التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

مواقف مشرفة للعلماء المسلمين تجاه ما يتعرض له القدس الشريف من جرائم 

شهدت الأراضي الفلسطينية خلال الايام الماضية العديد من الهجمات العنيفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، كما شهدت ساحات المسجد الأقصى في مدينة القدس مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الكيان الصهيوني، بعد اقتحام الأخيرة للمسجد، حيث اشتبك الفلسطينيون مع أفراد الشرطة الإسرائيلية في إطار التصدي للهجوم العنيف الذي شنته القوات الإسرائيلية. وفي ظل هذه التطورات خرجت شعوب العالم الحرة على ارض الواقع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تندد وتستنكر الهجمات الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الغاصب ضد الابرياء الفلسطينيين في القدس المحتلة وخاصة حي الشيخ جراح، وفي ظل العدوان البربري الذي يشنه العدو الصهيوني الغاشم على قطاع غزة المحاصر، وارتكابه أشنع المجازر بحق المدنيين العزل، أعلنت العديد من الدول العربية والاسلامية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وكبار علماء المسلمين عن دعمهم للشعب الفلسطيني البطل بطرق مختلفة، في الوقت الذي تعيش فيه المقاومة الفلسطينية أوج انتصاراتها، وتسطر فصائلها أروع الملاحم البطولية التي لم يشهدها الكيان من قبل، حيث تدكّ عمق الكيان بمئات الصواريخ وتلقن العدو دروساً قاسية.

وحول هذا السياق، طالب الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الأمم المتحدة بتصنيف جرائم الاحتلال الإسرائيلي الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وخاصة في غزة، ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. جاء ذلك في كلمة أمينه العام الدكتور “علي محيي الدين القرة داغي” خلال مهرجان دعم فلسطين والوقفة التي نُظمت في العاصمة القطرية الدوحة، لمؤازرة الأشقاء الذين يواجهون انتهاكات صارخة من قبل قوات الاحتلال. وطالب “القرة داغي” الأمة الإسلامية والعربية، حكامًا وحكومات وعلماء ومفكرين وخاصة الشعوب، بالوقوف بكل إمكاناتها المادية والمعنوية والدبلوماسية والسياسية، مع الحق الفلسطيني العربي الإسلامي، ومع القضية الأولى، والمسجد الأقصى ودور العبادة في القدس المحتلة، ومع الشعب الفلسطيني. ودعا الأمين العام لعلماء المسلمين، جميع وسائل الإعلام، وبجميع اللغات، أن تكشف جرائم المحتلين في فلسطين الحرّة، بصورة عامة، وفي القدس، وغزة بصورة خاصة، وتكشف زيف دعواهم في المظلومية، فهذا شرط سابق للنصر.


وطالب “القرة داغي” الأمم المتحدة، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، بالقيام بواجبهم نحو ما يحدث في فلسطين المحتلة، بخاصة في القدس وغزة والضفة، وإيقاف هذه الجرائم الوحشية، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة كشفت أن قضية فلسطين هي جوهر الصراع في المنطقة وأن الاحتلال هو سبب الصراع والإرهاب والمشاكل والفتن، وأنه لا يعرف قوة الحق والمنطق، وإنما يعتمد على منطق القوة. وأضاف “القرة داغي”: “نجتمع اليوم على هذه الأرض الطيبة، قطر الحبيبة، كعبة المضيوم، لنصرة المسجد الأقصى، قبلتنا الأولى، حيث حاول الاحتلال ومستوطنوه أن يقتحموه، ويدنسوه، ويعيثوا فيه فسادًا ولكن المرابطين والمرابطات دافعوا ولا يزالون يدافعون عنه بصدورهم العارية”. وأضاف في كلمة له خلال المهرجان: “نجتمع اليوم لأجل أهل الشيخ جرّاح الذين يحاول الاحتلال والمستوطنون إخراجهم من أرضهم وديارهم ظلمًا وعدوانًا. نجتمع اليوم لأجل المظلومين في غزة العزة والشرف، غزة البطولة والفداء، فنرى أن قافلة من الشهداء الأبطال من النساء والأطفال التحقت بمن سبقوهم بالإيمان”.

ومن جانبه، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور “أحمد الريسوني” وشيخ الأزهر الدكتور “أحمد الطيب” الأمتين العربية والإسلامية إلى دعم الشعب الفلسطيني في هبته الأخيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وعبر “الريسوني” في حديثه مساء أمس الجمعة عن “اعتزاز الأمة وافتخارها بما يجري هذه الأيام من انتفاضة ضد الاحتلال رغم ما قدمته فلسطين من شهداء”. وأضاف إن هناك غليانا في الشارع العربي والإسلامي، وأن الجماهير ستتحرك في كل العالم الإسلامي وستضغط على الحكام العرب والمسلمين لاتخاذ مواقف مما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال “الريسوني”: “نعتز بالحراك الفلسطيني الذي لم نشهد مثله منذ سنين طويلة، والذي يجسد وحدة فلسطين والقضية الفلسطينية”. واعتبر أن الهبة الفلسطينية الحالية نصرة للمقدسات الإسلامية في القدس وتضامنا مع أهالي حي الشيخ جراح تعني أن “تهويد القدس حضاريا وعمرانيا وبشريا واجتماعيا لم يعد أمرا سهلا على الاحتلال”، وأن “إسرائيل لم تعد تستطيع أن تفعل ما تشاء”.

بدوره، دعا الدكتور “أحمد الطيب” إلى دعم الشعب الفلسطيني المظلوم في قضيته، منتقدا في الوقت ذاته “الصمت العالمي والكيل بمكيالين” تجاه هذه القضية. وأضاف “الطيب” في تغريدة على صفحته بموقع فيسبوك بـ15 لغة بينها العبرية “أدعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته”. وتابع “أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقا من أجل السلام، أدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته”

ومن جهته، قال الشيخ الدكتور “أحمد كريمة” أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن حرائر فلسطين يُضربن بالأحذية والنعال من الصهاينة الإسرائيليين. وهاجم “كريمة” في تصريحات إعلامية يوم الأحد الماضي التغول الصهيوني في الخليج ، مستنكرا الحديث في أمور أقل أهمية. وتساءل “كريمة” مستنكرا السؤال عن حكم اللحية: أيهما أولى القدس أم اللحية؟ ودعا “كريمة” إلى حماية السنة النبوية من العبث ومحاولة النيل من أحاديث الآحاد، منبها إلى ضرورة الأخذ بفقه الأولويات. وقال “كريمة”، إن “هذه الأمة الإسلامية مستهدفة”، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني عاجز عن أداء صلاة الجمعة.

وعلى صعيد متصل، شدد رئيس لقاء علماء “صور اللبنانية ومنطقتها” العلامة الشيخ “علي ياسين العاملي” على وجوب دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في القدس وكل فلسطين بكل السبل والوسائل الممكنة حتى يكون العيد بداية فرج للشعب الفلسطيني ونهاية للكيان الغاصب. وقال في تصريح له، إن “أكثر ما يرفع الرأس في هذه الانتفاضة المباركة أنها كانت من قبل كل الشعب في كل فلسطين ولم يعد هناك تمييز بين الضفة والقطاع والداخل المحتل”. وأضاف سماحته: “نشد على أيدي المنتفضين الاحرار وندعو الشعوب العربية والحرة كلها الى التحرك ومساندة الانتفاضة على قاعدة القليل خير من الحرمان ولو بالتظاهر في كل العواصم العربية والعالمية”.

ومن جانبه، انتقد الشيخ “أحمد بن حمد الخليلي”، المفتي العام لسلطنة عمان، موقف مَن وصفهم بـ”حملة العلم”، مما يحدث في القدس واعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على المسجد الأقصى. كما جدد دعمه وتحيته لـ”المرابطين في المسجد الأقصى الذين يدافعون عن محاولات تدنيسه”، وذلك في ثالث الرسائل التي وجهها منذ اندلاع المواجهات بداية رمضان. وفي رسالة نشرت على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، وجَّه الشيخ “أحمد بن حمد الخليلي” مفتي سلطنة عمان تحيته للمرابطين في الأقصى، معبراً عن فخره الكبير بهم. جاء في رسالة الشيخ “الخليلي”: “‏إننا وبكل فخر نحيي إخوتنا المرابطين في الأرض المقدسة ومسجدها المبارك على وقفتهم النبيلة في وجه من يحاول تدنسيه من أعداء الله المفسدين”. كما عبَّر عن حسرته الكبيرة وأسفه من أن تنحرف الأهواء بالأمة في أهم قضاياها المصيرية التي تعد من صميم عقيدتها، كما هو الشأن في قضية أولى القبلتين، المسجد الأقصى، وما احتُل من الأراضي المقدسة.

وفي الختام يمكن القول إن قضية فلسطين وحدت العرب جميعاً ولو ظاهريّاً وخاصة بعد أن عرت الدول المُطبعة الخانعة لإرادة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الذي خُلق ليفصل العرب عن بعضهم ويمثل مصالح واشنطن والدول الغربية، ويبقى الأمل دائماً في أن تعود بعض العواصم العميلة إلى الصواب وتقطع كل علاقاتها مع العدو المُستبد، ليزيد الموقف العربي والإسلامي من ضعف وانهيار الدولة المزعومة ويسرع في نهايتها التي تقترب يوماً بعد آخر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق