قولها، إن توسيع مهمة الناتو “ليس لمسألة مواجهة داعش فقط. سيكون امام الكثير للقيام به ازاء الميليشيات المدعومة من ايران”.
وقالت روز إن “مهمة الناتو تتعلق بتحقيق الاستقرار على المدى البعيد للعراق”، مؤكدة أن “لديها الكثير من المرونة مقارنة بالتحالف الدولي، لإلحاق الهزيمة بداعش”.
وتابعت أن “مهمة الناتو تقوم بمقاربة اكثر شمولية للقوات المسلحة العراقية بأكملها.. لضمان ان لدى العراق مؤسسات مستقرة وقوية بإمكانها حمايته من كل اللاعبين الخارجين وليس فقط جماعة داعش”، وهذا يشمل الميليشيات المارقة ايضاً”.
من جانبه، أعرب الباحث في معهد “القرن” المقيم في العراق سجاد جياد عن اعتقاده بأن “توسيع مهمة الناتو بمقدورها ان تخفف درجة العدائية ازاء القوات الاجنبية في العراق، وقال “حتى الان، فان أيا من هذه الجماعات لم يوجه اية انتقاد للناتو”.
وأوضح جياد أنه “من وجهة نظر امنية، فأن مهمة الناتو لن تكون بنفس فعالية قوات التحالف لأنها ليس مسلحة بدرجة كافية لدعم عمليات مكافحة الارهاب، لكن من وجهة نظر سياسية، فأن بمقدورها أن تخفف من بعض العدائية وهو ما سوف يترجم بهجمات اقل، حتى وان كان ذلك غير محسوم”.
ونقل الموقع الالماني عن مصدر في الحكومة العراقية قوله “لا توجد عصا سحرية لوقفهم”.
وفي رده عن سؤال، من هي الجهة المسؤولة عن الجماعات المارقة، قال المصدر العراقي “لست متأكداً حول هذا الهجوم الاخير في اربيل، لكنني اعلم كحقيقة استنادا الى الهجمات الماضية، ان ايران برغم تفهمها بانها ستحدث (الهجمات)، فانهم لم يكونوا مسرورين تماما ازاءها”.
واوضح المصدر العراقي قائلاً “حتى لو ارادت ايران التدخل للحل، فأن الامر ليس كأن هناك كبسة زر لتحريك الامور”، مضيفاً أن “هناك اكثر من اصبع على ذلك الزر ايضاً”، مشيراً بذلك ليس فقط الى “وجود اختلافات بالآراء بين جماعات الميليشيات الجديدة في العراق، وانما ايضاً انقسامات داخل ايران نفسها وفي مؤسساتها”.
واعتبر جياد انه “لو حصل تقدم في موضوع الملف النووي الايراني، فان ايران قد يكون بامكانها المساهمة في وقف هذه الميليشيات المارقة”، مضيفا “بالطبع هناك رابط بين ذلك وبين ما يحدث في العراق، ونحن نعلم ذلك بسبب الخبرة السابقة خاصة في العامين 2015 و2016 عندما كان المستشارون الايرانيون في العراق، والمستشارون الاميركيون في العراق”.
ويقول أيضاً إن “وزيرا خارجية البلدين كانا قد تحدثا الى بعضهما البعض، وحتى عندما اقتربت هذه الجماعات (الميليشيات) بدرجة كبيرة جداً من القوات الاميركية، لم يهاجمهم احد… ولهذا اعتقد انه من الممكن ان يتم وقف هذا النوع من السلوك”.
ويرى جياد أن “لدى ايران نفوذ في هذا الموضوع، بالإضافة إلى أن “القوى الاكبر المنضوية ضمن الحشد الشعبي يجب عليها الضغط على المجموعات المنفلتة، كما انه يتحتم على الحكومة العراقية اتخاذ موقف اكثر تشددا ضدهم ايضاً”.
لكن المصدر في الحكومة العراقية، قال “بإمكاننا محاولة مواجهتهم، لكن ذلك قد يفتح جبهات جديدة.. والبديل هو ضغط اضافي وابطأ وهو ما نحاول القيام به، من خلال التضييق على مواردهم المالية وتعزيز وقوات الامن العراقية”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق