التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

إنجاز إيراني جديد..اختبار ناجح لصائد صواريخ “كروز” المسيّر 

يعتبر مفهوم الدفاع الجوي موضوعًا معقدًا للغاية ومتعدد الجوانب ويتكون من أجزاء مختلفة؛ يبدأ من أنظمة الاستطلاع إلى مجموعة متنوعة من الأسلحة القتالية، سواءً كانت أرضية أو جوية أو بحرية، فهي كلها تتمتع بهذا التعقيد والطابع المتعدد الطبقات. وواحدة من طبقات الدفاع هذه الموجودة على الأرض وأحيانًا في البحرية وحتى في الآونة الأخيرة أصبحت موجودة في سلاح الجو، هي صواريخ “الدوش” المضادة للطائرات، والتي تُستخدم عادةً لتجهيز فرق المشاة أو الوحدات الميكانيكية والمدرعة الخفيفة ووظيفة هذه الطبقة هي استهداف الأهداف القصيرة والمنخفضة الارتفاع مثل طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التي تحلق على ارتفاع منخفض والطائرات بدون طيار وحتى صواريخ “كروز”. وفي الأسابيع الأخيرة، تم فتح خطوط إنتاج السلسلة الجديدة من صواريخ “دوش” في إيران، وبناءً على الصور، يبدو أنه تم اتخاذ خطوات مهمة ومثيرة للاهتمام لزيادة إنتاجية مثل هذه الصواريخ وقبل معالجة هذه القضية، من الأفضل إلقاء نظرة على تاريخ هذه الصواريخ في إيران.

من صواريخ “”استرلاي” السوفيتية إلى “ستينغر” الأمريكية في إيران

كان أول صاروخ “دوش” مضاد للطائرات تقريبًا تم استيراده إلى إيران هو طراز “Sterla Series” أو “سام 7” المصنوع في الاتحاد السوفيتي السابق، والذي تم استيراده إلى إيران بناءً على اتفاقيات خلال النظام السابق والمعروف في إيران باسم “سهند”. ولقد تم استخدام هذا الصاروخ بشكل عام في السنوات التي سبقت بدء الحرب العراقية الإيرانية في أجزاء مختلفة من العالم وفي الحروب بين مختلف الدول والجماعات المسلحة في سبعينات القرن الماضي. وحرب “فيتنام”، والحرب العربية الإسرائيلية، والصراع على التحرر والحركات المناهضة للاستعمار في القارة الإفريقية هي بعض الأماكن التي استخدم فيها الصاروخ على نطاق واسع في الستينيات والسبعينيات.

صاروخ “سام 7” تحت تصرف المقاتلين الإيرانيين خلال الحرب العراقية الإيرانية

مع دخول الثمانينيات ووقت الحرب العراقية الإيرانية، ونظرًا للتجارب العديدة التي اكتسبتها القوتان العظميان في ذلك الوقت في مجال صواريخ “الدوش” وطرق التعامل معها، لم تكن صواريخ سلسلة “سهند” خيارًا مرغوبًا ومتجاوبًا. ومع استمرار الحرب وضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للقوات الإيرانية، خاصة بالنسبة للعمليات المهمة مثل “والفجر 8” والاستيلاء على شبه جزيرة “الفاو”، تم تنفيذ خطة دفاعية كبرى، تحمّلت صواريخ “دوش” جزء كبيراً منها.

وكان الجيش السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان، وكانت الولايات المتحدة، عبر باكستان، تقوم بتزويد المجاهدين الأفغان بعدد من صواريخ “الدوش” الجديدة والمتقدمة من نوع “ستينغر” وكان لهذه الانواع من الصواريخ آثار مدمرة خاصة على عمليات طائرات الهليكوبتر السوفيتية السابقة والمقاتلات الهجومية التي كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة. ولقد نجحت إيران في الحصول على عدد من صواريخ “Stinger” والاستعداد لعملية “والفجر 8” المهمة ومع بدء هذه العملية ومفاجأة جيش البعث العراقي، بدأت الضربات الجوية الشديدة العراقية لصد القوات الإيرانية وكان جزء مهم من هذه الهجمات تنطلق من قاذفات سلسلة “Fiter” التي هاجمت خطوط القوات الإيرانية.

وهذه المرة، كانت المفاجأة الجديدة تنتظر الطيارين العراقيين، وكانت الخسائر الفادحة للوحدات الجوية العراقية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية وصواريخ “ستينغر” من بين الأسباب المهمة لاستقرار الخطوط المحتلة وانتصار إيران في تلك المرحلة من الحرب. وفي السنوات التالية، خلال النزاع غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة، تم إسقاط طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل من مشاة البحرية الأمريكية بنفس الصاروخ الأمريكي في الخليج الفارسي.

محاولات من أجل تصنيع قاذفات “دوش” محلياً

بعد انتهاء الحرب المفروضة على إيران وبداية فترة التطوير الجاد للقدرة الدفاعية الإيرانية، أثيرت أيضًا مسألة تصميم وتصنيع صواريخ “دوش” جديدة. وأخيرًا، في الثمانينيات، تم إدخال الجيل الأول من صواريخ “الدوش” الإيرانية المسماة “ميثاق” إلى العالم. وتزعم بعض المصادر الأجنبية أن هذه الصواريخ تم تطويرها بالفعل بناءً على النموذج الصيني “QW-1”. وبالفعل تمكنت إيران حتى الآن من تطوير ثلاثة نماذج من هذا الصاروخ. و”ميثاق-1″ هو صاروخ أرض جو موجه حرارياً إيراني الصنع محمول على الكتف يوجه بالأشعة تحت الحمراء. وهذا الصاروخ الموجه من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، والذي يمتاز بقدرته على التمييز بين البالونات الحرارية التي تطلقها الطائرات وبين حرارة الطائرة نفسها ما يَصعُب خداعه والتخلص منه.

وقبل عدة سنوات بدأت وزارة الدفاع الإيرانية بإنتاج صاروخ جديد محمول مضاد للطيران يحمل اسم “ميثاق – 2” بكميات كبيرة، في قرار وصِفَ بأنه تقدم كبير للقوات المسلحة الإيرانية. وقالت الوزارة إن الصاروخ “ميثاق – 2” قادر على العثور على الأهداف الجوية التي تحلق على إرتفاع منخفض وتدميرها، وحتى في الزاوية الميتة للرادارات. وأكد وزير الدفاع “محمد مصطفى نجار”، أن الصاروخ الذي وصِفَ بأنه تقدم يمنح “قواتنا إمتيازاً مهماً وقدرة على التحرك ومرونة في دفاعنا المضاد للطيران”. وأضاف إن “الصناعات الجوية في وزارة الدفاع تنتج حالياً كميات كبيرة من هذه الصواريخ التي تتمتع بقدرات كبيرة أرض – جو وأرض – أرض وجو – أرض”.

وصواريخ “ميثاق – 2″، هي أحد أفضل المضادات الفعالة التي تُستَخدَم في مجال الدفاع الجوي، وهي من الصواريخ المحمولة على الكتف والموجهة بالأشعة التوجيهية أرض – جو، و”ميثاق-2” هو النسخة المعدلة من صاروخ “ميثاق -1″، وقد تم بدء إستعماله في مناورات “ضربة ذو الفقار” في 25 فبراير 2006م. حيث بدأت القوات الإيرانية في منطقة جنوب شرق البلاد مناورات عسكرية كبيرة جداً حملت اسم “ضربة ذو الفقار”. وجرت المرحلة الأولى من هذه المناورات في منطقة بالقرب من باكستان وأفغانستان في منطقة تمتد مئات الكيلومترات المربعة وتشارك فيها على الأقل 10 فرق من القوات البرية المدعومة بالقوة الجوية وسلاح المقاتلات والمظليين.

وفي عام 2017 كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن خمسة منجزات تسليحية جديدة وهي صاروخ “فجر 5” الموجه، ومنظومة صواريخ “ميثاق – 3” المحمولة على الكتف، ونظام اطلاق القنابل اليدوية بعيار 40 ملم وعتاد متطور، وسلاح مصاف الفردي بعيار 45×5.56 بالإضافة الى مسدس جديد محلي الصنع. وقال وزير الدفاع “حسين دهقان”: إن “الأسلحة التي اعلن عن إفتتاح خطوط إنتاجها، ستساهم في رفع القدرات الدفاعية للقوات المسلحة في مجال القتال الفردي والدفاع الجوي، وزيادة القدرة العملانية”. وبيّن العميد “دهقان”، أن جميع مراحل تصميم وصناعة وإنتاج هذه الأسلحة جرت في منظمة التصنيع التابعة لوزارة الدفاع. وأشار العميد دهقان إلى النمو الذي شهدته الصناعات العسكرية في وزارة الدفاع خلال السنوات الـثلاثة الأخيرة، ووصل إلى 69 بالمئة، قائلا: “خلال هذه المدة الزمنية تم تصميم وتصنيع وإنجاز أكثر من 115 نوع من الأنظمة والمنجزات الدفاعية الجديدة”.

وأضاف “دهقان” إنه مع تحديد أولويات مشاريع البحث والتطوير، والتركيز على تطوير التكنولوجيا والمتطلبات المستقبلية خلال السنوات الأخيرة، فقد تم إنجاز 216 مشروعاً في التطور التكنولوجي، وتطوير الصناعات الحديثة وتطوير البنى التحتية. وعزى وزير الدفاع الإيراني العميد “حسن دهقان” الإنجازات الدفاعية المهمة في مجال إنتاج مجمل متطلبات القوات المسلحة التسليحية إلى البركات القيمة للثورة الإسلامية. وأكد “دهقان” إن وزارة الدفاع وفي ظل القرارات والتوجيهات الحكيمة لسماحة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووجود الحظر الشامل للأعداء في المجال الدفاعي، وبنهج إقتصادي مقاوم، تُعد داعماً قويا للقوات المسلحة والقدرة الدفاعية الإيرانية.

ميثاق -3

منصة متحركة لقاذفات “دوش” الإيرانية

تم خلال الأيام الماضية، بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، الكشف عن خط إنتاج صواريخ “دوش” متطورة يبلغ مداها بحسب العميد “باقري” نحو 5 كيلومترات ولا يوجد اسم محدد لهذا الصاروخ، لكن الصورة المنشورة لها تؤكد بأنه على الأرجح هي من نفس طراز صاروخ سلسلة “ميثاق 3”. وفي الصور التي تم بثها والمتعلقة بهذا الحفل والمناقشات المتعلقة بإزاحة الستار عنه، تم بث صورة لنظام محمول يبدو أنه حامل جديد لصواريخ “الدوش”.

نظام الدفاع الروسي “إم 3” المزود بصواريخ “إيجلا”

وقال “محمد حسين باقري”، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن “مدى صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف يبلغ 5 كيلومترات”. يذكر أنه في عام 2013، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن إنتاج صواريخ “ميثاق” المحمولة على الكتف، والتي تستخدم لاستهداف الطائرات والمروحيات. وأضاف “باقري”، أيضًا بأنه تم إنشاء خط إنتاج الوقود الصلب المركب للأسلحة القتالية الأرضية، وخاصة الصواريخ التكتيكية أرض-أرض، والمضادة للدروع والدفاع الجوي منخفض الارتفاع. يشار إلى أن الصواريخ ذات الوقود الصلب تستغرق وقتًا أقل في التحضير والإطلاق من الصواريخ ذات الوقود السائل.

new_alwghtArabicAlwaghtArabicAlwaght

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق