التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

رداء العطف الأممي على السوريين.. هل يسمن أو يغني الجوع السوري 

كل المنظمات الدولية وجميع الزعماء السياسيين يعلنون تعاطفهم مع الشعب السوري، والجميع يخرج إلى المنابر ليتحدث عن هذه الأزمة ونتائجها، ولكن لا أحد يتحدث عن أسبابها ولا أحد يقدم الحلول.

الجميع يقول الشعب السوري يعاني، نعلم أنه يعاني ولكن ما الحل؟، لماذا لا تتم الاشارة إلى الدول التي تسببت بكل هذه الكوارث في سوريا، لماذا لا يتم تقديم مساعدات جدية لسوريا. لن يكون الحل من خلال تقديم كيلو سكر وكيلو رز، وعلى المنظمات الدولية أن تفضح المتآمرين على الشعب السوري وتمنع الدول من استغلالهم لأغراض سياسية.

الأمم المتحدة حثت المنظمات الانسانية مؤخراً لمساعدة ملايين السوريين للبقاء على قيد الحياة، وفي هذا السياق أكد مهنّد هادي منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية أن الأمل معقود على المنظمات الإنسانية في مساعدة السوريين. لكنه أكد، في الذكرى العاشرة لاندلاع الصراع، أن الحل في سورية ليس إنسانيا، بل يجب أن يكون سياسيا.

ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عنه القول :”للأسف هذه الحرب التي نشأت في سورية، أدّت إلى تهجير ملايين الناس ما بين لاجئين ومشردين داخل سورية، ناهيك عن عدد القتلى الذين لقوا حتفهم في هذه الحرب”.

وروى أن “الناس في سورية يحتاجون إلى شتى أنواع الدعم الإنساني ما بين مأوى وتعليم وغير ذلك، ووصل بهم الحال في أجزاء من سوريا إلى أنهم بحاجة إلى كل أنواع الدعم المقدم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.

وأوضح أنه “خلال عام 2020 قدّمنا أكثر من 6,7 ملايين من المساعدات ما بين سلة غذائية ومساعدات أخرى، تم تأمينها للسوريين. هذه في الحقيقة لا تغطي جميع الاحتياجات في سورية، إنما تغطي الفئة الأكثر تضررا واحتياجا من باقي الفئات السورية”.

ولفت إلى أن جائحة كورونا “أثرت جدا على وضع الناس في سوريا، فضلا عن كل المصاعب التي يواجهونها”.

وشدد على أن “سوريا بحاجة إلى حل سياسي، بحاجة إلى إنهاء الحرب، بحاجة لأن تنتهي هذه الحرب الدامية الضروس التي دامت عشرة أعوام”.

وأشار إلى أن “العمل الإنساني هو عمل مساعد فقط لإبقاء الناس على قيد الحياة في مواجهة الصعاب، ولكن لا يوجد حل لإنهاء النزاع عن طريق العمل الإنساني”.

إذا لم يتم قول الحقيقة في سوريا، لن يكون هناك حل، واذا لم يتم فضح جميع المتورطين في سوريا لن يكون هناك حل.

ماذا تفعل الولايات المتحدة الامريكية في سوريا؟، من تساعد وماذا قدمت من مساعدات للشعب السوري؟. كل ما فعلته أنها أزمت الحرب السورية وعملت على تقسيم سوريا وهاجمت الأراضي السورية ومطارات السوريين، والآن تحرمهم من الوقود والتدفئة وحرقت محاصيلهم وسرقت وتسرق نفطهم.

يجب على الأمم المتحدة أن تقول للعالم إن الشعب السوري يعاني من قلة الخبز بسبب الاحتلال الأمريكي، وأن الأطفال يبردون هناك بسبب الولايات المتحدة الأمريكية. واشنطن دخلت سوريا تحت شعار محاربة “داعش” لكن في النتيجة رأينا أنها جاءت لتحارب الشعب السوري، وعلى الضفة الأخرى هل تواجد تركيا أيضا لخدمة الشعب السوري؟.

ان كانت تريد الخير للسوريين لماذا تستغلهم سياسياً ولماذا تحتل أراضيهم وتعتدي على سيادة بلادهم؟.

بسبب الوجود غير الشرعي لعدة دول فوق الاراضي السورية أصبحت الأوضاع الانسانية سيئة للغاية، ومؤخراً حذّر بيان صادر من 35 منظمة إنسانية ومنظمات المجتمع المدني والإغاثة السورية والدولية، من سوء الأوضاع الإنسانية ومزيد من “التأثير الذي لا رجعة فيه”، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وجاء في البيان أنه “بعد عقد من اندلاع الصراع، أصبحت الظروف المعيشية لمعظم السوريين أسوأ من أي وقت مضى، ونحذر من زيادة الأضرار التي لا رجعة فيها، إذا لم تتم تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا، ولم يتم التوصل إلى حل سياسي”.

وطالب البيان القوى العالمية استخدام كل نفوذها لوقف الأزمة، مشيراً إلى استمرار العنف والهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية.

ويعيش أكثر من 80 % من الناس في فقر، وفق البيان، ويعاني أكثر من 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، في حين يبقى أكثر من 1.8 مليون آخرين في خطر، ما يشير إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في مستوى مرتفع جداً.

وأشار البيان إلى أن 12.2 مليون سوري يفتقرون إلى الوصول المنتظم للمياه النظيفة، و2.4 مليون طفل خارج المدرسة حالياً.

وتعرضت البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس والأسواق والمنازل والطرق للضرر أو الدمار طوال فترة الصراع، فالعديد من المباني والمنشآت العامة التي ما زالت قائمة أصبحت ملاجئ للنازحين بسبب النزاع، بينما أدى وباء “كورونا” إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.

وأجبرت العائلات في سوريا على تقليل كمية الوجبات التي يضعونها على المائدة أو مقايضة ما لديهم من طعام قليل مقابل الدواء، توازياً مع ارتفاع معدلات التضخم، بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية، وانتشار البطالة ونقص الوقود الشائع بشكل متزايد.

ولا يزال 5.6 ملايين سوري لاجئين في الدول المجاورة، بينهم 2.5 مليون طفل، فضلاً عن 6.2 ملايين نازح داخلياً في نواحٍ مختلفة من سوريا، لتصف المنظمات في بيانها، أزمة النزوح المطوّلة، بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق