التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الشيخ عيسى قاسم: ثورتنا مستمرة وإن طال الزمن والدعوة للحوار لا تزال قائمة 

أصدر آية الله الشيخ عيسى قاسم بياناً حول ضرورة وكيفية الإصلاحات التي يطالب بها الشعب البحريني ويرضى بها وهي إصلاحات جوهرية فندها الشيخ عيسى بشكل كامل من خلال البيان حيث أكد الشيخ قاسم أنه “لا بد من إصلاح جذري صادق ومتين يضمن استمراره في البحرين”، وأضاف إن “شعب البحرين مقاوم يعرف حدود حقوقه ومستعد للحوار ولا يصحّ أن يُطالب بالتسوّل والاستجداء والاسترحام”.
الأزمات في البحرين هي من صنع النظام
وقال الشيخ قاسم في بيان له الجمعة “في البحرين شبكة من الأزمات الحادّة والأوضاع المربكة المهدّدة لوجودها مما صنعته السياسة الرسمية فيها”، وأضاف “تستطيع هذه السياسة أن تبقي هذه الأزمات وتزيد فيها وفي تعقيدها باستمرارها على النمط الذي اختارته في تعاملها مع الشعب من دون أن تميل إلى اصلاح أو تغيير”، واوضح “النتيجة أن تجد نفسها قريبا غريبة غربة فاحشة في وسطها الإقليمي والوسط العالمي كلّه ومعاكسة المسار العام للسياسة في العالم وهي نتيجة لا تتحملها أي دولة من الدول العظمى”.
الاصلاح يجب أن يكون جذرياً
ولفت الشيخ قاسم الى انه “يمكن لهذه السياسة أن تفرج عن عدد من السجناء مبقية قادة ورموز المقاومة في سجونهم مع الإقدام على تصحيح جزئي للأوضاع الحقوقية وإيجاد لمسات خفيفة تصحيحية على الوضع السياسي”، وأضاف ان “النتيجة لهذا الفرض ليست بعيدة كل البُعد عن سابقتها، ولا تصل إلى حلّ مشكلة الداخل، ولا تنهض بضرورات الإصلاح”.
وتابع الشيخ قاسم “يمكن أن تتوسع هذه السياسة في الخيار الإصلاحي في كلٍّ من الناحية الحقوقية العامة والحق السياسي، لكن بما لا يؤدي إلى توافق سياسي مريح بين الشعب والحكم واستقرار طويل الأمد للأمن الوطني الشامل لكلّ ما يطلب فيه الأمن، ويعطي فرصة التفرّغ من الجميع لترميم التصدّعات الكثيرة التي خلقتها السياسة الخاطئة في قلعة الوطن ووضعته على طريق الانهيار”.
وقال الشيخ قاسم “أمّا إذا أرادت السياسة أن تكون مخلصة وجادّة في حلٍّ ذي قيمة مؤثرة للمشكلة الوطنية الحادّة والمزمنة ينتج علاقة إيجابية مستقرة بين الشعب والحكم وفاعلة على خط التقدّم الوطني والتخلّص من سلبيات الماضي ويتيح فرصة حقيقية للبناء المشترك الذي يعطي موقعاً متقدّماً للوطن على كل الأصعدة الخيِّرة، فلابّد من الإصلاح المجذّر له تجذيراً يضمن صدقه وجدّيته ومتانته واستمراريته من خلال دستور من إرادة الشعب ومؤسسات دستورية راسخة راجعة لارادته، وتتمتّع كلّ منها بالاستقلالية التي تمنع تغوّل أيٍّ منها على الأخرى”.
مطالب الثورة لا تسقط بالتقادم
وإذا ما أردنا الوقوف على أبرز هذه النقاط والإصلاحات التي عددها الشيخ قاسم لا بد لنا في البداية من التذكير أنه بعد مضي عشر سنوات على هذا الحراك الذي هز أرجاء الحكم في المملكة، الرسالة كانت واضحة والتهديد بلغ أشده، وهو ما دفع بالنظام البحريني إلى بذل الغالي والنفيس لسحق المعارضة عن بكرة أبيها وتشديد القبضة الأمنية حتى لا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى، بعدما أثبت الشباب البحريني أنه قادر على التغيير في أي وقت رغم الصعاب والعراقيل.
ولطالما راهنت السلطات البحرينية على عنصري الزمن والقبضة الأمنية المشددة في محو آثار ما حدث قبل عقد من الزمن، غير أنه ومع كل ذكرى سنوية لهذه الثورة تتجدد الروح مرة أخرى، كأن آلة الزمن توقفت عند تلك اللحظات التي حلم فيها البحرينيون ببلد يليق وطموحاتهم السياسية والحقوقية والاقتصادية، لا بلد يعيش على أكتاف جيرانه فتُرتهن إرادته السياسية.
ورغم الطعن المستمر لجسد المعارضة الثورية الذي على إثره دخلت خلال السنوات الماضية غرف الإنعاش أكثر من مرة، فيما عانت من موت إكلينيكي لفترة طويلة، فإنها لم تمت بعد، وهو ما تفسره النشاطات الثورية حتى إن كانت متباعدة وعلى فترات طويلة
وبيان الشيخ عيسى قاسم اليوم يؤكد أن الثورة مستمرة والحراك مستمر حتى تحقيق المطالب من خلال دستور من إرادة الشعب ومؤسسات دستورية راسخة راجعة لارادته وأن المطالبة بالحقوق وبالإصلاح الجذري الذي قامت من أجله الثورة لا تسقط بالتقادم ولا نهاية لهذا الحراك إلا بتحقيق المطالب والإصلاحات.
النظام البحريني ليس لديه نية للإصلاح الحقيقي والدعوة للحوار قائمة
كما أضاف الشيخ قاسم أن “بقاء أي سجين من سجناء الرأي الذين إنّما كان سجنهم من أجل الدفاع عن حرية الشعب وحقوقه وكرامته ودوره السياسي المسلوب، لهو معاكس تماماً لنيّة الإصلاح فضلاً عن تحقّقه على الأرض، ولذلك لا يَصدُق أي إصلاح إذا كان هؤلاء الأحراء في السجون”، وأكد ان “شعبنا شعب مقاوم عن حقوقه ضحّى كثيراً وبذل كثيراً وسيبقى معطاءً على طريق حريته واسترداد حقوقه”، وتابع “هذا الشعب لا يصحّ أن يُطالَب بالتسوّل والاستجداء لإرجاع حقوقه والشعب يعرف تماماً أن له حقوقاً، ويعرف حدود حقوقه، وهو متمسك بهذه الحقوق وقادر كلّ القدرة ومستعدٌّ كلّ الاستعداد للدخول في حوار منتج”، وذكر ان “المعارضة كثيرا ما دعت للحوار الجاد المنقذ وأهمل ذلك الجانب الرسمي”، وأشار الى ان “هذه الدعوة قائمة بلا توقّف”.
بعد مرور عشر سنوات على الانتفاضة لم يتغير الأسلوبَ القمعي الذي يتعامل به النظام مع المعارضة والشعب البحريني، ولا يزال يتفنن بأساليب قمعية جديدة والاستمرار في التضييق بالسجناء وأحكام الإعدام والتهجير وسحب الجنسية والمداهمات وخرق حرية التعبير وهذا يشير إلى أن النظام البحريني ليس لديه نية حقيقية في الإصلاح فأبسط الأمور لبدأ الحوار هي الكف عن هذه الممارسات القمعية من السلطات، كما أن المعارضة البحرينية طوال السنوات العشر الماضية دعت النظام البحريني مراراً وتكراراً للدخول في حوار مثمر ينبثق عنه اصلاحات جزرية ترضي الشعب وتحقق الحرية في البحرين
فالحقوق والمطالب لا تسقط بالتقادم، وصوت الثورة لا يمكن أن يخفت مهما كان سوط التنكيل والاستهداف عاليا، ولكن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وترتيب الأوراق مجدداً والدعوة للحوار الجاد والذي يجب أن يثبت فيه النظام البحريني عن جديته من خلال أبسط الأمور وهي الإفراج عن المعتقلين والتوقف عن المضايقات لهم ولأسرهم.
إذاً هذا البيان يؤكد أن الثورة البحرينية ثابتة على مواقفها ومطالبها ليس لعقد واحد من الزمن بل حتى تحقيق المطالب وإن طال الزمن كم هو دعوة رسمية للنظام البحريني للدخول في حوار جاد مع المعارضة للخروح بإصلاحات جذرية ترضى الشعب وتحل هذه الأزمة التي شلت البلاد منذ عشر سنوات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق