صحيفة عبرية تحذر من عودة العمليات الفردية بعد أحداث القدس المحتلة
وكالات ـ الرأي ـ
حذرت صحيفة “هآرتس” اليوم السبت، من أن المواجهات التي تشهدها مدينة القدس المحتلة يمكن أن تمهد الطريق أمام عودة العمليات “الفردية”.
وفي تحليل أعده كل من نير حسون وجوش برينر، أوضحت الصحيفة أن كلاً من اليهود والفلسطينيين يمكن أن يقدموا على تنفيذ عمليات نتيجة أجواء التصعيد التي خلفتها أحداث القدس المحتلة.
وشددت الصحيفة على أن الدعوات للانتقام من “العرب” التي أطلقتها منظمة “لاهافا” الإرهابية التي نظمت المسيرات الاستفزازية وعمليات الاعتداء الجماعي في القدس المحتلة الليلة قبل الماضية يمكن أن تؤسس لشنّ عمليات ضد الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن البيئة السياسية الداخلية في “إسرائيل” توفر للتنظيمات الإرهابية اليهودية مجالاً أوسع للعمل، مشيرة إلى أن الحركة الكهانية، التي تنتمي إليها منظمة “لاهافا” باتت ممثلة في الكنيست كنتيجة للانتخابات الأخيرة؛ حيث يمثلها بشكل خاص إيتمار بن غفير، الذي يعد أحد أتباع الحاخام مئير كهانا، مؤسسة حركة “كاخ” الإرهابية.
وحسب الصحيفة، فإن العمليات الإرهابية اليهودية ستدفع الفلسطينيين إلى الرد، مشيرة إلى أن الردود الفلسطينية ستكون فردية بالأساس ولن تكون ذات طابع تنظيمي.
من جانب آخر، أوضح الصحافي الإسرائيلي إنشيل بيبر، الذي يعمل في صحيفة “هآرتس” أن معظم الشباب اليهودي الذين شاركوا في المسيرات المستفزة في القدس المحتلة، التي نظمتها منظمة “لاهافا”، ينتمون إلى التيار الديني الحريدي.
وعلى حسابه على “تويتر” أشار بيبر إلى أن الكثير من الشباب الحريدي تمردوا على تعليمات مرجعياتهم الدينية، وباتوا يؤيدون الحركة الكهانية، وإلى أن عشرة آلاف منهم صوتوا لتحالف الحركة الكهانية والصهيونية الدينية في الانتخابات الأخيرة، ما سمح بحصول التحالف على ستة مقاعد.
يشار إلى أن الضفة الغربية والقدس المحتلة و”إسرائيل” شهدت منذ عام 2015 عشرات العمليات الفردية التي نفذها الفلسطينيون رداً بشكل أساس على الإجراءات التي تفرضها “إسرائيل” في القدس والمسجد الأقصى، وانتقاماً من العمليات التي تنفذها التنظيمات الإرهابية اليهودية.
ويذكر أن منظمة “شارة ثمن” الإرهابية نفذت مئات العمليات على مدى السنوات السبع الماضية، التي شملت عمليات قتل، إحراق مساجد وكنائس، تخريب المحاصيل الزراعية، وتسميم آبار المياه؛ حيث كانت أخطر هذه العمليات إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية ورجم المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي حتى الموت عندما كانت تجلس خلف مقود سيارتها.
من جانبها، أكدت الباحثة الإسرائيلية كسنيا سبطلوفا أن الأحداث التي تشهدها القدس المحتلة والضفة الغربية ويافا تدل على أن اتفاقات التطبيع التي توصلت إليها “إسرائيل” مع عدد من الدول العربية لن تضمن لها تهدئة الساحة الفلسطينية.
وفي تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت سبطلوفا إلى أن أحداث القدس المحتلة والضفة ويافا تشير إلى أن الفلسطينيين “لن يختفوا” بعد اتفاقات التطبيع.
ورأت سبطلوفا، النائبة السابقة في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن هذه الأحداث تدل على أنه من دون حل “عادل” للصراع، فإن هذا الصراع لن يختفي من تلقاء ذاته.
وخلصت إلى أن الأحداث الأخيرة تدل على انهيار السردية التي تتبناها القيادة السياسية في تل أبيب في أعقاب اتفاقات التطبيع، والتي تقوم على ثنائية “حب دبي للإسرائيليين” مع تجاهل وجود صراع مع الشعب الفلسطيني.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق