لماذا يريد الغرب حلاً سياسياً في سوريا
#القدس_اقرب
#يوم_القدس_العالمي
لا تستطيع واشنطن أن تُخفي طمعها بخيرات الشعوب فهي تلهث خلف أطماعها وجشعها منذ تأسيسها وحتى اللحظة، وما تفعله في سوريا ليس بالصادم أو المفاجئ على اعتبار أن إراقة الدماء هي من اختصاصها، ولكن المفاجئ كان صمود سوريا ووقوفها في وجه الارهاب على مدار اكثر من عشر سنوات، واليوم وبعد فشل الحل العسكري تتجه واشنطن لتقدم نفسها حمامة سلام تؤمن بالحل السياسي وتجده مخرجا للازمة في سوريا.
في هذا الاطار أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن مجموعة الدول السبع الكبار أكدت التزامها بالتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع في سوريا.
وأضاف بلينكن: “سنواصل العمل على تكرير كل بنود القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإنهاء معاناة السوريين”.
وينص القرار 2254 الصادر يوم 18 ديسمبر 2015 على التوقف الفوري من قبل جميع الأطراف عن شن هجمات على أهداف مدنية في سوريا، ويحث أعضاء مجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.
كما يطلب القرار من الأمم المتحدة أن تجمع بين الأطراف للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف المنظمة العالمية، بهدف تنفيذ عملية انتقال سياسي.
الحل الحقيقي هو خروج واشنطن ومدرعاتها وأسلحتها من سوريا وانهاء احتلالها للأراضي السورية والتوقف عن دعم الارهاب في سوريا، كذلك دعم قوات سوريا الديمقراطية، فقد أدى دعم الولايات المتحدة حلفاءها من الأكراد السوريين إلى تفاقم التوترات في المنطقة بين العرب والأكراد. وهنالك إحباط كبير في المجتمعات العربية من سيطرة الأكراد السياسية -التي عززتها الولايات المتحدة- ومن سيطرة الأكراد على آبار النفط في المنطقة. كما يحتج العرب في المنطقة على الفساد الإداري لقوات سوريا الديمقراطية، وعمليات مكافحة الإرهاب القاسية التي تقوم بها، وإجراءات التجنيد الإجباري لأبنائهم. ومن جهتها، نفذت القوات الكردية هجمات بسيارات مفخخة في المدن العربية الخاضعة لسيطرة الاتراك. في مثل هذه البيئة المشحونة بالتوترات والخلافات العشائرية، يمكن لتنظيم داعش أن يعمل بقبول ضمني من المجتمعات المحلية، ويمكنه أن يجند أبناءها الساخطين في صفوفه. وسوف تواجه الولايات المتحدة هذه المشكلة طالما أن سياساتها تقف إلى جانب “دويلة” يسيطر عليها الأكراد في شرقي سوريا.
نحن لا نتحدث عن الارهاب الامريكي في سوريا وانما الامريكان أنفسهم يتحدثون، فبينما ينتظر العالم إعلان الرئيس الامريكي “جو بايدن” عن مخططات بلاده في سوريا، خرج السيناتور الأمريكي السابق “ريتشارد بلاك” ليكشف عن حجم المؤامرة التي تنفذها واشنطن لتدمير سوريا من دعم المجموعات الارهابية وسرقة خيرات وثروات البلاد الى انزال اقصى العقوبات بحق شعبها وحرمانه من مقومات الحياة الأساسية.
وفي مؤتمر معهد شيللر العالمي في الولايات المتحدة حول (عدوانية أمريكا والحرب الإرهابية على سورية ودور الولايات المتحدة والناتو في ذلك) : قال بلاك في كلمة له “أشعر بالذهول من فاحشة العدوان الأمريكي على سورية” مشيراً إلى أنه “من المهم الاعتراف بعد عشر سنوات من الحرب أن الغرب يحب الإرهابيين الذين يمقتهم الشعب السوري”، موضحا ان واشنطن لا تخوض حربا على الإرهاب كما تدعي بل انها متحالفة بشكل وثيق مع الإرهابيين مثل تنظيم “القاعدة” لتنفيذ أجنداتها السياسية وتدمير الدول التي ترفض إملاءاتها.
وأشار بلاك إلى أن واشنطن وضعت منذ العام 2006 مخططات مفصلة لزعزعة الاستقرار في سوريا تم نشرها على نطاق واسع في البنتاغون وأرسلت إلى حلف الناتو مضيفاً إن “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا هاجمت ليبيا في آذار 2011 ثم سلمت الولايات المتحدة السيطرة على مطار ليبي إلى الأتراك الذين استخدموه لنقل أسلحة متطورة نهبت من ليبيا لتزويد الإرهابيين الذين كانوا يجندونهم للقتال في سوريا”، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أضفى عام 2013 الطابع الرسمي على الدعم الأمريكي طويل الأمد للإرهابيين من خلال التصريح سرا لوكالة المخابرات المركزية بتدريب وتسليح ودفع آلاف الإرهابيين للقتال ضد سوريا وقال: لقد “كانت تلك الجيوش الإرهابية تحت سيطرتنا تماماً”.
ارهابيون عاثوا خرابا بسوريا دمروا ذبحوا هجروا تنفيذا للمخطط الامريكي ولتمتلئ جيوب تجار الأسلحة الأمريكيين بالملايين من خلال الصفقات الملطخة بالدم والتي ضرب بلاك مثلا عنها الصواريخ المضادة للدبابات التي زودت بها وكالة المخابرات المركزية التنظيمات الإرهابية لقتل السوريين الأبرياء في مدنهم وقراهم، السيناتور الامريكي السابق لم يغفل عن الحملات الدعائية الكاذبة التب كانت تشنها الولايات المتحدة والناتو ضد سوريا واتهاماتهم الباطلة للجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية لإيجاد ذريعة للعدوان على سوريا لافتا إلى أنه وفي العام 2018 اعترف وزير الدفاع الأمريكي حينها جيمس ماتيس بأنه ليس لدى الولايات المتحدة دليل على هذه المزاعم.
لم تكتف واشنطن وتجار حروبها ببيع الاسلحة وتوريد الارهابيين فقد حط على الارض السورية في عام 2015 وعينها على النفط في الشمال وقامت بتفويض شركة نفط أمريكية لبناء مصفاة بتكلفة 150 مليون دولار والتنقيب عن مزيد من النفط على أرض سوريا ذات السيادة كما قال بلاك واضاف: “سرقت الولايات المتحدة ثروة هذا الشعب تاركة السوريين يتجمدون في الشتاء بينما نسرق وقودهم”، وايضا لم تكتف امريكا بذلك فوضعت يدها على سلة الخبز للشعب السوري واعطته للمجموعات الارهابية التي باعته الى التجار الاتراك “بينما يتضور السوريون جوعا” بحسب توصيف بلاك.
رغم ما سبق الا ان الشعب السوري صمد وابى ان يكون اداة في يد الامريكيين وغيرها ورهينة لسياسات الغرب، فقابلت الصمود بعقوبات تسببت في مضاعفة معاناة السوريين والتي قال عنها بلاك إن “العقوبات لا تفعل شيئاً سوى مهاجمة الأبرياء والفقراء والعاجزين.. إنها أكثر أنواع الحروب التي يمكننا شنها قسوة وهمجية.. نحن نسرق الطعام والوقود والأدوية من الفقراء.. نحظر الإمدادات اللازمة لإعادة الإعمار” بهدف إطالة أمد الحرب التي “ستستمر طالما نواصل تمويلها”.
بهدف اطالة امد الحرب في سوريا تسعى الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الى مواصلة دعم المجموعات الارهابية بشتى الطرق لايجاد الذرائع لبقائها غير الشرعي على الاراضي السورية ومواصلة سرقة مقدرات وخيرات وثروات البلاد، بغطاء اممي فاضح يدير الوجه عن حقيقة الازمة في البلاد ودور هذه الدول في معاناة الشعب السوري الذي يقاتل على ارضه بكل بساله في الداخل ويتوق الى العودة خارجها.. فمهما طال الزمن مصير الاحتلال الى زوال.
المصدر/ الوقت