رئيس الحشد الشعبي يلتقي بشار الأسد وتقارب الجيران الذي أدماهم الإرهاب
التقى رئيس الحشد الشعبي العراقي بالرئيس السوري في دمشق.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، تلقى بشار الأسد رسالة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من خلال فالح الفياض حول العلاقات الثنائية والقضايا التي تهم البلدين، وكذلك التطورات على المستويين السياسي والأمني. لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون بين البلدين ضد الخلايا الإرهابية المتبقية على الحدود بين البلدين.
كما ناقش الجانبان الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور بين سوريا والعراق في مختلف المجالات التي تعد عاملاً في قوة البلدين والشقيقين في مواجهة التحديات. وحضر اللقاء السفير السوري في العراق.
العراق يسعى لتقوية العلاقات مع سوريا
العراق يضاعف جهوده لتوسيع العلاقات مع جارته سوريا. حيث ان كلا البلدين جرحى ومتضررون من إرهاب داعش، لذلك من الطبيعي أن يضاعف الطرفان جهودهما لتوسيع العلاقات وتطويرها.
ومن ناحية أخرى، تواصل الدول العربية الخلاف حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وتطبيع العلاقات مع دمشق، رغم أنه بعد شهور من المفاوضات والجهود، خاصة من جانب العراق، تعززت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وستستضيف الجزائر الاجتماع المقبل وترغب بأن يكون لهذا الاجتماع امتياز على الاجتماعات الأخرى والا يكون مجرد اجتماع عادي.
كما تمت متابعة العلاقات العراقية السورية وتعزيزها في السنوات الأخيرة من خلال اللجنة المشتركة لمكافحة الإرهاب، ويتعاون البلدان حاليا في إطار اللجنة الرباعية لتبادل المعلومات بين بغداد وطهران وموسكو ودمشق لمكافحة الإرهاب.
حيث تشكلت اللجنة الرباعية لتبادل المعلومات والتعاون الأمني مع إيران وروسيا وسوريا بهدف التعاون وتبادل المعلومات لمحاربة الإرهاب منذ عام 2015 بعضوية المنتسبين العسكريين لهذه الدول وممثل العراق في بغداد. وكان تبادل المعلومات، وخاصة الإمداد الاستخباري للقوات العراقية والسورية، من أهم وأنجح وظائف هذا المركز في تحديد واستهداف المواقع المهمة والحساسة لتنظيم داعش الإرهابي والتكفيريين في العراق وفي بعض الحالات في سوريا.
امريكا تعرقل الارتباط بين العراق وسوريا
ينتشر التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في أجزاء من سوريا والعراق منذ عدة سنوات بحجة محاربة داعش. في الواقع، سيطر الأمريكيون على معبر التنف الحدودي خلال السنوات القليلة الماضية. حيث يقع هذا المعبر في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، ويقع على الطريق الذي يربط بغداد بدمشق، ولهذا السبب فهو ذو أهمية حيوية. حيث قال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتزمون احتلال المنطقة لشن هجمات ضد داعش، لكن الهدف الحقيقي لواشنطن كان إنشاء منطقة عازلة على الحدود العراقية السورية لمنع الوصول البري إلى بغداد ودمشق وبيروت.
لكن في العام الماضي، شنت قوات الحشد من الجانب العراقي والقوات السورية على الجانب السوري عملية واسعة النطاق على جانبي الحدود، والآن سيطرت قوات المقاومة على الحدود العراقية السورية. وبهذا النجاح، بالإضافة إلى قطع طريق إمداد داعش على الحدود السورية العراقية، فشلت المحاولة الأمريكية للفصل بين القوات السورية والعراقية (خط بغداد – دمشق).
من المقاومة إلى المجال الاقتصادي، أرضية مشتركة للتعاون بين بغداد ودمشق
مع انحسار الصراع العسكري في العراق وسوريا، حان الوقت للتعاون الاقتصادي بين دول محور المقاومة. حيث يعتبر النقل من أهم القضايا في التعاون بين هذه الدول، ولا يعد النقل البحري خيارا جيدا للتعاون بين هذه الدول نظرا لاستهلاكه للوقت وارتفاع تكاليف النقل نظرا لمسافاته الطويلة. كما أن النقل الجوي باهظ الثمن، والبنية التحتية الخاصة به غير متوفرة بشكل كامل في هذه البلدان ويمكن التحكم فيه من قبل دول أخرى، لذلك فالخيار الأفضل للنقل البري.
لذا فان مبادرة طريق المقاومة هي فكرة تسهل التنقل بين دول المقاومة ابتداء من طهران وربط البحر المتوسط عبر بيروت واللاذقية مرورا ببغداد في العراق ودمشق في سوريا.
ومن ناحية أخرى، منع التعاون العسكري القائم على المقاومة الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها في تشكيل شرق أوسط جديد. ومع هزيمة امريكا وحلفائها في الحرب العسكرية، اندلعت حرب اقتصادية ضد دول المقاومة، هدفها إخضاعهم للركوع، لذا فإن الحاجة إلى التعاون الاقتصادي بين هذه الدول يبرز أكثر وأكثر.
المصدر/ الوقت