التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 7, 2024

ممثل حركة “حماس” في طهران : يوم القدس العالمي استنهض الثورة الفلسطينية وقض مضاجع الصهاينة 

بعد مرور 42 عاما على اطلاق یوم القدس العالمي الذي أعلن عنه الإمام الخميني رحمه الله، تتكامل الرؤية الاستراتيجية لهذا اليوم بعدما قطعت هذه المناسبة الدينية والثورية والسياسية اشواطا مهمة للغاية على مستوى تحويل التظاهرات والشعارات الى واقع عملي مزلزل بات يضيق الخناق على اسرائيل والصهاينة الغاصبين ومن يتحالف معهم في عصرنا ولقد اتت الدعوة بتسمية الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس اُكلها ونتائجها الجوهرية باتجاه استنهاض الثورة الفلسطينية التي تمكنت من توجية ضربات باتت تدك العمق الصهيوني وتقض مضاجع محتلي فلسطين والقدس و المسجد الاقصى الشريف. ومن الثابت ان العدو الصهيوني يواجه اليوم تهديدا متصاعدا نتيجة لمعطيات يوم القدس العالمي ومنها تعاظم قدرات الفصائل الاسلامية والوطنية الفلسطينية وتوالي الانتفاضات والعمليات البطولية الجريئة داخل الارض المحتلة، وهي حالة ثورية اصيلة تكامل فيها المجاهدون الفلسطينيون مع المجاهدين اللبنانيين والسوريين والايرانيين والعراقيين ليشكلوا معا قوة اقليمية ظافرة عنوانها جبهة قوى المقاومة بوجه المشروع الامريكي ـ الصهيوني ـ الرجعي في الشرق الاوسط وغرب آسيا.

لقد تجلت مناسبة يوم القدس العالمي في اعظم صورها النضالية خلال السنوات العشر الماضية ولاسيما في فترة ظهور الفتنة التكفيرية وظهور داعش واخواتها على الساحة كأدوات رخيصة للاستكبار الامريكي الصهيوني، ولقد برهنت الجمهورية الاسلامية الإيرانية ولاتزال على انها خير من يساند قوى جبهة المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية في التصدي لهذه الفتنة الدولية التي زجت بها واشنطن وتل ابيب في المنطقة لتشويه الاسلام الحنيف وتعاليمه السمحاء، وايضا لكي تكون عقبة كاداء امام جبهة المقاومة وهي توجه اقسى الضربات لإسرائيل ولتسليط الضوء أكثر على أهمية هذا اليوم لدى أبناء الشعب الفلسطيني، قمنا بإجراء مقابلة صحفية مع الدكتور “خالد القدومي” ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في طهران.

مراسل “الوقت”: كما تعلمون، خلال السنوات العديدة الماضية، تم الاحتفال دائما باليوم العالمي للقدس، الذي أسسه الإمام الخميني(ره)، بأبهة وروعة كبيرين في أنحاء مختلفة من العالم، وخاصة في الجمهورية الإسلامية الايرانية، ماهي إنجازات هذا اليوم برأيك؟

الدكتور “خالد القدومي”: لقد حدد الإمام الخميني رحمه الله آخر جمعة من رمضان يوما للقدس العالمي وعلى ما أعتقد أنه باعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك هو يكون من ضمن العشر الأواخر التي ليلة القدر من ضمنها ونسأل الله أن تكون هذه الليلة هي ليلة القدر إن شاء الله، مستمدين الدعاء من جميع المسلمين في تحرير جميع الأراضي المغتصبة والأراضي العربية والإسلامية إن شاء الله، وكذلك يوم القدس من خلال طرح سماحة الإمام الخميني قدس الله سره أنه لمكانة القدس ومكانة مسرى رسول الله جعل هذه المبادرة منه لتذكير جميع الأمة العربية والأمة الإسلامية، أي أعطى الصبغة الإسلامية مع الصبغة القومية التي كانت محصورة فيها القضية الفلسطينية وقضية القدس، أعطاها صبغة دينية، والتي هي أن تكون من ضمن العشر الأواخر ويوم الجمعة، وعليه تكون هذه دافع لجميع المسلمين أن تكون القدس هي الجذوة التي تتقد من خلالها جميع حركات التحرر والمقاومة في المنطقة.

ونذكر هنا يوم القدس بهذه المناسبة، حيث يحيي مسلمو العالم في كل عام عبر مسيرات حاشدة مناهضة للإمبريالية الأمريكية الصهيونية، يوم القدس الذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والذي دعا إليه الإمام الخميني للتضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني في دعم حقوقه المشروعة وفي هذا العام يأتي يوم القدس متزامنا مع ذكرى حدث مؤلم الذي لا زال تأثيره يتفاقم إلى يومنا هذا ألا وهو ذكرى النكبة التي مر عليها 72 عاماً من التشرد والشتات لشعبنا الفلسطيني في جميع أصقاع العالم، وكما يمر علينا يوم القدس هذا العام بأهمية مضاعفة من خلال محاولات الاحتلال الصهيوني قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار وإعلان سيادته على هذه المناطق في إطار تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والتي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وذلك في وقت تتعرض فيها المدينة المقدسة لعملية تهويد شاملة عبر تهجير سكانها وهدم منازلهم وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس واستبدالها بالبؤر الاستيطانية، ومن هنا نرى أن الرسالة من إحياء يوم القدس هي أن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية وأن القدس الشريف هي البوصلة التي ترشد المجاهدين والمقاومين لاستكمال أهدافهم وهو تحرير فلسطين من براثن الصهيونية.

مراسل “الوقت”: بالنظر إلى الجولة الجديدة من أعمال وعدوان الصهاينة في مدينة القدس المحتلة والمقاومة الشاملة للفلسطينيين، ما هو تأثير الاحتفال بيوم القدس العالمي على التضامن مع القدس والقضية الفلسطينية؟

الدكتور “خالد القدومي”: يوم القدس العالمي فرصة حقيقية لتثبيت وحدة الأمة الإسلامية ومقاومة الجريمة الصهيونية تُبنى على مقاومة جميع اتفاقيات التطبيع مع العدو. ويعتبر يوم القدس العالمي فرصة حقيقية لتثبيت وحدة الأمة الإسلامية وإبراز إيمانها العميق بدورها الحضاري العالمي، وتعتبر موجة كورونا محنة كبيرة واجهت الشعوب، وعطلت الكثير من الأنشطة السياسية والاجتماعية، ولكن أوجبت ابتكار الحلول الجديدة فاتجه العالم كله نحو الوسائل البديلة للتواصل وللتعبير النضالي. فتم ابتكار موكب السيارات التي تجوب شوارع المدن بدلا عن المسيرات، وتم ابتكار المسيرة الافتراضية التي تعبر عن الموقف المقاوم والمتنبي ليوم القدس وكذلك المسابقات الثقافية والقرأنية والفنية المرتبطة بالقدس وفلسطين، وقد أصبحت الكورونا سببا في الإبداع والتجديد والتغيير.

لقد أعلن الإمام الخميني رحمه الله مسيرة يوم القدس العالمي في شهر رمضان المبارك من عام 1979 ميلادي، وتطورت هذه المناسبة لتصبح حدثا كبيرا في كثير من البلدان العربية والإسلامية والعالمية، وقد جاءت الأحداث المتتالية لتزيدها قيمة وامتدادا، وتنكشف الجريمة الصهيونية والأمريكية ضد القدس وفلسطين وآخرها انتفاضة القدس منذ أيام في شهر رمضان المبارك وما قدمته من شهداء وجرحى وتمثل مسيرة يوم القدس العالمي فرصة حقيقية لتوحيد جهود المستضعفين في مواجهة قوى الاستكبار العالمي والإمبريالية، وبرزت مؤخرا موجة التطبيع مع العدو الصهيوني والتي شاركت فيها أنظمة عربية وشبكات في المجتمع المدني لتكون حافزا جديدا يجعل مسيرة يوم القدس العالمي ردا جماهيريا يدين جميع المطبعين والمتعاونين مع العدو وتكون هذه المسيرة؛ تثبيتا لهوية الأمة الإسلامية.

إن واجب الوحدة والتعاون على البر والتقوى بين أبناء الأمة الإسلامية ثابت في جميع الظروف لما تحققه الوحدة من قوة وقدرة على تحقيق العدالة والرفاه في الأمة، كما يعتبر العمل لحفظ الوحدة الإسلامية من مظاهر شكر الله على نعمة الهداية ونعمة الخروج من الكفر إلى الإيمان ومن الضعف والذلة إلى العزة والكرامة، ويتضاعف واجب الإتحاد بين أبناء الأمة عندما يتعرض بعض المسلمين إلى عدوان من الظالمين. إن يوم القدس العالمي هو تنبيه للأمة ودولها ومنظماتها على هذا التكليف الإلهي العظيم، حيث لا يجوز مطلقا أن يتخلف المسلمون عن واجبهم في نجدة الشعب الفلسطيني المظلوم فالقرآن يوجب على الدول الإسلامية ان تعمل جميعا لأجل زوال الاحتلال الصهيوني وتحرير القدس وفلسطين، فمقاومة الظلم والانتصار للمظلومين والمستضعفين هي السلوك الذي يميز المؤمنين عن المنافقين والصادقين عن الكاذبين، وقد جعل القرآن الكريم هدفا ثابتا لجميع الأنبياء عليهم السلام، وهو قيام الناس بالقسط وقيامتهم ضد الظلم.

مراسل “الوقت”: ما تسمى صفقة القرن تستهدف بشكل رئيس طمس القضية الفلسطينية وخطورتها قد تطال أيضا المنطقة العربية برمتها.. كيف يتم الرد على هذه الصفقة للاستكبار العالمي من خلال إحياء يوم القدس العالمي بالمسيرات الرافضة لتهويد القدس وبيع القضية وطمس الهوية العربية والإسلامية؟

الدكتور “خالد القدومي”: إن صفقة القرن ولدت ميتة حتى ولقد سُميت صفقة “ترامب” فالصفقة انما تكون بين طرفين فاذا كانت هذه الصفقة للفلسطين المحتلة و القدس المحتل ولابد ان تكون افراد هذه الصفقة هم الفلسطنيون انفسهم و الامة العربية الاسلامية من جهة و جهة الاخرى الطرف الاخر الذي يريد ان يعقد الاتفاقية معهم لكن هذه الصفقة يلاحظ ان اول من رفضها الفلسطينيون انفسهم و على راسهم “السلطة الفلسطينية الوطنية “من هنا فان الامة الاسلامية ترفض “صفقة ترامب ونتنياهو ” رفضا قاطعا و لا مجال للمساومة.

هو الموضوع هنا صفقة القرن، صفقة القرن هذه أو صفقة “ترامب – نتنياهو” لأنها صفقة ثنائية وليست ثلاثية، فهي ما بين نتنياهو وترامب، هذه الصفقة الأساس فيها هو ليس تصفية القضية الفلسطينية فقط وإنما جر المنطقة كلها إلى السيطرة والهيمنة الإسرائيلية والامبريالية الأمريكية من خلال الممارسات التي اتخذت على الأرض من قبلهم، نتحدث الآن عن الخطوات التي نفذت من صفقة القرن التي تخص الجانب الأمريكي الإسرائيلي، الخطوات التي نفذت لصفقة القرن هي قبل ما تعلن هذه الصفقة بكثير، لكن عملية التنفيذ تمثلت في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتل، وكذلك إغلاق مكتب منظمة التحرير في نيويورك، وكذلك إغلاق وقطع المساعدات عن الأونروا، منظمة الأمم المتحدة الأونروا التي أسست لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لأنها مراحل، عملية طمس اللاجئين مضيعة للقضية، يعني أنا فلسطيني من الـ48 عندما يُلغى حقي في العودة وهو الذي تسعى إليه أمريكا وإسرائيل بهذه الصفقة، عندما يلغى حقي من العودة إلى أرضي إذن لا توجد قضية انتهى!، أنا من يلغى حقي في العودة إذن أنا غير شرعي في عملية المطالبة بالعودة ولم يعد حكمي حكم اللاجئ.

مراسل “الوقت”: يوم القدس العالمي أخرج القضية الفلسطينية من إطارها القومي وأضفى عليها بعداً إسلامياً وعالمياً.. كيف تعلقون على ذلك؟

الدكتور “خالد القدومي”: طرحنا في المقدمة هذه الكلام لكن نعرج عليه بأن القضية الفلسطينية وقضية القدس بالذات هي قضية دينية، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهنا أخذت الطابع الديني وليس القومي فقط، لإضفاء عملية شمولية أكثر ولإيصال الفكرة والهدف إلى الجميع وليس إلا فئة معينة أو فصيل معين أو طائفة معينة، فهي عملية تطغى بالصبغة الدينية وهي إضافة لمكانتها عند الشرفاء والملتزمين بهذه القضية. إن من أخطر ما يتم طرحه اليوم، هو تغييب قضيّة فلسطين من ذاكرة المجتمعات المسلمة، وحصرها ببعدها الداخلي دون غيره من الأبعاد، أي تصوير الصراع مع الصهاينة على أنه صراع فلسطيني- إسرائيلي، وليس صراعاً عربيًا – إسرائيليًا ولا حتى إسلاميًا، على قاعدة أن قضية فلسطين تخص الفلسطينيين دون غيرهم، ما يعني إسقاط كل ما هو عربي أو إسلامي أو إنساني أو حضاري عن هذه القضية، لا سيما بعد توالي حفلات التطبيع مع الكيان الصهيوني سرًا وعلانيةً. ومن هنا نرى أن مناقشة طبيعة قضية فلسطين وجوهر الصراع وعناصره، تُعد خطوة أساسية في فهم وتحديد أصل الصراع. إن المسألة ليست قضية تحقيق تسوية بين العرب والصهاينة أو حل أزمة الشرق الأوسط، أو تحرير فلسطين وإزالة الوجود الصهيوني فيها، وهذا كله مهم، إلا أن المسالة الأهم تتمثل بمعرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية، وفضح مخططاته الإرهابية لتدمير الأمة العربية والإسلامية.

مراسل “الوقت”: ما هي رؤية حركات المقاومة في فلسطين مما يحدث من مؤامرات الاستكبار العالمي.. وما هو مستوى العمل المشترك والتنسيق بينها لما يخدم القضية؟

الدكتور “خالد القدومي”: إن الفصائل الفلسطينية الموجودة على الساحة لها هدف واحد ورؤية واحدة بغض النظر عن الأيديولوجيات المختلفة عندهم، لكن الهدف الأساس هو تحرير فلسطين وإزاحة هذا الكيان عن أرضنا المغتصبة، أما الكيفية فهي تختلف، عندك فصائل تقول احنا بالمفاوضات وفي فصائل أخرى تقول لا نحن بالنضال والمقاومة، عندما تجد وترى أن أكثر من 25 سنة في المفاوضات هي مفاوضات أوسلو لم تظهر ثمارا، بالعكس ضاعت القدس وضاعت حقوق العودة نتيجة المفاوضات، إذن لم يبق لنا إلا خيار المقاومة أما خيار السلم وخيار المفاوضات مع هذا الكيان المسخ فلا يفيد.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق