التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 7, 2024

هل يجب أن تتكر “صبرا وشاتيلا” حتى يتحرك العالم 

ما يحصل في القدس الشرقية وتحديدا في حي الشيخ جراح يرقى الى جريمة موصوفة قذرة يمارسها الاحتلالا الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والأمور تتصاعد بوتيرة عالية وتتجه نحو “انتفاضة فلسطينية ثالثة” والعالم لا يزال يتفرج على ما يجري ويراقب ويدعو لضبط النفس، دون ان تتحرك اي دولة او اي منظمة دولية لتطبيق القانون الدولي وردع كيان العدو عن تصرفاته المهينة بحق الانسانية جمعاء.

حالياً يعد التدهور الخطير في حي الشيخ جراح في المقدسي، هو الأمر الواقع الذي لا يمكن لأحد إنكاره أو التغاضي عنه، وهذا التدهور المتواصل الذي يرتقي إلى درجة الإجرام الصهيوني، ينذر بأوخم العواقب على مستقبل الأمن والإستقرار والسلام ليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها، ولكن في العالم بأسره، وما تشهده من جرائم وأحداث ودمار وتخريب وحصار جائر على شعب أعزل يريد الحرية والاستقرار والإزدهار والسلام العادل.

فما يحدث الآن في حي الشيخ جراح من عدوان إسرائيلي وحشي غاشم وسافر، تحت مسمع ومرأى من أحرار وشرفاء العالم، يشير لخطورة الوضع وإسوداده، وهذا يتطلب منا قدرا كبيرا من الإستعداد والحذر واليقظة والمواجهة لما هو آت وما يخططون له للإيقاع بنا وبمستقبلنا.

صمود أهلنا وأحبتنا في حي الشيخ جراح المقدسي صلب لا يلين وهم مستمرون في كفاحهم ونضالهم، شاء الإحتلال أم أبى، نضال وصمود الأحبه في القدس هذا جعل حكومة الحرب والعدوان النتن ياهية تتخبط وتكشف علن أنيابها ونواياها السيئة تجاههم علنا، فاعتقلت بالأمس أطفالها ورجالها ونسائها وإستباحت أرضها وعاثت فيها فسادا وتخريبا وتدميرا، وهي ما زالت تمارس التطهير العرقي ضدهم، وتستخدم كل الأساليب البربرية والتي تزداد وتيرتها بإستمرار مطرد ضدهم.

الهجوم اللاإنساني الدامي الناضح عنصرية وحقدا على حي الشيخ جراح في القدس لم يخب منذ وطئ الغزاة الصهاينة هذه الأرض الأمنة المطمئنة، بل على العكس تنامى أوزارة بإطراد حثيث يتوافق مع شعور غلاتهم بتعاظم سطوة آلتهم الحربية، فهذه النشوة تثير فيهم جنون السيطرة على المزيد من مساحة المكان بإعتماد وسيلة القتل والإرهاب لزحزحة الآخر الفلسطيني ودحرة.فالعابرون الصهاينة هكذا هو زمنهم، يرتبط بالإيغال في القتل والتدمير

ومع تغير الأوضاع في القدس خصوصاً بعد تصاعد التطرف الإرهابي من منظمات من جماعات أمناء الهيكل “و لاهفا” و جماعات أخرى تهدد مصير الإنسان المقدسي والتهديد بإعدامه وتهجيره، وبعد ما حدث من تصعيد كذلك في حي الشيخ جراح بالاعتداء على السكان، وفضيحة سرقة المستوطنين والمحكمة العليا الإسرائيلية علنا الأراضي من الفلسطينيين، وبعد فخ عباس لإفشال مسار الوحدة وبناء الصف الفلسطيني من خلال إلغاء الانتخابات بواسطة أردنية ومصرية خوفا من صعود حماس، هذا الوضع والتكالب دفع المواطنين للدفاع عن ارضهم بكل السبل ممكنة.

وهذا سبيل إلى تحول من “احتضان المقاومة للشعب”، إلى احتضان الشعب للمقاومة”، أي أن الشعب سيتحول ليس فقط في غزة بل في حي الشيخ جراح والضفة ونابلس والقدس، إلى صوت ينادي على الصواريخ والمقاومة.

بمعنى أن الشعب الفلسطيني فقد الثقة في السلطة والتماطل والتدخل العربي والمساومات، إلى تبني كل المقاومة كحل لإنهاء هذا الطغيان والتصاعد الصهيوني للجماعات والاحتلال..

وهذا يجعل المقاومة تستثمر الوضع في صالحها بصدق، وليس تملقا للشعب أو نفاقا بل كي تحتضن الشعب وتذود عنه، وهذا ما قد يدفع إلى تأجيج الوضع في الضفة والقدس والاستعداد لانتفاضة جديدة…وهذا سيقلب الطاولة على الاحتلال وفخ عباس وفخ التطبيع.

تخوفات إسرائيلية

تناولت صحف إسرائيلية “التخوفات” التي أصابت المنظومة الأمنية الإسرائيلية جراء ما يحدث، فنقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه في أعقاب تلك التوترات والاشتباكات التي وصفها بالعنيفة، أن رئيس الأركان أفيف كوخافي، أمر بإرسال تعزيزات أمنية خوفًا من التصعيد.

جاء ذلك بعد أن كشفت الصحيفة، الجمعة، عن مخاوف لدى جهاز الأمن العام الإسرائيلي من حدوث تصعيد في قطاع غزة على إثر ما يحدث في حي الشيخ جراح.

جريمة حرب

توالت ردود الأفعال الدولية “الشفهية”، التي أدانت الممارسات الإسرائيلية في القدس المحتلة، إذ أعلنت مفوضیة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن ما ممارسات إسرائيل بحق أهالي الشيخ جراح قد ترقى إلى “جرائم الحرب”.

هذا كلام فارغ لطالما يقتصر على الادانة والتنديد، وهذا بمثابة ضوء اخضر للاحتلال للاستمرار في ترويع الفلسطينيين واخراجهم من منازلهم.

الإخلاء القسري التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تعد “خرقًا وانتهاكًا خطيرًا” لاتفاقية جنيف الرابعة.

وتنص اتفاقية جنيف الرابعة على عدة بنود لحماية الأشخاص المدنيين في أوقات الحرب، من بينها عدم الترحيل القسري للمدنيين من مساكنهم “أيًا كانت دواعيه”.

تحية الى المناضلين الفلسطينيين

لقد أثبت أهلنا واحبتنا في القدس وغزة والضفة طيلة تاريخ نضالهم الطويل والمرير انهم يستحقون بجدارة كل الإحترام والتقدير لما بذلوه ويبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل الوقوف بجانب قيادتهم ومساعدتها في تحقيق أهدافها ورسم توجهاتها.

على هذا الأساس فليس أمامهم إلا أن يستجمعون كل عناصر القوة لمواجحة تحديات المرحلة القادمة وإستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتهم المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة لاجئيهم، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقة بالأرض والإستيطان والقدس وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصة المياه والغاز والحرية والإستقلال المتكافئ.

إن الدولة الفلسطينية ليست هبه أو منه أو منحه من أحد، وإنما هي حق للفلسطينيين معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختاروا طريق السلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إنهم في موقع تستطيع الحكومةالإسرائيلية أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلى عن حقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان.
يجب أن يدرك الجميع وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ونتنياهو وجنرالته مصاصي دماءنا إنه وفقا لحرية وحقوق وكرامة الفلسطيني يتقرر ‘السلم واللاسلم’، ‘العنف أواللاعنف’، إكتمال المعادلة الأقليمية أو عدم إكتمالها.

إن الدماء التي تجري في عروق احبتنا في الشيخ جراح ليست ملكهم إنها ملك الوطن ملك الشعب ملك فلسطين، متى طلبوها وجدوها، فلتنتصر دماءكم يا أهل الشيخ جراح على السيوف ولتسموا أرواحكم فوق جراح الكف، فقد تساوت الخيل في البيداء حمحمة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق