التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

نماذج جديدة من صواريخ المقاومة الفلسطينية.. من “عياش 250” الى “قاسم” 

لا تزال هجمات الكيان الصهيوني الوحشية تتواصل على المناطق السكنية في قطاع غزة لليوم السابع على التوالي ومن جهة أخرى، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية عملية “سيف القدس” بقوة دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى، ولم تنجح وساطة الأطراف المختلفة في وقف هذه الاشتباكات بين الجانبين. وحول هذا السياق، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في خطاب متلفز باللوم مرة أخرى على حركة المقاومة الإسلامية حماس وادعى أن حركة حماس هي الجاني الرئيسي في الصراع الحالي. هكذا كان ادعاء الكيان الصهيوني على الرغم من انه استشهد خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة في الأيام الماضية أكثر من 140 فلسطينيًا وأصيب المئات بجروح خطيرة. كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي قتل الأبرياء في غزة بـ “العادل”! ورغم كل الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية الحيوية في قطاع غزة، شنت فصائل المقاومة هجمات صاروخية غير مسبوقة على مواقع صهيونية حيوية خلال الأيام السبعة الماضية، خاصة في “تل أبيب”.

وكشفت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال تلك الهجمات عن صواريخ جديدة تم استخدامها لأول مرة خلال هذه الحرب ضد الكيان الصهيوني. ومن بين الصواريخ التي كشفت عنها المقاومة صاروخ “عياش 205” ولقد سُمي هذا الصاروخ نسبة إلى الشهيد “يحيى عياش” أحد مؤسسي كتائب الشهيد “عز الدين القسام” ولقد اطلقت المقاومة الفلسطينية الخميس الماضي صاروخ “عياش250” على مطار “رامون” جنوب الاراضي المحتلة. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم “كتائب القسام”: “بأمر من محمد ضيف القائد العام لكتائب القسام استهدفنا مطار رامون الذي يبعد 220 كلم عن غزة بصواريخ مطورة يصل مداها إلى أكثر من 250 كم ولديها قوة تدميرية عالية “. ومن بين الصواريخ الأخرى التي كشفت المقاومة الفلسطينية النقاب عنها صاروخ “بدر 3”.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن كتائب “سرايا القدس”، الفرع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنت أيضا عن نشر صور لصاروخ “بدر 3″، الذي استهدف مستوطنات “سديروت وعسقلان” الصهيونية. حيث أطلقت “سرايا القدس” عشرات الصواريخ من هذا الطراز خلال الايام الماضية على مستوطنتي عسقلان وسديروت الصهيونيتين في فلسطين المحتلة. وفي غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، “أبو حمزة”، صباح اليوم، عن الكشف عن صاروخ جديد يسمى “قاسم”، يحمل اسم الشهيد “قاسم سليماني”. وشدد المتحدث باسم “سرايا القدس” على أن هذا الصاروخ الجديد والمتطور استخدم خلال معركة “سيف القدس” مع الكيان الصهيوني. واضاف إن “الصاروخ استخدم في هجوم يوم امس على مواقع اسرائيلية”.

وأوضح “أبو حمزة” أن مدى صاروخ “قاسم” سيصل إلى تل أبيب وأشدود وعسقلان وسديروت ومدن فلسطينية محتلة أخرى وقال: “ما زالت لدينا العديد من المفاجآت التي ستصدم العدو ونقول لنتنياهو الغبي وقائد جيشه الغبي أننا ننتظر دخول قواتك البرية إلى قطاع غزة لنظهر لك بعض غضبنا”. ولقد رحب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام صاروخ “قاسم” الذي يحمل اسم الحاج الشهيد “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإسلامي. والصاروخ الآخر الذي كشفت عنه المقاومة الفلسطينية هو صاروخ “A120”. وسمي هذا الصاروخ باسم “رائد العطار” القائد لهذه الكتائب الذي استشهد خلال الفترة الماضية. ويمتلك هذا الصاروخ رؤوسًا حربية متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية ومدى يصل إلى 120 كم. والنوع الآخر من الصواريخ التي تم الكشف عنها هو صاروخ “sh 85”. وبحسب قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس فإن هذه الصواريخ استخدمت لأول مرة في الهجوم الأخير على الصهاينة. ويصل مدى هذه الصواريخ إلى 200 كيلومتر.

ومن صواريخ فصائل المقاومة الأخرى التي استخدمت في معركة “سيف القدس” نذكر أيضا صاروخ “80 j”. ولقد تم صناعة هذا الصاروخ بالكامل في قطاع غزة واستخدم لأول مرة خلال حرب صيف 2014 في غزة. ويصل مدى هذا الصاروخ إلى 120 كم. كما تم تجهيز “j 80” بأنظمة متطورة بحيث يمكن أن تختفي بسهولة من رادار القبة الحديدية للجيش الإسرائيلي وهذه الخصائص جعلت الصاروخ ينجح في الوصول إلى أقصى نقطة في شمال “تل أبيب”. وبالإضافة إلى ما قيل، كشفت فصائل المقاومة الفلسطينية عن طائرة مسيرة جديدة هي طائرة “شهاب” الهجومية. وهذه الطائرة بدون طيار لها قوة تدميرية عالية واستخدمت أيضًا خلال معركة “سيف القدس”. وعليه، من الواضح أن القوة الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية فرضت معادلة جديدة على الكيان الصهيوني خلال المعركة الحالية. وقد دفع فرض هذه المعادلة الجديدة الصهاينة عبر مصر وعدد من الدول الأوروبية إلى المطالبة بوقف هجمات فصائل المقاومة على مواقعهم، خاصة في تل أبيب. وقد قوبل الطلب، بالطبع، بمعارضة فصائل المقاومة الفلسطينية حتى الآن.

والنقطة الأخرى التي يجب مراعاتها في جولة الاشتباكات الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني هي وحدة المقاومة على المستوى الإقليمي. فعلى خلاف حروب فصائل المقاومة في غزة مع النظام الصهيوني التي استمرت 22 يومًا و 51 يومًا و 8 أيام، فقد تحرك أعضاء محور المقاومة هذه المرة وأرسلوا رسالة إلى الكيان الصهيوني مفادها أن “محور المقاومة جسد واحد”. إن الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان على الأراضي المحتلة، وكذلك إطلاق ثلاثة صواريخ من سوريا على هذه الأراضي، وحدها تثبت هذا الادعاء. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تنفيذ هذه الهجمات لتغيير ميزان القوى في معركة “سيف القدس”، ولكن لإرسال رسالة مهمة وأساسية إلى الكيان الصهيوني. وكما ذكرنا فإن الرسالة الأساسية للصهاينة هي أن محور المقاومة في المنطقة هو جسد واحد ويعمل بشكل متكامل.

ومن النقاط والاختلافات المهمة في المعركة الأخيرة تغيير أسلوب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة. ففي الماضي، استندت النضالات الفلسطينية المسلحة بشكل أكبر على إطلاق نار كثيف على المستوطنات الصهيونية ومحاولات لتدمير دفاعات القبة الحديدية التابعة للجيش الإسرائيلي. لكن في الأيام القليلة الماضية، يمكن ملاحظة أنه بالإضافة إلى ارتفاع معدلات إطلاق النار وعبور حاجز أنظمة دفاع العدو، فقد استهدفت الهجمات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية البنية التحتية الحيوية للعدو في العديد من المناطق والمدن المحتلة. ولقد أخذت هذه الهجمات الذكية شكلها الحقيقي منذ اليوم الثاني للمعركة، وفي المرحلة الأولى تم استهداف محطة توليد الكهرباء وخطوط نقل النفط في مدينة عسقلان. وبحسب الصور المتوفرة، فقد أصابت قذيفة فلسطينية واحدة على الأقل خزان الوقود الرئيسي لمحطة الطاقة الأحفورية وتسببت في اندلاع حريق هائل في المكان. إن القوة الدفاعية الإسرائيلية، التي حاولت “تل أبيب” جعلها تبدو غير قابلة للاختراق من خلال الدعاية المبالغ فيها حول نظام القبة الحديدية، تتعرض الآن لتحدي صواريخ المقاومة الفلسطينية الرخيصة، والتي دمرت معظم المنشآت الحيوية الإسرائيلية أو أصابتها باضرار جسيمة. ورغم ضعف نظام القبة الحديدية، إلا أن تكاليفه الباهظة شكلت مشكلة جديدة تواجه الحكومة الصهيونية التي تتعرض لضغوط اقتصادية شديدة. وفي الختام يمكن القول أنه مهما كانت نتيجة الأزمة الأخيرة في الأراضي المحتلة، فإنها ستؤدي إلى ولادة أيديولوجية جديدة في المنطقة، تثبت حقيقة أنه لا يمكن فرض أيديولوجية وهيكل مزيف على أمة لها تاريخ من خلال استغلال المال والأسلحة والدعم السياسي والأمني الغربي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق