التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 8, 2024

الرئيس الأمريكي يأمر بسحب صواريخ “باتريوت” من السعودية.. الأسباب والتداعيات 

أفادت مصادر غربية بأن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قرر سحب ثلاث أنظمة دفاعية “باتريوت” من منطقة الخليج الفارسي، إحداها تتمركز في قاعدة جوية في المملكة العربية السعودية، لكنها لم تذكر الأسباب وراء ذلك. ونظام “باتريوت” هو نظام دفاع جوي صاروخي موجه. وحول هذا السياق، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أمر البنتاغون بالبدء في سحب بعض القوات المتمركزة في منطقة الخليج الفارسي، وخاصة من المملكة العربية السعودية. وأضافت الصحيفة إنه تم تحويل حاملات طائرات وأنظمة مراقبة، من الشرق الأوسط لتلبية الاحتياجات العسكرية في مناطق أخرى حول العالم، وفقا لمسؤولين أمريكيين أشاروا أيضا إلى وجود تقليصات أخرى قيد الدراسة. ولفت تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن إزالة بطاريات “باتريوت” وإنهاء الوجود الدائم لحاملات الطائرات والقدرات العسكرية الأخرى، يعني أن عدة آلاف من القوات قد تغادر المنطقة بمرور الوقت. وكان هناك حوالي 50 ألف جندي في منطقة الخليج مع نهاية العام الماضي، وذلك بعد تقليص العدد من 90 ألفا، كانوا حاضرين في ذروة الخلاف بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، وإيران.

ورفضت مصادر “وول ستريت جورنال” تقديم أي تفاصيل أخرى بخصوص تقليص القدرات العسكرية أو القوات، فيما رفض مسؤولون سعوديون التعليق على الخطط الأمريكية، وفقا للصحيفة. كما تم اقتراح إزالة نظام “ثود”، المكلف باعتراض الصواريخ البالستية المتنوعة التي يطلقها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية داخل العمق السعودي، إلا أن مسؤولين قالوا إنها ربما ستبقى في المنطقة خلال الوقت الحالي. وقال مسؤولون، إن الانسحابات العسكرية الأخيرة، تمثل المراحل الأولى من جهود إدارة “بايدن”، لزيادة وتيرة تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، بعد عدة عقود من الاشتباك العسكري هناك. ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى احتمال نشر القدرات والقوات العسكرية الأمريكية في مناطق أخرى، للتركيز على المنافسين العالميين، مثل روسيا والصين.


وأما بالنسبة لأنظمة “الباتريوت”، فالحقيقة أن هذه الأنظمة الصاروخية لا تستطيع حل مشاكل الرياض في مواجهة الهجمات التي يتعرضون لها. ويبدو أن كل احتياطياتها استخدمت ضد الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي أطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية خلال السنوات الماضية، ولم ينجح نظام “باتريوت” هذا في اعتراض الكثير من هذه الصواريخ، إلا أنه اعترض بعضها وفشل في مواجهة البعض الآخر ولم تتجاوز صواريخ “باتريوت” التي أصابت أهدافها نسبة 20٪ منذ استخدامها في حرب العراق عام 1991، وفقاً لتقارير أمريكية وإسرائيلية، وحققت نجاحًا بنسبة 30٪ في أفضل الأحوال. ولكن ما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للأمريكيين هو أن الجيش اليمني واللجان الشعبية يستخدمون الصواريخ الصغيرة والطائرات دون طيار على نطاق واسع وهذا الأمر دمر سمعة أنظمة “الباتريوت” التي لم تحقق نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية.

ولقد ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن إعلان “بايدن” بسحب منظومة “باتريوت” من السعودية، جاء عقب هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية على أعماق السعودية، وخاصة في العام السابع من الحرب، وفشل هذه الأنظمة التي كان من المفترض أن تقوم بالتصدي لتلك الصواريخ والطائرات المسيرة ولقد أدى هذا الفشل إلى غضب وإحباط الأمريكيين. ولفتت تلك المصادر أن الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية تمكنت خلال السنوات الماضية من استهداف العمق السعودي، ولا سيما العديد من الأهداف المهمة والحساسة في الرياض، دون أن تتمكن أنظمة “باتريوت” من التصدي لها واسقاطها.

ويقّر المحللون الغربيون بأن الصور ومقاطع الفيديو دليل على عدم فعالية أنظمة “الباتريوت” في مواجهة الهجمات اليمنية. ويُظهر تحليل فرق البحث وخبراء الصواريخ أن الصاروخ الذي أطلقه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قبل عدة أيام، حلّق فوق انظمة “باتريوت” بسهولة وأصاب هدفه داخل مطار الرياض بدقة عالية. وتظهر النتائج أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يمتلكون حالياً الكثير من القدرات الصاروخية الكافية لاستهداف أهداف في المملكة العربية السعودية وتحويل ميزان القوى في هذه الحرب. وهذا الأمر أثار علامة استفهام كبيرة حول كفاءة أنظمة الدفاع الصاروخي “الباتريوت”.

وفي حرب الخليج الأولى، أعلنت الولايات المتحدة أنها اعترضت ودمرت صواريخ “سكود” التي أطلقها العراق، لكن التحليلات اللاحقة أظهرت أن جميع عمليات الاعتراض هذه تقريبًا قد فشلت. وعلى صعيد متصل، أظهرت مقاطع الفيديو، شظايا كبيرة لصاروخ “بركان 2” سقط بالقرب من مدرسة “ابن خلدون” وسط الرياض قبل عدة أيام وهنا يقول السعوديون إن الشظايا تُظهر أن أنظمة “الباتريوت” اعترضت بنجاح ذلك الصاروخ، لكن تحليل الأجزاء يظهر أن بعض مكونات الغطاء مفقودة ولقد أثبت الرأس الحربي المفقود شيئًا واحدًا للمحللين وهو أن هذا الصاروخ اليمني استطاع الهروب من نظام الدفاع الصاروخي السعودي.

ولقد صُمم صاروخ “بركان 2″، وهو صاروخ باليستي قصير المدى مصمم للتحليق لمسافة 600 كيلومتر، لينقسم إلى جزأين: جزء الجسم الذي يوجه الصاروخ ينفصل، ويضرب الجزء الأصغر من الرأس الحربي الهدف. في الواقع، ينقسم الصاروخ إلى قطعتين لحمايته من صواريخ “باتريوت”، مما يجعل استهدافه أكثر صعوبة. ويبدو الأمر كما لو أن الجسد فقط يمكن مهاجمته، لكن الرأس الحربي يستمر في طريقه حتى يصيب الهدف ولهذا فإن ما تم العثور عليه في الرياض هو جسم هذا الصاروخ وهذا يعني أن السعوديين إما فشلوا في استهداف الصاروخ أو تمكنوا فقط من إسقاط جسم الصاروخ بعد انفصاله، لكن الرأس الحربي أصاب الهدف.


ويبدو أن أسطورة “باتريوت” قد انهارت، ويمكن القول إن المقاومة الفلسطينية والجيش اليمني واللجان الشعبية جعلت ما تسميه الولايات المتحدة فخر صناعتها العسكرية غير فعّال. ولقد قالت أوساط أوروبية إن السعودية تشكو من ضعف الأسلحة الأمريكية في اعتراض صواريخ حركة “أنصار الله” وطائراتها المسيرة، وتحّمل واشنطن مسؤولية بيع أسلحة مستعملة وغير نافعة. ورداً على ذلك، ذكرت الولايات المتحدة أن ضعف تجربة الجيش السعودي وقلة تدريبه على استخدام هذه الأسلحة، بما في ذلك صواريخ “باتريوت”، كان السبب الرئيس وراء فشل هذه الأنظمة في اعتراض العديد من الصواريخ الباليستية.

الجدير بالذكر أن عدم كفاءة نظام “باتريوت” هو الأمر الذي دفع دولًا أخرى إلى اللجوء إلى الأنظمة الروسية، بما في ذلك أنظمة “إس 400″، مما أثار غضب واشنطن التي هددت وضغطت على أي تلك الدول التي عقدت العديد من الصفقات لشراء النظام الروسي. على كل حال، إن أنظمة “باتريوت” لن تحل مشكلة السعوديين، لكن الحل هو وقف الحرب على اليمن بشكل كامل. وإذا لم ينتهز تحالف العدوان السعودي هذه الفرصة، سُتلحق وحدات الصواريخ والطائرات دون طيار التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية، ضربات أكثر إيلامًا بهجماتها المفاجئة على العمق السعودي. وهنا تجدر الاشارة إلى أنه موجة الضربات الجوية والصواريخ اليمنية تصاعدت خلال الفترة الماضية على مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، بحيث استُهدفت في الأيام الأخيرة مراكز اقتصادية وعسكرية عميقة في الأراضي السعودية بشكل متكرر بالصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار المسّيرة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”. ولقد استهدف الجيش اليمني واللجان الشعبية مرة أخرى قاعدة الملك “خالد” الجوية في “خميس مشيط” بالسعودية، صباح يوم السبت الماضي بعد هجوم صاروخي على الرياض قبل عدة أسابيع فيما يعرف بعملية الردع الخامسة ويأتي تتويج هجمات صنعاء على القواعد العسكرية والبنية التحتية الاقتصادية السعودية، رفع تكلفة استمرار الحرب على السعودية وإجبار الرياض على عدم تبني نهج عدواني وإجرامي تجاه الشعب اليمني المظلوم.

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق