قاعدة البيانات التحليلية الأمريكية: كيف أشعلت وحشية بلطجية اليهود النار في القدس المحتلة
قالت القاعدة التحليلية المناهضة للحرب الأمريكية (أنتيفار) في تقرير لجوناثان كوك يبحث في الأسباب الرئيسة لتصاعد التوترات في القدس المحتلة: هدد بتسل سموتريتش، زعيم الجناح اليميني المتطرف للصهيونية الدينية، صراحة الأسبوع الماضي الأقلية الكبيرة من الفلسطينيين الذين يعيشون في “إسرائيل” سموتريتش شريك مهم وحيوي لبنيامين نتنياهو، وتشير تصريحات سموتريتش إلى احتمال ترحيل نحو مليوني فلسطيني، حيث يشكل هؤلاء الفلسطينيون خُمس سكان “إسرائيل” ولديهم حالة مواطنة متدهورة للغاية، وقال لأعضاء حزبه “العرب هم، في الوقت الحالي على الأقل، مواطنون في إسرائيل”، “لديهم ممثل في الكنيست، على الأقل في الوقت الحالي”. إضافة إلى ذلك، وصف المشرّعون الفلسطينيون – الممثلين المنتخبين للأقلية الفلسطينية التي تعيش في “إسرائيل” – بـ “الأعداء الموجودين في الكنيست”.
وأضاف التقرير: تصاعدت العنصرية اليهودية الوحشية لسموتريتش منذ أن فاز حزبه بستة مقاعد من أصل 120 مقعداً في البرلمان في مارس، و ينتمي أحد هذه المقاعد إلى إيتمار بن جاير، زعيم الحزب الفاشي الجديد للسلطة اليهودية، ولكن أنصار بن جاير الآن في موقف هجومي، ونزلوا الى الشوارع الشهر الماضي حول المدينة القديمة في القدس المحتلة وهم يهتفون “الموت للعرب”، عملياً، هاجموا الفلسطينيين و “كسروا رؤوسهم” تماشياً مع الوعود التي قطعوها في دردشة الواتس آب.
وتابع التقرير: عصابات المخدرات اليهودية، ومعظم أفرادها من الشباب، أججت العنف والفوضى في وسط القدس منذ أيام، وإن هذا العنف وانعدام القانون مخفي إلى حد كبير عن الضفة الغربية، هذه المرة، لم يتم بث الهجمات على شكل فيديو مهتز على موقع يوتيوب، ولكن تم نقلها عبر التلفزيون الإسرائيلي، وهناك نقطة أخرى مهمة وهي أن البلطجية اليهود قاموا بأعمالهم الوحشية خلال شهر رمضان، شهر صيام المسلمين، حيث إن النية السابقة وراء عنف عصابات المخدرات اليهودية قد أحرج الكثير من الإسرائيليين، لكن في الوقت نفسه، تعكس هذه الحالات صورة كبيرة تُظهر مدى جذب المذاهب العنيفة والمعادية للعرب للحاخام الراحل مير كاهان لقطاع كبير من الشباب اليهودي في “إسرائيل”، هؤلاء المتطرفون اليهود يضرمون النار بانتظام في بساتين الزيتون والمساجد والسيارات والمنازل، و يزعمون أن الأراضي الفلسطينية لهم حسب الكتاب المقدس.
وأردف التقرير: لطالما كان العنف لطرد الفلسطينيين في صميم مشروع بناء الدولة اليهودية، إن ضرب البلطجية للفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة يرجع في الواقع إلى تصرفات الحكومة الإسرائيلية من خلال قواتها الأمنية وعملاء الاحتلال والمحاكم بطريقة أكثر بيروقراطية، في الأسبوع الماضي، تم فحص آلة القمع في تقرير من 213 صفحة من قبل هيومن رايتس ووتش ولقد صرحت منظمة حقوق الإنسان الدولية الرائدة أن “إسرائيل” قد ارتكبت الفصل العنصري بموجب القانون الدولي.
وقال التقرير: إن تصرفات “إسرائيل” تضمنت الشروط الثلاثة للفصل العنصري المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، هذه الشروط الثلاثة هي هيمنة مجموعة عرقية على أخرى، والقمع الرمزي للفئة المهمشة، والأفعال اللاإنسانية، وتشمل هذه الترحيل القسري، ومصادرة الممتلكات، وإنشاء مناطق وأحياء منفصلة، والحرمان من حق العودة إلى الوطن، والحرمان من الجنسية، يكفي واحد فقط من هذه الأفعال لإثبات جريمة الفصل العنصري، لكن كما أوضحت هيومن رايتس ووتش، فإن “إسرائيل” ارتكبت كل هذه الأعمال.
وأضاف التقرير: إن ما وثقته هيومن رايتس ووتش وجماعات حقوقية أخرى يوضح أن العصابات تجوب القدس وتسعى الإجراءات الرسمية الإسرائيلية إلى هدف مشترك، يحتوي هذا الهدف على رسالة واضحة لهؤلاء الشباب حول ما تسعى “إسرائيل” – والأيديولوجية القومية للصهيونية – إلى تحقيقه، وهم يشهدون تصنيف الأراضي الفلسطينية على أنها “أراضي دولة” لليهود واستمرار توسع المستوطنات اليهودية ، الأمر الذي يخالف القانون الدولي، إنهم يشهدون على أن الفلسطينيين ممنوعون من الإذن ببناء منازل في قراهم، كما أنهم يشهدون أوامر بهدم منازل الفلسطينيين وحتى المناطق التي يعيشون فيها بالكامل، إنهم يشهدون حرمان الأسر الفلسطينية أو أطفالهم من حق العيش معاً.
وقال التقرير: في غضون ذلك، أطلق جنود الاحتلال النار على الفلسطينيين، دون عقاب، وسحبوا أطفالهم من الفراش في منتصف الليل، وأقاموا نقاط تفتيش في أنحاء الضفة الغربية المحتلة ويقيدون حركة الفلسطينيين، ويطلقون النار على الفلسطينيين الذين يحاولون العثور على عمل خارج الأحياء المطوقة التي تفرضها “إسرائيل” و “اعتقالهم”، كما يقوم الجنود بحراسة الفلسطينيين أو مساعدتهم عندما يصاب المتمردون بالجنون ويهاجمون الفلسطينيين في منازلهم أو مزارعهم، وتعتبر المحاكم الإسرائيلية كل هذه الإجراءات “قانونية”، لذلك ليس من المستغرب أن يتساءل عدد متزايد من الشباب الإسرائيلي عن سبب أهمية كل هذه الإجراءات العسكرية والقانونية والإدارية، لماذا لا نضرب الفلسطينيين كثيراً و “نسحق وجوههم” حتى يدركوا أن عليهم المغادرة؟.
وتابع التقرير: كانت الشرطة الإسرائيلية هي التي أججت الأجواء التحريضية الحالية في القدس من خلال نصب الحواجز على أبواب القدس وتطويقها في بداية شهر رمضان، كانت ذرائعهم هي منع الاكتظاظ، لكن الفلسطينيين، بالنظر إلى خبرتهم الطويلة مع الاحتلال، كانوا يعلمون أن الحواجز هي إجراء “مؤقت” آخر من شأنه أن يصبح دائماً وسريعاً ويمنحهم إمكانية الوصول إلى المدينة القديمة والأماكن المقدسة فيها، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى ولقد تم بالفعل “تهويد” البوابات الرئيسية الأخرى للمدينة القديمة، قرار الشرطة الإسرائيلية بإقامة الحواجز لا يمكن فصله عن وضع أكثر شمولاً للفلسطينيين: هذا الوضع هو جهود مستمرة من قبل السلطات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من المدينة القديمة وما حولها، ففي الأسابيع الأخيرة، توغلت موجة جديدة من المستوطنين المسلحين الإسرائيليين في منطقة سلوان الفلسطينية بالقرب من المسجد الأقصى، و في غضون ذلك ، تستعد إسرائيل لتدمير حي فلسطيني هناك بشكل كامل حيث تمارس إسرائيل سيطرة مطلقة على شؤون التخطيط.
واردف التقرير بالقول: وبالمثل، أيدت المحاكم الإسرائيلية طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في منطقة الشيخ جراح، والشيخ جراح حي آخر محتل بالقرب من المدينة القديمة لطالما سعى سكان البلدة للاستيلاء عليه بدعم حكومي، و في الشهر الماضي، رش مسؤولو القدس الملح على جروح الفلسطينيين ووافقوا على خطة لبناء نصب تذكاري للقتلى الإسرائيليين في وسط الأراضي الفلسطينية، وهكذا، أثار قرار حصار باب العامود مقاومة فلسطينية، واشتبك الفلسطينيون مع الشرطة لخفض الحواجز، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه ردا على الحادث، كانت هذه المشاهد من بين الأسباب التي دفعت البلطجية اليهود إلى النزول إلى الشوارع لإظهار قوتهم، وسمحت الشرطة للجماهير بارتكاب فظائع، وقام الشبان بإلقاء الحجارة والزجاجات على الفلسطينيين والاعتداء عليهم، ولقد وصفت بعض الجماعات اليهودية الأمريكية التقدمية غارة العصابات الإسرائيلية على الفلسطينيين بأنها “برنامج”، لكن الفرق بين اليمين المتطرف والحكومة الإسرائيلية في تنفيذ برامج العنف أكثر وضوحاً، حيث إن السياسيين الإسرائيليين من اليسار واليمين برروا تصرفاتهم العنصرية والقبيحة بحجة اتخاذ إجراءات أمنية “شاملة” ، لكن اليمين المتطرف لا يحتاج إلى موافقة المجتمع الدولي، إنهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية أكثر من سبعة عقود من التطهير العرقي.
وأضاف التقرير: لخصت هيومن رايتس ووتش أن الحكومات الغربية غضت الطرف عن انتهاكات إسرائيل طويلة الأمد ضد الفلسطينيين، وركزت بدلاً من ذلك على عملية سلام غير موجودة سمحت لـ “الفصل العنصري بالانتشار أكثر من اللازم”، تعكس نتائج التقرير النتائج التي توصلت إليها منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بيت لحم، و في يناير أعلنت المنظمة أن إسرائيل دولة فصل عنصري وأنها تعامل مواطنيها الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل، وعلى الرغم من أن السياسيين الأمريكيين والأوروبيين ووسائل الإعلام يترددون في الحديث عن إسرائيل في مثل هذه الحالات ، فإن استطلاعاً جديداً لبيت لحم يظهر أن واحداً من كل أربعة يهود إسرائيليين يعتبر كلمة “فصل عنصري” تعبيراً دقيقاً عن السيادة الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وقال أنتيفار في نهاية تقريره: إن الجالية اليهودية في القدس سعيدة الآن بتنفيذها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي على أمل تسريع عملية الترحيل، لكن الإسرائيليين الآخرين يواصلون التستر، إنهم يفضلون التظاهر بأن الفصل العنصري لم يحدث بعد.
المصدر/ الوقت