هل سيتحقق الكابوس الإسرائيلي المتمثل في توحيد مقاومة غزة والضفة
في السنوات الأخيرة، كان أكبر كابوس أمني للکيان الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة، هو احتمال اندلاع انتفاضة شعبية كبيرة في الضفة الغربية والقتال على جبهتين متزامنتين مع قطاع غزة.
في العقدين الأخيرين، ما انعكس في الرأي العام الإقليمي والعالمي بخصوص مقاومة الشعب الفلسطيني ضد المحتلين الصهاينة، هو الاشتباكات بين مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة مع الجيش الإسرائيلي والحربين الكبيرتين في عامي 2008 و 2014.
وربما نسى الشباب أن الضفة الغربية والشعب المضطهد في هذه المنطقة، كانوا لعقود من الزمان حاملي أعلام النضالات الواسعة ضد المحتلين وأصحاب العديد من الانتفاضات الرائعة في التاريخ.
لقد مرّ حوالي 20 عامًا على نهاية الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخلال هذه الفترة أصبح الشعب والمقاتلون الصامدون في الضفة الغربية أسرى بيد قادتهم السياسيين ونهجهم السلبي تجاه إجراءات ومطالب الاحتلال الصهيوني.
کما لم تتحقق قط وعود المسؤولين السياسيين في السلطة الفلسطينية لسکان هذه المنطقة بالتوصل إلى اتفاق سلام مع العدو المحتل، وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في هذه المنطقة. ويبدو أن صبر أهل الضفة قد انتهى من القمع والظلم الذي لحق بهم، وستبتلع نيران غضبهم الصهاينة عما قريب.
وفي هذا السياق، شهدنا في الأسبوع الماضي عدة عمليات استشهادية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية ضد جنود الجيش والشرطة الإسرائيليين.
كانت الحالة الأولى لسيدة فلسطينية في منتصف العمر في محيط منطقة جنين، والتي أصيبت برصاص المسلحين الصهاينة خلال تنفيذها عمليةً استشهاديةً.
لكن الحالة الرائعة الأخرى كانت هجوم ثلاثة مقاتلين فلسطينيين على حاجز أمني للجيش الإسرائيلي في بلدة زعترة جنوب نابلس. في هذا الهجوم تمكن المقاتلون الفلسطينيون الثلاثة من الاقتراب من حاجز الجيش الصهيوني بسيارتهم، وأثناء عملية إطلاق النار قُتل جندي إسرائيلي واحد على الأقل وأصيب اثنان آخران.
تسببت هذه العملية في قدر كبير من الذعر والغضب بين الصهاينة، ودفعت الجيش الإسرائيلي إلى تطويق المنطقة بمئات من العسكريين وأفراد الشرطة لاعتقال المنفذين. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنهم تمكنوا بعد ثلاثة أيام من التفتيش من اعتقال أحد المشاركين في هذه العملية الاستشهادية فقط.
وكتب مستخدم إلكتروني فلسطيني عن هذه العملية: “حاجز زعترة عبارة عن 200 متر من الحواجز والکاميرات والجنود المدججة والمکعبات الإسمنتية. اختيار المنفذ لحاجز زعترة علی الرغم من وجود أماکن کثيرة أسهل من لاصطياد الجنود والمستوطنين رسالة للمحتل بأن أمانه معدم في کل شبر من هذه الأرض.”
وقبل ساعات قليلة نفذت العملية الثالثة للمقاتلين الفلسطينيين ضد المحتلين أيضاً. حيث تسلل مقاتلان شجاعان إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية، وأطلقا نيران أسلحة آلية على الجنود الصهاينة في هذه المنطقة؛ وحتى الآن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بين المحتلين في هذا الهجوم. والمقاتلان الفلسطينيان قد استُشهدا في تبادل إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي.
مع انتشار الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية والهجمات المسلحة في الضفة الغربية، يبدو أن الوعد الكبير الذي قطعته المقاومة بتسليح سكان الضفة الغربية يصبح أكثر واقعيةً كل يوم؛ والمقاتلون الفلسطينيون في قطاع غزة لن يقاتلوا وحدهم جيش الاحتلال بعد اليوم، وسيتحقق قريباً الكابوس الكبير للکيان الصهيوني، أي القتال المتزامن على جبهتي الضفة الغربية وقطاع غزة.
المصدر/ الوقت