التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

إيران منافس أمريكا والصين في الإنتاج الضخم للطائرات العسكرية المسيرة 

يعتبر مجال الطائرات من دون طيار في الواقع أحد أهم الرکائز الدفاعية لإيران وردعها منذ عام 2011 فصاعدًا، وبينما كان الحرس الثوري لفترة طويلة هو المستخدم الرئيسي لهذه الأنظمة، ولكن قبل بضع سنوات دخل جيش جمهورية إيران الإسلامية أيضًا هذا العالم الحديث والحساس، الأمر الذي جلب لحسن الحظ العديد من الثمار والإنجازات لإيران.

وعلى الرغم من أن استخدام الطائرات من دون طيار في الجيش كان في البداية في أدوار مثل الدفاع الجوي، ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصةً في عام 2020، شهدنا قفزةً دراماتيكيةً ومفاجئةً في وجود الطائرات بدون طيار في مختلف القوات العسكرية، ومن بين النقاط المهمة في هذا القسم کانت إجراءات مهمة مثل الكشف عن الطائرة المسيرة “كمان 22” أو مناورات الجيش بالطائرات بدون طيار.

والآن، في بداية العام الجديد، فإن كشف النقاب عن طائرات بدون طيار انتحارية وتجهيز جيش جمهورية إيران الإسلامية بـ 6 طائرات استطلاعية قتالية من نوع “مهاجر 6” في دور قمع الدفاع الجوي، من الأخبار المهمة في هذا القسم والتي تعد بإجراءات وأحداث كبيرة في هذا المجال.

بعد هذه العملية، وقع جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة اتفاقيةً مهمةً، بموجبها تقوم وزارة الدفاع ببناء وتسليم 1000 طائرة من دون طيار للجيش.

طبعاً، ما من أخبار عن طراز الطائرات بدون طيار المذكورة، واكتُفي بالقول إن الطائرات المعنية ستسلَّم للجيش قريباً. يمكن اعتبار هذا العقد كأكبر طلب للطائرات بدون طيار في شكل عقد حتى الآن في صناعة الدفاع الإيرانية. في الوقت نفسه، يبدو أن مسألة طلب ألف طائرة بدون طيار وتسليمها السريع، تشير إلی عدة نقاط تستحق الذكر.

إن العدد الرسمي البالغ 1000 طائرة بدون طيار – من النماذج التجارية الصغيرة إلى الطائرات العسكرية الثقيلة وذات التحليق العالي – يتطلب بنيةً تحتيةً صناعيةً ذات خبرة عالية للتصميم والبناء والإنتاج بالجملة والتسليم على الفور.

وهذا يدل على أنه بعد أكثر من ثلاثة عقود من بدء إنتاج الطائرات بدون طيار في إيران، أصبحت جمهورية إيران الإسلامية علی مستوی عدد محدود من القوى العالمية في مجال الإنتاج الضخم والصناعي بالكامل للطائرات بدون طيار. وفي هذه الفئة وهذا العدد، يمكننا ذكر أسماء مثل الولايات المتحدة والصين فقط كمنافسين حقيقيين.

ما هي الطائرات من دون طيار التي يبحث عنها الجيش الإيراني؟

لكن السؤال الكبير حول هذا العقد الجديد هو، ما هي أنواع الطائرات بدون طيار التي يريدها الجيش في هذا العقد؟ كما ذكرنا، لم يتم الإعلان عن أي خبر بهذا الصدد، ولكن يمكن إجراء سلسلة من التخمينات والتكهنات في هذا السياق.

يمكن اعتبار طائرة “مهاجر 6” من دون طيار، أحد أفضل الخيارات في عائلات الطائرات بدون طيار الإيرانية. هذه الطائرة الاستطلاعية والقتالية بدون طيار بمزيج من التصميم البسيط، والقدرة على حمل الذخيرة المناسبة، والسرعة الكافية وارتفاع الطيران، وفي نفس الوقت القدرة علی الإنتاج الضخم، وخاصةً لبيئات مثل الحدود الشرقية لإيران، والتي أوکلت مهمة حمايتها في السنوات الأخيرة إلی الجيش، هو خيار مرغوب فيه.

يبلغ ارتفاع هذه الطائرة بدون طيار حوالي 5.5 كيلومترات، ويمكن أن تحلِّق بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. کما أن هذه الطائرة من دون طيار قادرة على حمل 40 كجم من البضائع، وبقاؤها حوالي 12 ساعة.

بالطبع، استلم جيش جمهورية إيران الإسلامية من قبل هذه الطائرة من دون طيار، ومع زيادة الإنتاج، من المحتمل أن يتم استخدام هذه الطائرة الشهيرة بشكل أكبر في مهام مراقبة الحدود. وفي العام الماضي أيضًا، تم تسليم عدد كبير من هذه الطائرات من دون طيار إلى بحرية الحرس الثوري الإيراني.

طائرة “کرار” بدون طيار أيضًا، هي خيار آخر مثير للاهتمام للجيش. تم إنتاج هذه الطائرة بدون طيار في 7 أدوار مختلفة من الاعتراض الجوي، والهجوم البري، والاستطلاع، والعمليات الانتحارية وما إلى ذلك، وفي السنوات الأخيرة تم تسليم نماذج مختلفة منها إلى القوات المسلحة، بما في ذلك الجيش.

اشتملت المواصفات المعلنة لهذه الطائرة المسيرة، على مدى ألف كيلومتر وسرعة حوالي 900 كيلومتر في الساعة وشحنة محمولة حوالي 500 كيلوغرام، وسقف طيران من 25 ألفاً إلى 40 ألف قدم(7500 إلى 12 ألف متر) في طرز مختلفة.

طريقة استخدام هذا النموذج من “كرار” هي في شكل إطلاق من قاذفة مع دفع صاروخي، وبعد نفاذ طاقته، يتم إطلاقه وتشغيل المحرك النفاث للطائرة نفسها. وتستخدم هذه الطائرة من دون طيار محركات نفاثة من سلسلة “طلوع” التي تصنعها صناعة الدفاع الإيرانية.

“کمان 12″ و”کمان 22” هما خياران مهمان آخران تم تطويرهما في البداية كنموذج أولي من قبل الجيش نفسه، وتم تصميم النماذج الأولية وبنائها من قبل الوحدات الصناعية التابعة لجيش جمهورية إيران الإسلامية. ومن المحتمل أنه باستخدام الإمكانات الصناعية لوزارة الدفاع الإيرانية في هذا القطاع، فقد تم تكليف هذه الهيئة بالإنتاج الضخم لهاتين الطائرتين.

إن “کمان 12” هي في الواقع طائرة مشابهة لفئة “مهاجر 6″، وخلال تدريبات الجيش علی الطائرات بدون طيار العام الماضي، ثبت أنها قادرة على حمل وإطلاق 4 قذائف مباشرة، تمامًا مثل سلسلة “مهاجر 6”.

خصائص الطيران لهذه الطائرة بدون طيار بشكل عام، هي الوزن النهائي 450 كجم، ومدة التحليق 10 ساعات، ومدى القتال 1000 كم، وسرعة قصوى تبلغ 200 كم في الساعة.

الخيار التالي هو العضو الجديد في عائلة کمان، أي کمان 22. تم تجهيز هذه الطائرة من دون طيار بشحنات قتالية وبصرية وشوكية، وهي مصممة بناءً على المتطلبات التشغيلية للقوات الجوية، وتجتاز المراحل النهائية للإنتاج.

تعدّ طائرة كمان 22 من دون طيار أول طائرة بدون طيار قتالية عريضة الجسم في إيران، وهي قادرة على حمل جميع أنواع البضائع مع مدة طيران عالية جدًا وأكثر من 24 ساعة، ومدى يصل إلى 3000 كيلومتر؛ ولديها القدرة أيضًا على تحديد ومراقبة وجمع المعلومات وتصوير الأهداف البعيدة، ومن خلال حمل جميع أنواع الذخيرة الذكية، ستمنح هذه القوة قوةً قتاليةً عاليةً.

هذه الطائرة من دون طيار هي واحدة من أطول طائرات الاستطلاع القتالية من دون طيار من حيث المدی في إيران. وفيما يتعلق بالأسلحة، وبالنظر إلى الصور المنشورة، نرى تركيب أربع قنابل عمودية، وقنبلتين أو صاروخين غير معروفين، ونظام الكشف الكهروضوئي وغمد تحت جسم الطائرة من دون طيار.

لا يوجد تصريح رسمي حول طبيعة الغمد المذکور، ولكن وفقًا لإشارة قائد القوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية إلى الشحنة الشوكية، فمن الممكن القول بثقة عالية إن الغمد يحمل نظام حرب إلكترونيًا حديثًا.

من الواضح أن الطائرات بدون طيار مثل کمان 22 هي خيارات باهظة الثمن، وإذا كان هذا الخيار موجودًا في قائمة طلب الجيش الإيراني، فلن يكون العدد كثيرًا. هذا الأمر طبيعي تمامًا، وهو نفس الشيء في بقية القوات المسلحة في العالم.

طائرة هدف من دون طيار أو انتحارية!

فيما يتصل بمسألة الطائرات بدون طيار في الإنتاج الضخم مع التطبيقات العسكرية، ووفقًا لخبرات وإمکانات الجيش الإيراني، فقد يتم النظر في فئتين حتى الآن.

إحداها هي طائرات هدف من دون طيار، والتي تستخدم على نطاق واسع لتدريب وحدات الدفاع وحتى القوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية. لكن من الواضح، بالنظر إلى عدد التدريبات السنوية في إيران في هذه المجالات والحجم الإجمالي للطلبات، لا يزال يبدو أن طائرات هدف من دون طيار لن تحتل جزءًا كبيرًا من هذه الطلبات.

هنا نأتي إلى الخيار الأخير، وهو طائرات بدون طيار انتحارية، لأنه منذ أواخر العام الماضي وحتى اليوم، قام الجيش الإيراني بخطوتين مهمتين في هذا المجال.

الخطوة الأولى والقوية للجيش الإيراني في هذا المجال، هي إزاحة الستار عن طائرتي “کيان 2″ و”آرش” بدون طيار. “كيان 2” كطائرة انتحارية بدون طيار قادرة على مهاجمة مجموعة واسعة من الأهداف البرية، لكن طائرة “آرش” بدون طيار التي يبلغ مداها 1400 كيلومتر مع القدرة المضادة للرادار، لديها القدرة على قمع عمليات الدفاع الجوي والعمليات المضادة للسفن، وهي أطول طائرة بدون طيار انتحارية في العالم.

وسيعزز الإنتاج الضخم لهاتين الفئتين من الطائرات بدون طيار، وخاصة طراز “آرش”، بشكل كبير من قدرات الجيش الإيراني الدفاعية والمضادة للسفن على مسافات طويلة.

لكن في العام الجديد، كشف جهاد الاكتفاء الذاتي لجيش جمهورية إيران الإسلامية عن سلسلته الجديدة من الطائرات الانتحارية بدون طيار، وهي مزيج من طائرة أم رائدة وعدد أكبر من الطائرات المسيرة الانتحارية الصغيرة.

تتمتع هذه الطائرات من دون طيار بالقدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي والهجمات الجماعية في عشر مجموعات. کما تتمتع أنظمة الطائرات من دون طيار هذه والتي يتراوح مداها من 40 إلى 400 كيلومتر، بالقدرة على تدمير الأهداف من خلال التوجيه عبر المحطة الأرضية، ويحتوي هذا النظام على رأس حربي يزن 5 إلى 15 كجم.

ونظرًا لصغر حجم الطائرات بدون طيار المعنية، فإن هذه الطائرات من دون طيار على الأرجح هي أيضًا أحد أهم الخيارات للإنتاج الضخم في الطلبات التي تقدَّم بها جيش جمهورية إيران الإسلامية للحصول علی ألف طائرة من دون طيار.

وإضافة عدد كبير من هذه الطائرات المسيرة للجيش الإيراني، وذلك في فترة زمنية قصيرة، ستمنح القوات المسلحة الإيرانية قدرةً هجوميةً عاليةً للغاية. کما أن القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي والهجمات الفوجية، ستجعل الدفاع ضد هذه المقاتلة الإيرانية الجديدة أصعب بكثير من أي وقت مضى.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق