أوروبا تمنع المسيرات المؤيدة للفلسطينيين وتتعاطف مع الاحتلال
وكالات ـ الرأي ـ
منذ بدء التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما زالت ردود الفعل الأوروبية محسوبة حيال عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من محاولات بعض الدول التحرك لوضع حد لهذا التصعيد.
فقد عرقل دبلوماسيون أمريكيون مرتين هذا الأسبوع إصدار قرار مشترك لمجلس الأمن بشأن العنف، مما تسبب في إحباط أربعة بلدان أعضاء في المجلس الأوروبي هي النرويج وإستونيا وفرنسا وأيرلندا.
وفي بيان نقلته “تايمز أوف إسرائيل” وصفت هذه الدول يوم الخميس الوضع بالمقلق وغير المقبول وأشارت إلى العدد الكبير من الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفال، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة بالإضافة إلى القتلى الإسرائيليين جراء الصواريخ التي أطلقت من غزة. كما دعوا “إسرائيل” إلى وقف أنشطة الاستيطان والهدم وعمليات طرد الفلسطينيين، بما في ذلك من القدس الشرقية المحتلة.
ومع ذلك ليست كل العواصم الأوروبية مستعدة للتنديد بالإجراء الإسرائيلي. فقد اعتبرت الحكومة الألمانية على سبيل المثال أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وفق ما أفادت وكالة «فرانس برس» الأربعاء.
وبعد ذلك، بيومين، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن زايبرت أن الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس على إسرائيل “هجمات إرهابية” وحذر من مغبة أن برلين لن تتسامح مع المظاهرات المعادية للسامية على أراضيها، قائلاً إن أي شخص يهاجم كنيسا يهوديًا، وأي شخص يضر بالرموز اليهودية، يظهر أن الأمر لا يتعلق بانتقاد دولة، أو سياسة حكومية، بل يتعلق بالعدوان والكراهية ضد دين ومن هم هناك.
وانتقد المتحدث “أولئك الذين يستخدمون هذه المظاهرات للتعبير عن كراهيتهم لليهود يسيئون استخدام الحق في التظاهر”.
من جهتها رفعت النمسا، يوم الجمعة، العلم الإسرائيلي على المباني الرسمية في إشارة إلى التضامن في مواجهة ما تعتبرها اعتداءات موجهة من قطاع غزة من قبل حماس وجماعات إرهابية أخرى. وكتب المستشار المحافظ سيباستيان كورتس في بيان أرسل إلى وكالة “فرانس برس”: “أدين بشدة الهجمات على إسرائيل من قطاع غزة”.
واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث أعرب له عن قلقه من محنة السكان المدنيين بقطاع غزة في ظل عمليات إسرائيل، داعيا إلى إعادة السلم، وفق ما جاء في بيان أصدره قصر الإليزيه يوم الجمعة، والذي أكد أن ماكرون ذكر بالتزام فرنسا الصارم بأمن إسرائيل، كما قدم تعازيه لذوي ضحايا هجمات حماس التي استنكرها بشدة، وفق بيان الرئاسية الفرنسية.
ورفضت الحكومة الفرنسية تنظيم مسيرات مساندة للفلسطينيين، حيث أمر وزير الداخلية جيرار دارمانان بمنع المظاهرة المقررة للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، تجنبا لتكرار سيناريو الصدامات والاضطرابات الخطيرة في النظام العام، التي وقعت في 2014 بباريس، على هامش مظاهرة مماثلة على خلفية الصراع الدائر في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقد ندد زعيم اليسار الرديكالي الفرنسي جان بيك ميلانشون بهذه الخطوة، معتبرا أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تحظر فيها جميع المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني.
بدوره، اعتبر نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس يوم الجمعة إنه قلق للغاية من الاحتجاجات وأعمال معاداة السامية في الاتحاد الأوروبي، ودعا الدول الأعضاء إلى توخي اليقظة. وقال في رسالة نشرها على حسابه على تويتر إن أي مظاهر واضحة لمعاداة السامية يجب إدانتها بشدة.
ورأى بعض المثقفين والحقوقيين أن ردود الفعل الأوروبية هذه “خجولة ومخزية” وقد كتبت عدة شخصيات فرنسية إلى الرئيس إيمانويل ماكرون مطالبة إياه التنديد بالوضع في القدس وبالتدخل، محملين الأحزاب المتحالفة رسميًا مع بنيامين نتنياهو، مسؤولية ما حصل.
وندد هؤلاء بصمت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تريد أن تكون لاعباً رئيسياً في الدبلوماسية الأوروبية.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق