التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

دول عربيّة عديدة تهب لنصرة الفلسطينيين.. إجماع عربيّ يَشوبه التطبيع 

في ظل العدوان البربريّ الذي يشنّه العدو الصهيونيّ الغاشم جوّاً وبحراً وبراً على قطاع غزة المحاصر، وارتكابه أشنع المجازر بحق المدنيين العزل، أعلنت دول عربيّة عدة عن دعمها للشعب الفلسطينيّ البطل بطرق مختلفة، في الوقت الذي تعيش فيه المقاومة الفلسطينية أوج انتصاراتها، وتسطر فصائلها أروع الملاحم البطوليّة التي لم يشهدها الكيان من قبل، حيث تدكّ عمق الكيان بمئات الصواريخ وتلقن العدو دروساً قاسية.

نداء مغربيّ للأقصى

أعلنت 250 شخصية فكريّة وعلميّة مغربيّة توقيعها على “نداء المغرب الأقصى” لنصرة فلسطين والمقدسات بمختلف أنواع الدعم وللتأكيد على أنها “قضية وطنيّة”، رغم توصل حكومة البلاد إلى “اتفاق تاريخيّ” لاستئناف العلاقات مع العدو الصهيونيّ مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الأراضي التي تحتلها في الصحراء الغربيّة.

ويأتي إعلان النخبة المغربيّة ليؤكّد حجم التأييد الشعبيّ لفلسطين وعاصمتها المقدسة، حيث جاء في البيان “نحن النخبة العلمية والفكرية والثقافية والأكاديمية بالمغرب الأقصى نعلن تصدينا للهمجية الصهيونيّة ضد أهلنا في فلسطين كل فلسطين، الهمجية العنصرية المقيتة التي طالت المقدس والبشر والشجر والحجر، كما نعلن فضحنا للمعتقدات الأسطوريّة الصهيونية ولآلتها العسكريّة الوحشية وما تفعله باسم السلام المزعوم من تقتيل وتشريد لشعب عن أرضه”.

وفي صفعة للحكومة المغربيّة واتفاق خنوعها مع العدو، أضاف الموقّعون “نحن واعون أشد ما يكون الوعي أن معركة فلسطين معركة وجودنا ومصيرنا كأمة قبل أن تكون معركة المطرودين عن أراضيهم من أهل فلسطين، إننا واعون بأن أطماع “دولة العصابات” هي كيان سرطاني منذ نشوئه، يتجاوز الأرض المباركة الفلسطينية إلى كل الجغرافيا العربية، وهي تستعد لحرب كبرى قادمة هي (حرب هرمجدون) التي يحقق فيها الاحتلال الصهيوني ما ينبسط أمامه من الأرض العربية عبر بوابات التطبيع المخزية، أو يحقق الهيمنة الكاملة لتتحقق نبوءة الحاخامات التلموديّة”.

كذلك، عبّر نداء “المغرب الأقصى” عن ارتباط علماء ومثقفي وأحرار المغرب بالمسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف وفلسطين، واستعدادهم للانخراط الجاد والجماعيّ في هبة حقيقية داعماً لفلسطين، بمختلف أنواع الدعم الماليّ والإعلاميّ والسياسيّ، مشدّدين على أنّ هذا النداء هو “استنهاض لكل صاحب ضمير حي، ولكل مدافع عن الحقوق المغتصبة، ولكل مناصر لقضايا المستضعفين، ولكل مؤمن بقدسية المسجد الأقصى وعدالة أهل الرباط، عنوان الصمود ورمز التضحية والجهاد، ولكل فضلاء الأمة وعلمائها ومفكريها ودعاتها لتحمل المسؤولية التاريخية في دعم الهبة المقدسية، وبيان مركزية القضية الفلسطينية بماهي قضية وطنية لكثير من الدول العربية والإسلامية”، ما يؤكّد أنّ الأهداف الأمريكيّة والصهيونيّة لن تمر بسهولة في هذا البلد مع اتساع الفجوة بين الحكومة العميلة وشعبها المقاوم.

جهود كويتيّة لنصرة فلسطين

“الكويت لم ولن تدخر جهداً في مساعدة فلسطين بكل ما تستطيع تقديمه” بحسب رئيس الوزراء الكويتيّ الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الذي أكّد أنّ “دور الكويت ليس سياسياً فقط بتكثيف الجهود والاتصالات لنصرة الأشقاء في فلسطين، بل ببذل كل ما تستطيع تقديمه لتخفيف الأعباء عنهم ونحن على أتم الاستعداد لذلك ولن ندخر أي جهد”، كيف لا والكويت هي الدولة التي بيّنت أنّها آخر دولة عربيّة يمكن أن تُقيم علاقات مع العدو الغاصب للأرض العربيّة.

وبالتزامن مع المجازر الشنيعة والمتصاعدة التي يرتكبها العدو الباغي، استغربت الكويت حيال صمت مجلس الأمن الذي يفترض أن يكون له دور في حماية الفلسطينين، وأضاف رئيس الحكومة الكويتيّة: “للأسف وخلال عطلة عيد الفطر نشاهد ما يحصل لإخواننا في فلسطين وما يتعرضون له من قبل قوات الاحتلال من مجازر، ونحن نشاهد أحياء تعرضت للقصف ونرى أطفالاً ونساء ومدنيين تحت الأنقاض، ونشاهد للأسف قوات الاحتلال سائرة في غيها لا تلتفت إلى المجتمع الدولي، ومن مسؤولياتنا في الكويت أن نتحرك مع أشقائنا وأصدقائنا عبر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والتواصل مع الدول المؤثرة”.

مصر تفتح حدودها

بدء توافد الجرحى والمصابين الفلسطينيين جراء الاعتداءات الصهيونيّة الوحشيّة، حيث أعلنت السلطات المصرية، فتح معبر رفح مع قطاع غزة بشكل استثنائيّ، وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أن المعبر فُتح تضامنا مع الشعب الفلسطينيّ لاستقبال المصابين تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسيّة”، دون تفاصيل أية تفاصيل عن الأعداد الجرحى ومدة فتح المعبر.

ووفقاً للوكالة، فإنّ الأطقم الطبية المصرية تتواجد لاستقبالهم وتصنيف حالاتهم الصحية تمهيداً لتوزيعهم على المستشفيات لتلقى العلاج، وهناك عدد من سيارات الإسعاف المجهزة لنقلهم، فيما أعلن الهلال الأحمر المصريّ في شمال سيناء عن تواجد فريق تابع له عند المعبر على مدار 24 ساعة للمساعدة في نقل المصابين، ونوهت صحيفة “الأهرام” الحكوميّة أن الرئيس المصريّ، عبد الفتاح السيسي، وجّه بفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من غزة، وبالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين في غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها.

وفي وقت سابق، التقى رئيس بعثة مصر طارق طايل، في مدينة رام الله بالضفة الغربيّة المحتلة مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، وبحث الطرفان جهود القاهرة لوقف اعتداءات العدو المجرم على غزة، وترتيبات الدعم الإغاثيّ المصري، وفتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وتوافد الجرحى والمصابين الفلسطينيين، بعد تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء الإجرام غير الموصوف الذي يرتكبه العدو ومستوطنوه بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح”، إثر مساع صهيونيّة لسلب 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

يُشار إلى أنّ عدد ضحايا العدوان العسكريّ للكيان على قطاع غزة المحاصر ارتفع إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلا و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحاّ، إضافة إلى 21 شهيدا ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينيّة ليلة أمس، فيما قتل 10 صهاينة وأصيب المئات، خلال رد المقاومة الفلسطينيّة على القصف الصاروخيّ للعدو.

إغاثة قطريّة

بحسب قناة الجزيرة التابعة لنظام آل ثاني في قطر، أعلنت جمعية قطر الخيرية تخصيص 5 ملايين دولار أمريكيّ لتوفير الاحتياجات الإنسانيّة العاجلة للفلسطينيين الذين يرزحون تحت العدوان الصهيونيّ في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، موضحة أنّ المبلغ المخصص لدعم الشعب الفلسطيني يأتي ضمن حملة “أغث فلسطين” التي أطلقتها بالتزامن مع بدء العدوان الهمجيّ للكيان على قطاع غزة.

وفي الوقت الذي أشارت فيه الجمعيّة إلى أنّ المأساة الإنسانيّة الجديدة تزيد معاناة الشعب الفلسطينيّ، لفتت إلى أنّ مئات الجرحى الفلسطينيين بحاجة عاجلة إلى العلاج والدواء، في حين أصبحت عشرات الأسر بلا مأوى ولا غذاء أو دواء بعد أن هُدمت منازلها أو تضررت تضررا كبيراً نتيجة الحملة العسكريّة الصهيونيّة، داعية الجمهور إلى التبرع في الحملة الإغاثية، والإسهام في تخفيف معاناة الفلسطينيين، بتوفير الخدمات الصحية والغذائية العاجلة للمتضررين.

بالمقابل، أعلن الهلال الأحمر القطريّ تخصيص مليون دولار أميركي من صندوق الكوارث، استجابة للأحداث الأخيرة في فلسطين ولتوفير أهم الاحتياجات الأساسية في الوقت الحاليّ، لتقديم الدعم في عدد من المجالات كتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لمجاراة الاستهلاك الحادّ في هذه المواد في الوضع القائم، وكذلك تأمين سيارات إسعاف، وتوفير تجهيزات طبية للمستشفيات، ومواد الوقاية من انتشار وباء كورونا، ومواد غذائية، وتصليح المنازل المتضررة بشكل جزئيّ.

استعداد سوريّ لمطالب فلسطين

خلال لقاء مع مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنور عبد الهادي، أعلن وزير الخارجية السوريّ، ​فيصل المقداد، الأحد الفائت،​ أن سوريا مستعدة لأي شيء تطلبه فلسطين، مضيفاً إنّ المواجهة مع العدو الصهيونيّ هي معجزة أمام الآلة العسكريّة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة، مشدّداً على أنّ “فلسطين هي قضيتنا الأولى والمركزيّة”.

وفي هذا الخصوص، حيا المقداد صمود الشعب الفلسطينيّ، مؤكداً أن الجمهورية العربية السورية لن تدخر جهداً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والوطني، مبيّناً أن هذا النضال “كشف عورات المطبعين والمستسلمين، وكشف عورات من يدعون حرية وحقوق الشعوب في هذا المجتمع الدوليّ الفاشل والمنحاز إلى الأقوى ومن يملك السلاح للأسف الشديد”.

وعقب 10 سنوات من الحرب على بلاده والتي كانت تل أبيب رأس حربة فيها، قال الوزير السوريّ: “سيأتي اليوم الذي سننتصر به سوياً، لأننا نحن في سوريا واجهنا الإرهاب المدعوم من إسرائيل، وأنتم تواجهون الإرهاب الإسرائيلي، ونحن في خندق واحد، ونحن شعب واحد”.

جسر إغاثيّ أردنيّ

تلبية لأوامر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أعلن أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، حسين الشبلي، إقامة جسر جويّ اغاثيّ أردني إلى فلسطين، مشيراً إلى أنه “يجري حاليا الاستعداد في مطار “ماركا” لاستقبال طائرة إغاثية قادمة من المملكة المغربية سيتم تسيرها إلى فلسطين من خلال الجسر الجوي”، لافتا إلى أن “الطائرة المغربية تعتبر واحدة من مجموعة طائرات ستصل تباعا لاستمرار الجسر الإغاثي الذي أمر به الملك عبد الله الثاني”.

وقامت عمّان تسيير قافلة مساعدات طبية وأدوات ضرورية لتصل إلى رام الله ومستشفى المقاصد وإلى غزة، لتلبية احتياجاتهم الطبية خاصة في مثل هذا الوقت”، فيما قامت الهيئة بفتح باب التبرع سواء عبر حساباتها البنكية أو نظام “إي فواتيركم”، من باب المسؤولية ووقوف الأردنيين مع أبناء فلسطين، وبدأت التبرعات تأتي للهيئة وتجري الاستعدادات لتجهيز القوافل التي ستستمر تباعا إلى إن تحقق غايتها.

إشادة البرلمان العربيّ

وصف البرلمان العربيّ في بيان له، مواقف بعض الدول العربيّة التي اتخذها عدد من الدول لمساندة وإغاثة الأشقاء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الصهيونيّ المتصاعد بـ “الغاشم”، محذراً من “خطورة استمرار تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وضرورة وقف الاعتداءات الصهيونيّة على الأراضي الفلسطينية، وتجنيب شعوب المنطقة مزيداً من التصعيد”.

ووجّه البرلمان العربيّ الشكر إلى الرئيس المصريّ وسلطات البلاد لفتح المستشفيات المصريّة أبوابها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم وإنقاذ حياتهم، وأشاد بقرار كل من الملكين الأردني والمغربي المُطبع الأخير، بإرسال مساعدات طبية وإنسانية إلى الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكّداً أهمية تعزيز التضامن العربي لدعم فلسطين الأبية في مواجهة الاحتلال الصهيونيّ.

وعقب استنكاره التصعيد الإسرائيليّ المتواصل بحق الشعب الفلسطيني والذي أودى بحياة العشرات من الأبرياء والأطفال، دعا البرلمان العربيّ سائر الدول العربية والإسلامية إلى “التكاتف في هذه اللحظة الحرجة لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وبذل كافة الجهود لمساعدة الشعب الفلسطينيّ وحشد المساعدات الإنسانية والطبية لإغاثة الجرحى الفلسطينيين”، مطالباً مجلس الأمن والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهما تجاه الوضع المأساويّ في الاراضي الفلسطينية والضغط على الكيان، القوة القائمة بالاحتلال لوقف المجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

في الحقيقة، وحدت قضيّة فلسطين العرب جميعاً -ولو ظاهريّاً- خاصة بعد أن عرت الدول المُطبعة الخانعة لإرادة الإدارة الأمريكيّة التي تُمثل “وتين” الكيان الصهيونيّ الذي خُلق ليفصل العرب عن بعضهم ويمثل مصالح واشنطن والدول الغربيّة، ويبقى الأمل دائماً في أن تعود بعض العواصم العميلة إلى الصواب وتقطع كافة علاقاتها مع العدو المُستبد، ليزيد الموقف العربيّ والإسلاميّ من ضعف وانهيار الدولة المزعومة ويسرع في نهايتها التي تقترب يوماً بعد آخر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق