التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

الذكرى السنوية الثانية والأربعون ليوم القدس العالمي في ذروة عدم استقرار الکيان الصهيوني 

#القدس_اقرب
#يوم_القدس_العالمي
يأتي يوم القدس في هذا العام بعد حوالي 42 عامًا على اليوم العالمي الأول للقدس في آب (أغسطس) 1979.

ورغم الظروف الخاصة بسبب تفشي المرض الناجم عن فيروس كورونا، إلا أن اليوم العالمي للقدس تمت تغطيته بشكل كبير في وسائل الإعلام، وتم الاحتفال هذا العام بهذا اليوم بطريقة مختلفة.

وتزامنًا مع اليوم العالمي للقدس، احتفل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية والعديد من الشخصيات الإسلامية الأخرى بهذا اليوم المهم في رسائل منفصلة وخطب رسمية.

حيث قال آية الله خامنئي في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للقدس تكريماً لهذا اليوم: إن الصهاينة حولوا فلسطين المغتصبة إلى قاعدة إرهاب منذ اليوم الأول. إسرائيل ليست دولة، بل هي ثکنة إرهابية ضد الشعب الفلسطيني والدول الإسلامية الأخرى. والنضال ضد هذا الکيان السفاك هو محاربة الظلم ومحاربة الإرهاب. وهذا واجب عام.

وكانت شخصيات أخرى مثل عمار الحكيم، والسيد حسن نصرالله، وزعيم حرکة أنصار الله اليمنية، من بين الشخصيات البارزة في المنطقة التي تحدثت بمناسبة يوم القدس العالمي، مؤكدةً على أهمية هذا اليوم وضرورة استمرار النضال ضد الاحتلال الصهيوني.

في الوقت نفسه، كان القاسم المشترك للعديد من الخطب والرسائل في يوم القدس العالمي، هو التأكيد على هزيمة وعجز الکيان الصهيوني أمام المقاومة الإسلامية، بحيث أنه بعد 42 عامًا من الاحتفالات باليوم العالمي للقدس، أصبح موقع الكيان الصهيوني أكثر هشاشةً وغيابًا للاستقرار من ذي قبل.

تكثيف الإجراءات الأمنية في فلسطين المحتلة تزامناً مع يوم القدس العالمي

أفادت مصادر فلسطينية، الجمعة، بأنه عقب الاشتباكات الأخيرة، أغلقت أحياء كثيرة في القدس المحتلة في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، واتخذت إجراءات أمنية مشددة في هذه الأماكن.

وبحسب موقع “عرب 48” الإخباري، فقد أقامت شرطة الکيان الصهيوني حواجز على جميع الطرق المؤدية إلى حي القدس القديم، وفي الوقت نفسه أغلقت منطقة باب العمود بشكل كامل.

ويشير هذا التقرير إلى بيان لشرطة الکيان الصهيوني أفاد بأنه صدرت الأوامر للعسکريين الصهاينة بإغلاق الطرق من الساعة السادسة صباح اليوم وحتى السادسة مساءً.

كما كتب موقع “عرب 48” أنه بعد الاشتباكات الأخيرة في حي الشيخ جراح وتحذيرات “محمد الضيف” القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، زاد الجيش الصهيوني من استعداداته.

ونقلت قناة “كان” الصهيونية عن مصدر في جيش الکيان قوله إن قرار رفع مستوى جهوزية القوات العسكرية اتخذ بسبب يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان والذكرى السنوية لاحتلال مدينة القدس بحسب التقويم العبري.

وأصدر القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مؤخراً، رسالةً إلى المحتلين رداً على استمرار العدوان الصهيوني والتهديدات ضد سكان حي الشيخ جراح بالقدس، قال فيها “هذا هو التحذير الأخير”.

من جهة أخرى، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، حملةً تزامناً مع يوم القدس العالمي، بعنوان # القدس_أقرب.

أزمة الكيان الصهيوني الداخلية تزامناً مع الذكرى الثانية والأربعين ليوم القدس العالمي

تم الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين ليوم القدس العالمي في ضوء الظروف الخاصة للوباء، فيما يواجه الكيان الصهيوني أزمات داخلية عديدة في الوقت نفسه.

حيث جرت الانتخابات النيابية الرابعة للکيان الصهيوني في العامين الماضيين في 23 مارس 2021، حتى يكون هناك انفتاح في العقدة السياسية لهذا الکيان، لكن النتائج أظهرت أن الأزمة أكثر تعقيدًا، وأن المسؤولين الصهاينة قد يقررون إجراء انتخابات خامسة.

وقصة إعادة الانتخابات هي أنه لا يوجد حزب أو تيار قادر على الفوز بأغلبية الأصوات لتشكيل الحكومة، وهكذا في العامين الماضيين لم يتم تشكيل أي ائتلاف لتشكيل حكومة، أو لم يبق مستقرًا كما كان في العام الماضي.

في الواقع، واجه الكيان الصهيوني أزمات داخلية عديدة في السنوات الأخيرة، خلقت ظروفاً خاصةً لهذا الكيان. وكانت التهديدات الرئيسية للصهاينة في العقود الماضية من خارج الأراضي المحتلة، وكان الهدوء يسود في الداخل.

لكن التهديدات الداخلية في السنوات الأخيرة فرضت نفسها بشکل غير مسبوق على المناخ السياسي لهذا الکيان، وظل التهديدات الخارجية والداخلية يلقي بثقله على الصهاينة في الوقت نفسه.

وهکذا، فإن الوضع السياسي في الكيان الصهيوني لا يزال يظهر احتمالات مزيد من التوتر والانسداد. ومن المرجح أن تجرى الانتخابات النيابية الخامسة في غضون عامين، وهذا يعني أن التوترات والمشاكل الهيكلية لهذا الكيان ستستمر في المستقبل.

الحضور القوي لجبهة المقاومة في تطورات المنطقة

ما يظهر أكثر من أي شيء آخر في الذكرى الثانية والأربعين ليوم القدس العالمي، هو الحضور الأقوى للتيارات وجماعات المقاومة في التطورات في المنطقة.

وفي هذا الصدد يرى الدكتور سعد الله زارعي الخبير في شؤون غرب آسيا: إننا نشهد توسع مجموعات المقاومة علی المستوی الإقليمي ضد إسرائيل. من اليمن إلى العراق، ومن سوريا إلى لبنان، وباقي فصائل المقاومة الناشئة التي لديها زمام المبادرة، أي أبناء الشهيد العظيم الحاج قاسم سليماني، جاؤوا إلى الساحة وهم يتدربون، وأجريت تدريبات داخلية. كانت الحرب مع داعش حرب عصابات وحرب غير متكافئة، والحرب القادمة مع إسرائيل ستكون من هذا النوع أيضًا. وهكذا فإن المقاومة تواجه عدواً أقوى وعدواً إسرائيلياً تم تدريبه. وهذه المجموعات تتوسع الآن وتبحث عن فرص للعب دورها وأداء واجبها تجاه فلسطين.

ويعتقد بعض المحللين، الذين ينظرون إلى بعض المناورات الإسرائيلية الضحلة السياسية أو الأمنية، أن إسرائيل لها اليد العليا في ملف فلسطين والمنطقة. على سبيل المثال، يبدو الاستشهاد بصورة تذكارية لنتنياهو مع ولي عهد الإمارات ومع وزير خارجية السودان جذابًا للغاية للمحللين، في حين أن السؤال المطروح هو ماذا كان موقع السودان والبحرين أو الإمارات في قضية فلسطين والمنطقة؟ لم تكن هذه الدول مؤثرةً في أي ملف حتی يمكن أن يوفر الحوار السياسي أو الاتفاق السياسي معها القوة للإسرائيليين.

أو إن البعض يضخِّم الهجمات الإسرائيلية على منشآت سورية وحزب الله في سوريا بشکل كبير، في حين أن السؤال هو ما تأثير هذه الهجمات التي تقل عن 300 حالة منذ 2011 على الملف السوري؟ هل غيرت هذه الهجمات موقع سوريا في المنطقة؟ هل أضرت هذه الهجمات بالتحالف السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ هل تغيرت استراتيجية المقاومة في سوريا؟ وهل تغيرت حركة إيران ووجودها في سوريا؟ وهل الاتفاقات بين سوريا وإيران باتت متزعزعةً، أم إنها تتوسع باستمرار وتتخذ أبعاداً جديدةً؟

الواقع أن تصرفات وتحركات الكيان الصهيوني هي محاولة للتغطية على المشاكل الداخلية لهذا الکيان من أجل تهدئة المجتمع اليهودي في الداخل، لأنه خلال العام الماضي شهدت تل أبيب احتجاجات كل يوم تقريبًا.

في الواقع، يجب ألا يغيب عن الأذهان أن مجموع التطورات الإقليمية والدولية وهزيمة أعداء محور المقاومة، قد قلل من تأثير الأعداء في ميزان القوى. في اليمن وبعد أكثر من ست سنوات على بدء الغزو السعودي، وعلى الرغم من التكاليف الاقتصادية الباهظة والخسائر البشرية العسكرية السعودية، والتدمير الهائل للبنية التحتية، لا تزال الرياض تراوح مكانها ولم تحقق أيًا من أهدافها المزعومة في هذا البلد.

في غضون ذلك، امتدت الحرب البرية والصاروخية إلى عمق السعودية، مما تسبب في تآكل اقتصادي وعسكري لهذا البلد. كما أن الوضع في سوريا والعراق هو أفضل مؤشر على إنجازات محور المقاومة والجيش السوري وحلفائه. وفي السنوات الأخيرة، لم يكن هناك يوم واحد تقريبًا لم نسمع فيه عن الإنجازات الجديدة للقوات السورية والعراقية في ساحات القتال ضد الإرهاب.

اليوم، مع انتصارات سوريا والعراق، قد لحقت الهزيمة النکراء بالإرهابيين، وفشل المشاريع الأمريكية والسعودية في لبنان وفلسطين مؤشر آخر على انتصار محور المقاومة في المنطقة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق