التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

الحدث الأكثر إثارةً للصدمة في حرب فيتنام… الأمريكيون في قرية “مي لاي” وتلك الصورة الشهيرة! 

في ذلك اليوم، قامت مجموعة من القوات الأمريكية بالبحث عن الفيتناميين الذين كانوا يقاتلونهم، ووصلوا إلى قرية “مي لاي” ولم يعثروا على فيتنامي هناك.

ولكن بدلاً من أن يغادروا ويرجعوا إلی قواعدهم، هاجموا القرويين بوحشية. ماذا فعلوا؟

لقد قتلوا 504 أشخاص، وترافق هذا القتل غير المبرر مع التعذيب والبتر والاغتصاب وتقطيع الأوصال. والمؤرخون يشيرون إلى أن هذا الحادث بکلمات مثل المذبحة وقطع الرؤوس وقتل الناس بالرصاص والقنابل اليدوية.

“سيمور هيرش” الصحفي الذي غطى الحادث، كتب عنه: “تم تقسيم الكثيرين إلى مجموعات صغيرة وقُتلوا رمياً بالرصاص. وألقي آخرون … في الماء وقتلوا رمياً بالرصاص، وکثيرون آخرون قُتلوا في زاوية ما أو بالقرب من منازلهم. وبعض الشابات والفتيات تعرضن للاغتصاب ثم تمَّ قتلهن”.

وطبعاً يذكر : أن “اسم مي لاي لن ينسى، لأن أهالي هذه القرية استهدفوا من قبل القوات الأمريكية دون سبب وبالصدفة… إن أفظع المجازر تقع في الحرب؛ لکن هذه الإبادة لم تحدث حتى بالقرب من ساحة المعركة، بل كانت مجزرةً غير مبررة في قرية”.

کنا ننفِّذ الأوامر فحسب!

ماذا فعل الجيش الأمريكي بعد هذه الحادثة؟ كان فخورًا، وفي إعلاناتهم قالوا إنهم يتبعون “الفيت كونغ” قريةً تلو قرية ويهزمونهم.

ولكن بعد مرور عام، نُشرت صورة شهيرة لمذبحة “مي لاي”، کان قد التقطها مصور عسكري بالصدفة في نفس اليوم.

وفيما بعد نُشرت صور أخرى وانکشف الأمر، وبضغط الرأي العام والصحافة تم تشكيل لجنة تحقيق وأقيمت محكمة، ومثُل بعض جنود تلك المجموعة المجرمة أمام المحکمة، ولکن تمت تبرئتهم جميعًا! لأنهم قالوا إننا کنا نقوم بعملنا وکنا ننفِّذ الأوامر فحسب.

في تلك الفترة نفسها، كان هذا الأمر مخالفًا للمسار القانوني لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لأنه بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن من الممكن القول إن المتهمين بارتكاب مثل هذه الجرائم لا يتحملون المسؤولية لأنهم ينفذون الأوامر فقط؛ كما لم يستطع القادة النازيون فعل ذلك.

بالطبع، كانت هذه المحكمة مختلفةً جدًا، إذ في النهاية كانت المحكمة خاصةً بهم، وكان المتهمون من أنفسهم أيضاً!

نهاية قائد المذبحة

ماذا حدث لمن أمر بالقتل؟ في تلك المحكمة التاريخية! تمت إدانة الملازم “ويليام كالي” فقط؛ وهو قائد إحدى الكتائب الذي أصر ودون أي سبب علی القتل والوحشية، وهو نفسه قتل 22 شخصًا.

حُكم على هذا الشخص بالسجن مدى الحياة لإرضاء الرأي العام. وبعد يومين، أمر الرئيس الأمريکي آنذاك “ريتشارد نيكسون” بالإفراج عن المتهم بانتظار محكمة الاستئناف.

وفي النهاية، سُجن كالي لمدة 3 سنوات في سجن عسكري مزوَّد بمرافق خاصة، وتم العفو عنه في نهاية المطاف. علی کل حال، لم يكن كالي غريباً، بل كان واحداً منهم.

وتلك كانت قصة الإبادة الأمريكية والعدالة الأمريكية، وبالطبع لا يمكن توقع غير ذلك.

وعلى حد قول الصحفي والكاتب الأسترالي “جون بيلجر” في کتاب “لا تكذب عليّ”!: “لقد كان واجبًا عاديًا على الرجال الذين دُفعوا إلى الوحشية، أن يدمروا بلدًا نائيًا نيابةً عن رؤسائهم المجرمين”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق