طائرات إنتحارية وصواريخ بعيدة المدى.. المقاومة الفلسطينية تستعين بالإستراتيجية القتالية لـ”أنصار الله” اليمنية لضرب المنشآت الحيوية الصهيونية
مع دخولنا اليوم الرابع من القتال بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، تّدعي مصادر إسرائيلية أن أكثر من 2000 صاروخ وعدد غير محدد من الطائرات المسيرة الانتحارية أطلقت من الأراضي الفلسطينية على الأراضي المحتلة.
تغيير اسلوب المعركة بالاستعانة بإستراتيجية المقاتلين اليمنيين
من النقاط والاختلافات المهمة في المعركة الأخيرة تغيير أسلوب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة. ففي الماضي، استندت النضالات الفلسطينية المسلحة بشكل أكبر على إطلاق نار كثيف على المستوطنات الصهيونية ومحاولات لتدمير دفاعات القبة الحديدية التابعة للجيش الإسرائيلي. لكن في الأيام القليلة الماضية، يمكن ملاحظة أنه بالإضافة إلى ارتفاع معدلات إطلاق النار وعبور حاجز أنظمة دفاع العدو، فقد استهدفت الهجمات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية البنية التحتية الحيوية للعدو في العديد من المناطق والمدن المحتلة. ولقد أخذت هذه الهجمات الذكية شكلها الحقيقي منذ اليوم الثاني للمعركة، وفي المرحلة الأولى تم استهداف محطة توليد الكهرباء وخطوط نقل النفط في مدينة عسقلان. وبحسب الصور المتوفرة، فقد أصابت قذيفة فلسطينية واحدة على الأقل خزان الوقود الرئيسي لمحطة الطاقة الأحفورية وتسببت في اندلاع حريق هائل في المكان.
كما بدأت في اليوم نفسه هجمات صواريخ المقاومة الشديدة على مدينة تل أبيب، بمعدل 100 إلى 150 صاروخ يوميًا من قطاع غزة على القواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية حول العاصمة الصهيونية وعلى وجه الخصوص، مطار “بن غوريون”، الذي كان هدفا لعدة هجمات من قبل المقاومين وتم إقفاله بسبب إلغاء عدد لا يحصى من الرحلات الجوية من وإلى المطار. ولقد تم تنفيذ هذا التكتيك بشكل جيد من قبل مقاتلي “أنصار الله” اليمنيين ضد العدو السعودي في السنوات الأخيرة، وبشكل شبه مستمر منذ عام 2019، حيث تعرضت المطارات والقواعد الجوية السعودية في جنوب البلاد للعديد من الهجمات الصاروخية من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” وذلك بسبب الهجمات التي كانت تنطلق من هذه المطارات والقواعد العسكرية السعودية ضد أبناء الشعب اليمني المظلوم، ولقد تمكنت هجمات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على تلك المطارات والقواعد العسكرية السعودية من الحاق أضرارًا جسيمة بها، الأمر الذي منع القوات الجوية السعودية من تنفيذ هجمات جديدة على المدن اليمنية.
دخول أسلحة جديدة إلى ساحة المعركة ضد العدو الصهيوني
فاجأ مقاتلو المقاومة الفلسطينية يوم أمس بإزاحة الستار عن سلاحين استراتيجيين جديدين. ففي اليوم الأول للمعركة، تم الكشف عن صواريخ “بدر 3 و A120” ولقد استُخدمت هذه الصواريخ خلال الايام الماضية في العديد من الهجمmD8Ъ -B9%8tى م%Dq%I7طق مثل “عسقلا%8v وmD8г% Fود”. ـالحالة الأولى كانت تتمثل في كشف القسم الإعلامي لهذه القوات عن أول طائرة انتحارية تابعة للمقاومة في قطاع غزة تدعى “طائر شهاب بدون طيار”. وطائرة “شهاب” الانتحارية بدون طيار، والتي من المحتمل أن يصل مداها من 150 إلى 200 كيلومتر%8 Ъ%4بeD9 بmB4%8sل mD9بير طائرة “قاصف 2” الانتحارية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، والتي تمكنت خلال السنوات الماضية من ضرب العديد من المواقع الحساسة داخل العمق السعودي.
المناطق التي استهدفتها الطائرات بدون طيار الانتحارية
وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد أطلقت سبع طائرات مسيرة انتحارية أمس على مناطق جنوب الأراضي المحتلة ومنصة غاز في البحر الأبيض المتوسطوحقل “تمار” للغاز الطبيعي. وفي صباح اليوم أيضا، أفادت وسائل إعلام المقاومة عن هجوم ناجح لطائرة مسيرة من طراز “شهاب” على مصنع كيماويات في منطقة “نيرعوز” بالقرب من قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، كشفت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان لها يوم الخميس الماضي، أنها أدخلت سلاحاً جديداً إلى الخدمة في معركة “سيف القدس”، إذ استهدفت بعددٍ من “الطائرات المسيرة الانتحارية”، من طراز “شهاب”، المحلية الصنع، منصةَ الغاز في عرض البحر قبالة ساحل شمالي غزة، ظهر يوم الأربعاء الماضي، وقصفت “حشوداً عسكرية على تخوم قطاع غزة ظهر يوم الخميس”. وجاء في البيان أن هذا الأمر جاء “رداً على العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة، واغتيال ثلةٍ من قادة “القسام” ومهندسيها”، متوعدة “العدو بالمزيد ما استمر في عدوانه”. وكان الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، قال قبل عدة أيام في رسالة متلفزة “احشدوا ما شئتم”، فإن “كل ثمنٍ ندفعه وسندفعه هو فداء للأقصى والقدس، ولا معنى لوجودنا إن لم ننتصر لهما”، مضيفاً أن “هذه المعركة تقول إن غزة والضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48 مصير واحد ومقاومة واحدة”.
مصنع “نيرعوز” الكيماوي
أما السلاح الثاني الذي كشفته المقاومة أمس فهو سلاح خاص يختلف تماما عن الصواريخ الأخرى التي تطلق من قطاع غزة وهو قاذف صواريخ (أو ربما صاروخ) يدعى “عياش 250”. كما يتضح من ترميز هذا النموذج، يبلغ مدى صاروخ “عياش 250” حوالي 250 كم ويغطي جميع الأراضي المحتلة من ميناء إيلات في الجنوب إلى مدينتي حيفا ونهاريا في شمال إسرائيل. وفي أول محاولة لإطلاق هذا السلاح، أطلق مقاتلو المقاومة يوم أمس، قاذفة صواريخ ثقيلة بوزن 250 برميلاً باتجاه المطار في ميناء إيلات جنوب إسرائيل. وذكرت مصادر في الكيان الصهيوني أنه لا يوجد نظام دفاعي في تلك المنطقة وأن الصاروخ أصاب أرض خالية!
وبالنسبة للادعاء الأول، ينبغي القول أنه قبل شهرين فقط، وبعد أن هدد مقاتلون يمنيون بشن هجوم صاروخي على إسرائيل، نقل جيش الكيان الصهيوني مدفعية باتريوت ومدفعية القبة الحديدية إلى ميناء إيلات وأجرى تدريبات دفاعية ولكن يبدو أن هذه الدفاعات الإسرائيلية الموجودة في هذه المنطقة تفاجأت بالكامل ولم تتمكن من اعتراض هذا الصاروخ. وفيما يتعلق بالادعاء الثاني وسقوط الصاروخ على أرض خالية، يجب أن نذكر أيضًا الرقابة الشديدة المفروضة على الأخبار الإسرائيلية، وحقيقة أنه على عكس المناطق الوسطى والشمالية المزدحمة، وبعد كل طلقة وإصابة، تنتشر صورها بسرعة في وسائل الإعلام في مناطق تقع بالقرب من مطار إيلات تكون شبه مهجورة وذلك لفبركة الاخبار والقول أن الضربة الصاروخية الفلسطينية لم يكن لها أي آثار مادية.
المصدر / الوقت