ما سبب نسيان الأشخاص ما أرادوا إنجازه
لطالما سعى العلماء لتفسير سبب نسيان الأشخاص أحياناً الأمر المهم الذي يرغبون إنجازه لدى دخولهم غرفة جديدة.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة بوند، أن تأثير “المداخل”، كمدخل الباب أو دخول صفحات جديدة عبر الإنترنت، لم تكن ذات أهمية في ما يتعلق مباشرةً بالنسيان، كما زعمت الدراسات السابقة.
ولاحظ العلماء أن سبب النسيان لم يكن وجود الباب فقط أو فعل المشي من خلاله، بل التغيير في السياق هو الّذي يجعل الدماغ يُسقط المعلومات الّتي يعتبرها غير مهمة.
وأجرى فريق البحث أربع دراسات: اثنتان استخدمتا مواقع حقيقية واثنتان ارتدى فيها المشاركون سماعات الواقع الافتراضي. ولقد جعلهم الفريق ينتقلون عبر غرف مختلفة في بيئة ثلاثية الأبعاد.
وطُلب من المشاركين حفظ الأشياء الموجودة على الطاولات داخل كلّ غرفة، مثل صليب أصفر، مثلث أزرق، وأمور أخرى، ومن ثم نقلهم من طاولة إلى أخرى بنفس الترتيب. وارتأى الفريق أن يضع في بعض الأحيان الطاولة التالية في الغرفة عينها، أما في أوقات أخرى فكان على الأفراد الانتقال إلى غرفة ثانية عبر باب آلي.
ووجد الباحثون أن الذاكرة لم تتأثر أبداً جرّاء تغيير الغرف، وأن الأشخاص نادراً ما نسوا بعض الأشياء، بغض النظر عما إذا كانوا قد مروا عبر الباب أم لا.
ولكن عندما رفع الباحثون من صعوبة الاختبار، من خلال مطالبة المشاركين بأداء المهمة نفسها أثناء القيام في الوقت عينه بمهمات عدة منفصلة، عندها برزت نتائج ملحوظة على الذاكرة.
وقال أحد مؤلفي الدراسة: “هذا الاكتشاف يشبه إلى حدّ بعيد تجربة الإنسان اليومية، إذ غالبًا ما ننسى لدى دخولنا الغرفة ما جئنا للقيام به، إذ نكون مشتتين بكمية الأفكار الّتي تجول في رأسنا”.
وفي شرحٍ للظاهرة، أوضح الدكتور باومان أن الدماغ يقسم الذكريات من بيئات وسياقات مختلفة بسبب سعة مساحته.
وأضاف بومان أن الدراسة أشارت أيضًا إلى أنّه من الممكن “تحصين” النفس ضدّ النسيان، وقال: “إذا كنا نفكر في أمرٍ واحدٍ فقط، فلن يمنعنا شيء من تذكره. ولكن إذا كنا نفكر في أمور وأحداث كثيرة، فسيكون النسيان ملحوظًا”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق