التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

القوة الصاروخية الإيرانية… تحدٍّ تواجهه إدارة بايدن رغم أنفها 

اعترافًا بالقدرة الصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية، يحاول المسؤولون العسكريون في الإدارة الأمريكية الجديدة حاليًا مواجهة قدرات إيران الصاروخية والحد منها كقوة رادعة في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أشار قائد القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا في اجتماع بالكونغرس الأمريكي إلى القدرة العسكرية الإيرانية، واصفًا إياها بالعقبة أمام التفوق الجوي الأمريكي الكامل(الدفاعي) في المنطقة.

وقال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية الإرهابية(سنتكوم)، أمام جلسة استماع في الكونغرس الأسبوع الماضي، إن إيران تشكل تهديدًا يوميًا للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط مع تضاؤل ​​التفوق العسكري الأمريكي في المنطقة.

وفي تقرير مكتوب إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، زعم ماكنزي أن القوات المدعومة من إيران في اليمن أطلقت أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وصواريخ كروز ونفذت ضربات بطائرات بدون طيار ضد أهداف عسكرية وبنية تحتية ومدنية ضد السعودية منذ يناير.

وحذَّر من أن الاستخدام الواسع النطاق للطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة من قبل إيران لـ “التجسس والهجمات”، يعني أنه “لأول مرة منذ الحرب الكورية، نعمل دون تفوق جوي(دفاعي) كامل”.

برنامج البنتاغون للتعامل مع القدرة الصاروخية الإيرانية

من ناحية أخرى، ووفقًا لتقديرات جديدة، يخطط البنتاغون لإنفاق حوالي 18 مليار دولار لتطوير وتصنيع ودعم صواريخ اعتراضية جديدة لمواجهة الصواريخ المحتملة التي تطلقها كوريا الشمالية وإيران، وهذا هو أول برنامج شراء دفاعي كبير لإدارة بايدن.

وستتلقى المجموعات التي تقودها لوكهيد مارتن ونورثروب جرمان 13 مليار دولار و 100 مليون دولار، في مرحلة تطوير الجيل القادم للصواريخ الاعتراضية. وقد أدى تنافسهم على “مراجعة التصميم الدقيق” إلى بناء 31 صاروخًا اعتراضيًا جديدًا، 10 منها للاختبار.

وتقدِّر وحدة تقييم التكلفة المستقلة في البنتاغون، أن مرحلة الإنتاج ستكلف حوالي 2.3 مليار دولار، مع دعم طويل الأجل يبلغ إجماليه 2.3 مليار دولار أخرى.

وفي هذا الصدد، قال مارك رايت المتحدث باسم وكالة الدفاع الصاروخي في بيان، إنه “في هذه المرحلة نركز على تطوير التكنولوجيا. کما تخطط هذه الوكالة لتشغيل الجيل القادم للصواريخ الاعتراضية بحلول عام 2028”.

وتهدف تقديرات التكلفة هذه إلى إعطاء المسؤولين المدنيين صورةً واضحةً لتكلفة نظام تسليحي مهم. كما أنها توفر للمحللين والمستثمرين في شركتي لوكهيد مارتن ونورثروب غرومان رؤيةً حول حجم البرنامج الجديد والإيرادات المحتملة له.

وبحسب البنتاغون، فإن الصواريخ الاعتراضية مصممة “لكشف وتدمير الصواريخ التي يطلقها أعداء مثل كوريا الشمالية أو إيران”. ويتم تثبيتها على الصواريخ الموجودة في ألاسكا. وتقدر تكلفة كل صاروخ من الصواريخ الاعتراضية الـ31 بحوالي 498 مليون دولار.

ويهدف هذا النظام الاعتراضي الجديد إلى تصحيح أخطاء برنامج الرؤوس الحربية الفاشل في إدارتي أوباما وترامب، والذي تم إلغاؤه أخيرًا في أغسطس 2019 بعد أن كلَّف 1.2 مليار دولار، وكان من المقرر أن يبدأ العمل في عام 2023.

القوة الصاروخية الإيرانية

تعتمد القوة الصاروخية الإيرانية على القدرات والمعرفة المحلية، وفي السنوات الأخيرة تمكنت صناعة الدفاع الإيرانية من ترقية المعرفة الصاروخية والدفاعية باستخدام قدرات الشركات القائمة على المعرفة، وکشفت في فترات قصيرة عن العديد من الإنجازات الدفاعية، بما في ذلك مجال الصواريخ.

في غضون ذلك، تتمتع صواريخ كروز بأهمية وميزة جيدة لاستخدامها ضد الأعداء لعدة أسباب. وأحد هذه العوامل هو قوة الصواريخ الباليستية، ومن بينها صاروخ سجيل.

ووفقًا للخبراء العسكريين والدفاعيين العالميين، فإن وصول إيران إلى تكنولوجيا صاروخ سجيل يعني أن إيران في طليعة تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وتعلمت كل ما تحتاج إلى معرفته في هذا المجال. وفي الواقع، هذا الصاروخ هو أول صاروخ بعيد المدى في إيران يعمل بالوقود الصلب.

يتكون صاروخ سجيل الباليستي من ثلاثة أجزاء: الكتلة 1 والكتلة 2 والرأس الحربي. يزن هذا الصاروخ حوالي 23 طنًا وله محرك ذو مرحلتين يعمل بالوقود الصلب ويوصل سرعته إلى 4300 متر في الثانية، ولديه القدرة على تدمير أهداف محددة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.

کما يبلغ وزن الرأس الحربي لصاروخ سجيل حوالي 650 كيلوجرامًا، ويبلغ طول جسمه حوالي 18 مترًا، وقطر جسمه متر و 25 سنتيمترًا. ووفقًا للخبراء، يمكن أن يصل هذا الصاروخ إلى سرعته القصوى في 13 دقيقة. ونظام التوجيه لهذا الصاروخ أيضًا هو من نوع القصور الذاتي الذي يمكنه تدمير أهدافه بخطأ يصل إلی 20 مترًا.

من أهم العوامل في تصميم الصواريخ، هي سرعة إعداد الصاروخ قبل إطلاقه. ومصممو سجيل أخذوا هذه الميزة في الاعتبار، وقاموا بإنتاج هذا الصاروخ باتباع هذه الميزة.

كما أن سرعة صاروخ سجيل کبيرة للغاية، ولهذا السبب لا تستطيع أنظمة الدفاع الجوي تدميره. ويمكن للقاذفة المتنقلة لصاروخ سجيل مغادرة المكان بعد إطلاقه بسرعة عالية جدًا، حتى لا يتعرف عليه العدو ويدمره.

والميزة الأخرى لصاروخ سجيل الباليستي هي كيفية عمله بعد إطلاقه. بعد الإطلاق، يخرج هذا الصاروخ من الغلاف الجوي ويصبح أفقيًا.

ويبدأ الصاروخ بعد ذلك في التحرك خارج الغلاف الجوي، وبمجرد وصوله إلى فوق الهدف، يدخل الصاروخ مرةً أخرى إلى الغلاف الجوي ويغلق على الهدف باستخدام الجاذبية بسرعات عالية جدًا، ويهبط على الهدف بسرعة 13 ماخ.

والميزة التالية لصاروخ سجيل هي امتلاکه نظام الملاحة الجديد وأجهزة الاستشعار المتطورة للغاية. بحيث أن أجهزة الاستشعار الموجودة في صاروخ سجيل تزيد من دقة هذا الصاروخ عند إصابة الأهداف.

کما يعدّ تتبع سجيل أيضًا صعبًا للغاية بالنسبة للرادارات المتقدمة في العالم. إذ تم تصميم هذا الصاروخ بطريقة لا تستطيع أفضل أنظمة الدفاع في العالم، بما في ذلك باتريوت والقبة الحديدية، مقاومة الصاروخ.

موقع “ناشيونال إنترست” الإخباري الأمريكي الشهير في تقرير له بعام 2017 بعنوان “لماذا علی العالم أن يخشی الصواريخ الإيرانية؟”، اعتبر صاروخ سجيل بأنه قفزة في صناعة الصواريخ الإيرانية، ثم وصف خصائصه.

في هذا المقال، تم ذكر الجيل الثاني من سجيل أيضًا، كما أشار المقال إلی أن صاروخ سجيل 3 يتم تصميمه وتطويره أيضًا.

بدوره تناول موقع Missle Threat الإخباري في تقرير منفصل، هذا الصاروخ وقدَّم تحليلًا كاملًا عن قدراته.

کذلك، وصف موقع Defence update في تقرير بعنوان “إيران اختبرت صاروخها الثاني الذي يعمل بالوقود الصلب بمدى 2000 كيلومتر”، والذي كتب في 16 كانون الأول (ديسمبر) 2009 هذا الصاروخ، وقدَّم أنواعه في نوعين هما سجيل 1 و سجيل 2.

قوة الردع الإيرانية أمام الولايات المتحدة

وفقًا للخبراء، في الحرب المستقبلية المحتملة، يمكن لإيران استخدام صواريخها الباليستية التقليدية دقيقة التوجيه لتدمير القواعد التي تستخدمها الطائرات المقاتلة الأمريكية، وتدمير موانئ وقواعد الإمداد الأمريكية. ومن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الحفاظ على زخم وتدفق العمليات العسكرية تحت وابل من الصواريخ.

وأظهر القصف الصاروخي الإيراني قبل عامين على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق، أن إيران نشرت الآن صواريخ باليستية قصيرة المدى دقيقة بالكامل، تماشياً مع الاتجاه العالمي نحو الوصول إلی صواريخ أكثر دقةً.

ومن المؤكد أن هذه الصواريخ أكثر دقةً بعشر مرات على الأقل من صواريخ سكود السوفيتية الصنع التي استخدمتها إيران والعراق ضد بعضهما البعض خلال حرب الثمانينيات.

وفي هذا الصدد، أشار “هاري كازيانيس”، مدير قسم الدراسات الدفاعية في مركز ناشيونال إنترست، في مقابلة مع قناة سي إن بي سي، إلى الهجوم الإيراني الأخير على القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق، وقال إن “هدف إيران من مهاجمة القواعد الأمريكية في العراق هو إظهار أنها يمكن أن تلحق الضرر بسهولة”.

وحذَّر كازيانيس من الاستهانة بعملية إيران الانتقامية وقت الهجوم على عين الأسد، وقال “علينا أن نتذكر أن الإيرانيين لديهم أكثر من 2000 صاروخ باليستي”.

وأضاف “في الواقع، إذا حاولت الولايات المتحدة وقف إحدى الضربات الصاروخية، ما كان بإمكانها منع هجوم صاروخي باليستي آخر”. وقال لشبكة CNBC في مقابلة يوم الأربعاء “حتى لو جلبنا جميع دفاعاتنا الصاروخية الباليستية إلى الشرق الأوسط من جميع أنحاء العالم، فلن نتمكن من إيقاف إيران”.

وصرح كازيانيس أن المواجهة الكاملة بين طهران وواشنطن يمكن أن تكون “دمويةً تماماً”، وأضاف: “من المحتمل أن تتسبب طهران في الكثير من الأضرار، وهذا الضرر لا يمكن أن يلحق بالقواعد الأمريكية فقط، بل أيضًا بالسفن الحربية الأمريكية وقواعد واشنطن الأخرى في المنطقة”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق