مغامرة تركية جديدة في اليمن.. إرسال 300 إرهابي إلى أطراف مأرب
إن المعركة على مشارف مدينة مأرب وسط اليمن تعتبر من أهم المعارك بين قوات حزب الإصلاح اليمني (فرع من جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) وقوات منصور هادي (الرئيس المستقيل والهارب) وعناصر من تحالف العدوان السعودي، و أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الذين يحاولون كسر الخطوط الدفاعية ودخول هذه المدينة الإستراتيجية. ومع وصول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” إلى البوابات الغربية لمدينة مأرب، دخل حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” على خط المواجهات وقام بطل المساعدة من أنقرة للحفاظ على مدينة مأرب كواحدة من أهم قواعده في اليمن ومواصلة حياته في البلاد. ويدرك حزب الإصلاح اليمني جيداً أنه في حال خسر مدينة مأرب سينخفض نفوذه السياسي والعسكري في اليمن بشكل كبير، وسيتقلص وجوده إلى نقاط محدودة في محافظتي شبوة وتعز، وسيخرج من دائرة القرارات والسلطة في حكومة الفنادق التابعة للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي”.
ووفق مصادر ميدانية، فإن طلب حزب الإصلاح اليمني المساعدة من تركيا أصبح أكثر جدية عندما فشلت عناصر الجماعات الإرهابية داعش والقاعدة في تغيير المعادلات الميدانية في ضواحي مأرب في الأسابيع الأخيرة ووقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في هذه الجبهة. ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد بذلت الحكومة التركية، في الأيام الأخيرة، قصارى جهدها لإرسال مئات الإرهابيين في المناطق المحتلة من سوريا إلى اليمن لمنع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من دخول مدينة مأرب، وإنقاذ جماعة الإخوان المسلمين من الهزيمة.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أنه منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على أبناء الشعب اليمني قبل خمس سنوات ونيف، بذلت تركيا الكثير من الجهود للدخول على خطّ الأزمة من بوابة عدن، والزعم بحرصها على مصالح الشعب اليمني، لكن العديد من دول المنطقة ترى أن تركيا تعمل على تنوّع في أساليبها ومساعيها للتوغل في اليمن، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية، والسلال الغذائية للفقراء والمحتاجين. وتزعم تركيا أنها تريد الدخول إلى اليمن من أجل مساعدة الشعب اليمني والوقوف إلى جانبه في محنته جراء ظروف الحرب التي يعيشها منذ أكثر من خمسة أعوام، والتي تسببت في تشريد الملايين من منازلهم وارتفاع المجاعة بشكل غير مسبوق.
ولفتت تلك التقارير إلى أنه في تطور لافت لسلسلة التدخلات التركية في المنطقة، تجاوزت مساعدات أنقرة خلال السنوات الماضية لجناح الإخوان في اليمن مرحلة التمويل المادي، إلى إرسال ضباط دخلوا بشكلٍ سري لمساعدة ميليشيات إخوانية تنتشر وتنشط في محافظات تعز ومأرب وشبوة وأجزاء من محافظة أبين، تحت الغطاء الإنساني، وبهويات بديلة تخفي هوياتهم الأصلية وأسماءهم، وتسهّل لهم الوصول دون لفت الأنظار، والهدف هو السيطرة على منطقة “باب المندب”، وإيجاد قدم لها في تلك المنطقة المهمة. ولفتت تلك التقارير الاخبارية إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الاشهر القليلة الماضية من دك حصون الإخوان المسلمين في اليمن وعدد من الجماعات الإرهابية في عدد من المحافظات ولا سيما في محافظات البيضاء ومأرب وتمكنت من طردهم من المناطق التي كانت خاضعة تحت سيطرتهم وتحريرها.
وقبل عدة أيام كشفت العديد من وسائل الاعلام الغربية والعربية أن أنقرة تحاول اللعب بورقة جديدة يبدو أنها تسعى بها إلى صب الزيت على نار الحرب المتأججة أصلا في اليمن، وإنقاذ جبهة الإخوان والعناصر الإرهابية، من خسائر تكبدتها في محاور القتال مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وذلك عبر نقل الإرهابيين الذين يقاتلون معها في سوريا ،يرى مراقبون أنه لم يعد سرا تزايد حجم الدعم التركي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن، إذ زادت أنقرة من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى الإخوان في الفترة الأخيرة. كما كثفت من إرسال عناصر الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات من عناصر الجماعة داخل أراضيها، وسط تزايد حجم الخطاب الإعلامي الداعم للجماعة من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من إسطنبول.
ولفتت تلك المعلومات إلى أن العدد الدقيق للإرهابيين الذين سيتم إرسالهم إلى اليمن من المناطق المحتلة شمال غرب سوريا لوقف تقدم المقاتلين اليمنيين غير معروف حاليًا، لكن يُقال إنه سيتم نقل مئات الإرهابيين من محافظة إدلب إلى اليمن. ووفق مصادر ميدانية، فقد سافر عدد من مسؤولي المخابرات التركية، في الأيام الأخيرة، إلى مناطق محافظة إدلب المحتلة في سوريا، واجتمعوا بقادة الجماعات الإرهابية المعروفة باسم الجيش الحر وجبهة النصرة. وطلب مسئولو الحكومة التركية خلال تلك المحادثات من قادة الجماعات الإرهابية إرسال عدد من القوات لمساعدة الإخوان المسلمين في اليمن وأكدت بأنها سوف تدفع رواتبهم كاملة. وتتواصل المشاورات والمحادثات الأخيرة بين الحكومة التركية وقادة حزب الإصلاح اليمني والجماعات الإرهابية، فيما أعلنت أنقرة أنها ستدفع 1500 دولار شهريًا لكل عنصر إرهابي يتم نقله إلى مأرب ، و 400 دولار أخرى لتغطية نفقات أخرى.
ووفق آخر المعلومات والأخبار التي تم الحصول عليها، فقد تم تنظيم مجموعة من 300 إرهابي في المناطق المحتلة من سوريا حتى الآن، وستقوم الحكومة التركية بنقلهم إلى ساحات القتال على أطراف مدينة مأرب خلال الأيام المقبلة. إن الحكومة التركية، التي أبدت رغبتها في التواجد على الأراضي اليمنية من خلال تغيير علاقاتها مع النظام السعودي في الأشهر الأخيرة، تعتزم الآن حماية مدينة مأرب وإنقاذ حزب الإصلاح من خلال نقل الإرهابيين إلى هذه المدنية اليمنية لمواجهة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ومنعهم من دخول محافظة مأرب. وفي الختام يمكن القول إن تبعات تورط تركيا في ملف اليمن كبيرة جداً في حد ذاتها، وهذا سيؤدي إلى مواجهة أكثر خطورة بين محور الإخوان في المنطقة والمحور السعودي الإماراتي المصري، وهذا سيزيد من حساسية مصر والسعودية والإمارات فيما يتعلق بتحركات تركيا، التي يشار إليها باسم التحركات التي تهدف إلى تقويض الأمن العربي. وفي هذا السياق، سيكون لتدخل تركيا الأكثر جدية في الأزمة اليمنية مع قطر، تأثير كبير بلا شك على علاقات قطر مع الدول المحاصرة، إضافة إلى التأثير وتعقيد معادلات القضايا الأخرى، بما في ذلك الملف الليبي.
المصدر/ الوقت