التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

فشل جهود نتنياهو في تشكيل الحكومة… فهل تنجح المعارضة 

في 6 أبريل 2021، أعطى الرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين نتنياهو فرصته الأولى لتشكيل الحكومة، ومنحه 28 يومًا لتشكيل وتقديم الحكومة في الكنيست.

والآن، مع اقتراب فرصة بنيامين نتنياهو التي دامت أربعة أسابيع من نهايتها، تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن رئيس الکيان، رؤوفين ريفلين، يفكر في تكليف خصوم نتنياهو بتشکيل الحكومة.

على الرغم من أن نتنياهو بإمکانه الحصول علی أسبوعين آخرين (14 يومًا) من ريفلين إذا رغب في ذلك، إلا أن جهوده للتوصل إلى اتفاق مع التيارات والأحزاب السياسية الأخرى قد باءت بالفشل حتى الآن.

وتشير الدلائل الآن إلى أن ريفلين يتحرك لترشيح “يائير لبيد” زعيم حزب “يش عتيد”، أو رئيس حزب “يمينا” الإسرائيلي “نفتالي بينيت” لتشکيل الحکومة، بدلاً من ترك مهمة انتخاب رئيس الوزراء المقبل للبرلمان الإسرائيلي(الكنيست).

الاتجاه الحالي في جهود نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، يظهر أنه سيزيد من حالة عدم اليقين بشأن الإدارة السياسية في الأراضي المحتلة.

نتنياهو يلجأ إلى غانتس مرةً أخرى

فشل محادثات بنيامين نتنياهو مع الأحزاب الصهيونية، دفعه مرةً أخرى إلى تشكيل تحالف مع حليفه السابق. وبحسب القناة 12 التليفزيونية التابعة للکيان الصهيوني، فإن نتنياهو الذي يرى نفسه في خطر الخروج من الساحة السياسية للکيان، لجأ مرةً أخرى إلى وزير الحرب الحالي بيني غانتس، للبقاء في السلطة.

کما أفادت القناة 12 التليفزيونية الصهيونية مساء الأحد بأن حزب الليكود بزعامة نتنياهو عرض على غانتس إعادة التوقيع على اتفاق بالتناوب لتشكيل الحكومة، لكن هذه المرة سيكون غانتس في الفترة الأولى رئيسًا للوزراء.

ووفقًا لتايمز أوف إسرائيل، نقلاً عن هذا التقرير، في اقتراح نتنياهو الجديد، سيكون غانتس رئيسًا للوزراء للسنة الأولى من الحكومة، ثم سيتم منح هذا المنصب لنتنياهو لمدة عامين وسيكون غانتس رئيسًا للوزراء مرةً أخری في العام الأخير.

نتنياهو في نهاية حياته السياسية

لقد اشتدت عدم قدرة نتنياهو على بناء إجماع حوله في الانتخابات في الوضع الحالي أكثر من أي وقت مضى.

في الواقع، يبدو أن رئيس الوزراء الحالي للکيان الصهيوني، الذي شغل هذا المنصب كأعلى مسؤول سياسي منذ عام 2009، قد وقع ضحية لسياسته المتطرفة المتمثلة في عدم التوافق مع بيني غانتس؛ لأنه كما اتضح، يبدو الآن أن التيارات السياسية المعارضة لحزب الليكود تسعى إلى إنهاء حكم نتنياهو الذي دام 12 عامًا.

وبعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في 23 مارس 2021، فشل حزب الليكود وحلفاؤه اليمينيون التقليديون في الفوز بالأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، رغم فوزهم بـ 52 مقعدًا.

ربما عندما وافق نتنياهو على تشكيل حكومة متناوبة مع بيني غانتس في عام 2020، كان يعتقد أن أفعاله على مدار عام ستقوده في النهاية إلى تمرير إجمالي 36 مقعدًا فاز بها في الانتخابات السابقة، وكسب الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة.

في الواقع، فشل نتنياهو في الاحتفاظ برئاسة الحکومة على الرغم من جهوده للحصول علی لقاحات كورونا وتوقيع اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية، وإثبات أن الاقتصاد الإسرائيلي تحت قيادته قوي ومبدع جدًا.

في الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، ظهر نتنياهو على شاشات التلفزيون کثيرًا لتعزيز أهدافه السياسية السرية والعلنية، كما ساعده علی ذلك بطريقة ما خصومه السياسيون المنقسمون بشدة بسبب خلافاتهم.

أعطى التلفزيون لنتنياهو فرصًا وساعات إعلامية أكثر من منافسيه، ورغم أنه كان من الواضح أنه إذا فشل أحد معارضي نتنياهو على الأقل في دخول الكنيست(البرلمان الإسرائيلي)، فسيكون لنتنياهو فرصةً أفضل للفوز، ولكن فشل حزب الليكود، وبينما تمكن في انتخابات 2020 من الفوز بـ 36 مقعدًا، في انتخابات 2021 خسر 285 ألف صوت وفاز بـ 30 مقعدًا فقط.

وإضافة إلى خفض عدد أصوات الليكود، فإن تصاعد الانقسامات داخل الليكود وأحزاب حلفاء نتنياهو، هو محرك مهم آخر لنهاية حكم نتنياهو.

في الواقع، كانت هناك تقارير في السنوات الأخيرة عن خلافات بين قادة وأعضاء حزب الليكود حول استمرار رئاسة بنيامين نتنياهو للوزراء، ولكن الآن وبعد تأكيد إرادة الأحزاب المعارضة لحزب الليكود لتشكيل الحكومة، أصبحت هذه القضية أقوى من أي وقت مضى.

ومجموع هذا الاتجاه يشير إلى أنه لم يعد بإمكان نتنياهو أن يكون المدير الرئيس للمشهد السياسي في الأراضي المحتلة.

صعوبة تشكيل ائتلاف معارض كبير لإنهاء حكم نتنياهو

الأزمة السياسية في الکيان الصهيوني، رغم فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، لا يمكن أن تؤدي إلى الحل والانتقال من الأزمة.

لأنه إذا فوض رئيس الكيان الصهيوني، رؤوفين ريفلين، مهمة تشكيل الحكومة إلى يائير لبيد زعيم حزب “يش عتيد”، أو رئيس حزب “يمينا” الإسرائيلي نفتالي بينيت، فإن طريق تشكيل الحكومة من قبل أحزاب المعارضة سيكون صعبًا للغاية.

في حال تکليف بينيت أو لبيد لتشكيل الحكومة، فيجب التوصل إلى اتفاق مع أحزاب یش عتید والأم الجديد والعمل ومرتص وإسرائيل بيتنا والقائمة العربية المشتركة، للحصول علی 62 مقعدًا في الكنيست والأغلبية في الحكومة.

وعلى الرغم من أن معظم الأحزاب السياسية الإسرائيلية تتفق على الإطاحة بنيامين نتنياهو من السلطة وتؤمن بطريقة ما بتشكيل ائتلاف متعدد الأحزاب للإطاحة به من الحكومة، إلا أن هذا الحد الأقصى من الإجماع، بالنظر إلى القوة الإعلامية والمالية لحزب الليكود، يمكن أن يفشل مع خروج تيار سياسي واحد أو أكثر.

حتى لو شكلت أحزاب المعارضة ائتلافاً لتشكيل الحكومة، فإن استمرار الحكومة بوجود 6 أحزاب يبدو أمراً صعباً للغاية؛ لأن الخلفية التاريخية للتطورات السياسية والميدانية في الأراضي المحتلة في السنوات القليلة الماضية، تظهر أنه سيكون من الصعب الحفاظ على أي تحالف داخل الكيان الصهيوني، وأن احتمال انسحاب هذه الأحزاب سيكون مرجحًا للغاية.

ومجموع هذه العملية يمكن تحليلها وتقييمها علی أنها حالة عدم اليقين السياسي الكبير في الأراضي المحتلة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق