نظرة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة… كيف تغيَّر توازن الرعب لصالح جبهة المقاومة
الصراع الحالي بين المقاومة الفلسطينية والصهاينة، والذي يتجه نحو حرب شاملة، هو الرابع من نوعه.
نفذ الکيان الصهيوني اعتداءات واسعة النطاق على قطاع غزة مرةً في عام 2008 ومرتين في عامي 2012 و 2014؛ وكان لكل من هذه الحروب أوجه تشابه واختلاف في أهداف واستراتيجيات الجانبين.
إستراتيجية المقاومة والمحتلين في جولة الصراع الجديدة
الأحداث والاشتباكات العسكرية التي نشهدها في بداية المواجهة الحالية بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة كانت موجودةً أيضًا في الحروب الثلاث السابقة؛ لكن الفارق الأهم بين المواجهة الحالية بين الفلسطينيين والصهاينة مع جولة الاشتباكات السابقة، هو وجود سلسلة من المتغيرات العسكرية التي لم تكن موجودةً من قبل.
إن نظرةً على عملية الصراع في المرحلة الجديدة، تظهر أن الكيان الصهيوني ومن خلال الاعتماد على نفس الإستراتيجية السابقة، أي قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وقتل النساء والأطفال، وعموماً جعل الحياة صعبةً على الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، يحاول الضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية واستخدام حصار غزة كأداة لابتزاز الفلسطينيين. وفي المعادلات العسكرية للجيش الإسرائيلي في هذه الحرب أيضًا، لا يوجد تغيير جوهري بالقياس إلی المراحل السابقة.
لكن هذا الوضع مختلف تماماً بالنسبة للمقاومة الفلسطينية؛ حيث أنه في جولة الحروب السابقة كان جيش الاحتلال هو الذي بدأ الحرب وصاغ استراتيجيته وفق أهدافه المحددة.
لكن في المرحلة الحالية، نرى أنه بالرغم من أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تسع إلى إثارة الحرب كما في الماضي، وقد شنت ضربات صاروخية للدفاع عن الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى ووقف جرائم المحتلين بحق الشعب الفلسطيني فحسب؛ لكن المبادرة هذه المرة في يد المقاومة، وعلى الفلسطينيين أن يقرروا مسار الحرب ومصيرها.
مؤشرات تغيير معادلات الصراع لصالح المقاومة الفلسطينية
يختلف وضع الفلسطينيين في هذه الحرب عن الحروب السابقة لعدة أسباب رئيسية:
– هذه هي المرة الثانية منذ حرب 2014 التي تستهدف فيها المقاومة الفلسطينية القدس المحتلة بالصواريخ، مما يبعث برسالة واضحة للمحتلين بأن قطاع غزة يقف إلی جانب القدس والمسجد الأقصى، وهذه المرة يتحد الفلسطينيون من أجل تحرير القدس.
– زادت دقة ومدى صواريخ المقاومة بشكل كبير في هذه المرحلة، ونرى أن هذه الصواريخ تصل حتى إلی أبعد المناطق في الأراضي المحتلة.
– هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها تهديدات قادة المقاومة الفلسطينية ومنهم “محمد الضيف” قائد كتائب عز الدين القسام و”زياد النخالة” الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي بهذه الجدية، بحيث أن فصائل المقاومة بدأت عملية “سيف القدس” بشکل متزامن وفور انتهاء الموعد النهائي الذي حددته للصهاينة.
– كشف الفلسطينيون خلال هذه العملية عن عدد من الأسلحة المهمة والمتقدمة، من بينها صاروخ “القاسم” المزين باسم القائد الشهيد “قاسم سليماني”. كما تصدرت التحديثات وظهور عدة صواريخ وطائرات مسيرة جديدة من قبل المقاومة عناوين الصحف في الأيام الأخيرة؛ منها كشف النقاب عن أسلحة صاروخية تسمى “عياش 250″ بمدى 250 كم، و”بدر 3” بمدی أقصر ولكنها أقوى سلاح للمقاومة من حيث التدمير. وفي مجال الطائرات المسيرة أيضًا، فقد كشفت المقاومة النقاب عن طائرة مسيرة جديدة تسمى “شهاب”.
– کذلك، في هذه المرحلة وخلافًا للحروب السابقة، تستهدف الصواريخ الفلسطينية جميع أنحاء الأراضي المحتلة، بحيث لا يتمتع العسكريون الصهاينة ولا المدنيون بأمان في أي مكان في الأراضي المحتلة. علاوةً على ذلك، المقاومة هذه المرة لا تقاتل فقط لضرب الصهاينة ردًا على جرائم الکيان أو لترويع الأوساط الإسرائيلية، بل إن هجماتها الصاروخية مخططة ويتم تنفيذها لأهداف محددة، وكما رأينا في الأسبوع الأول من الصراع، فإن البنية التحتية الاقتصادية في الکيان الإسرائيلي ومنشآته هي من بين أهداف المقاومة.
– خطوط أنابيب النفط بين إيلات وعسقلان هي أمثلة على المرافق التي تعرضت لحرائق واسعة. كان من المقرر أن يحل خط الأنابيب هذا محل قناة السويس لنقل النفط إلى أوروبا. لقد كلَّف هذا المشروع 800 مليون دولار، والمقاومة أحرقته بصواريخها لتوجيه رسالة إلى الإسرائيليين والدول التي تطبِّع علاقاتها مع الکيان، مفادها أن ضربات المقاومة ليست بلا هدف، وهي لن تسمح بأن يتعافی الاقتصاد الإسرائيلي وتُستهدف مصالح الشعب المصري.
– كما تسبَّب إغلاق مطاري بن غوريون وتل أبيب ووقف الرحلات الجوية، وهجمات كتائب القسام على مستودعات “كاتسا” النفطية جنوب عسقلان، بأضرار جسيمة لاقتصاد الکيان الإسرائيلي لن تُعوَّض بسرعة.
– تمثِّل هذه الهجمات الدقيقة تغييراً نوعياً في الصراعات، حيث تستهدف عمق الکيان الإسرائيلي. وقد أظهرت فصائل المقاومة أنها انتقلت من المرحلة الدفاعية إلى المرحلة الهجومية، وأصبحت ضرباتها أقوى وأكثر دقةً وشدةً.
– أطلقت المقاومة الإسلامية 1050 صاروخًا في الليلة الأولى من الاشتباكات الأخيرة وحدها، وهو رقم كبير يوحي بکثير. إنه إطلاق صاروخي هائل في ليلة واحدة يعادل مجمل عام 2019! في عام 2020، أطلقت المقاومة 170 صاروخاً ضد المحتلين فقط، بالنظر إلى أن الاشتباكات لم تتصاعد كثيراً.
– إن إحدى نقاط التحول الأكثر وضوحاً في هذا الصراع، هي قومية جميع الفلسطينيين. في السابق، كانت الحرب بين الکيان الإسرائيلي وفلسطين من 2008 إلى 2014 حربًا بين الصهاينة والفلسطينيين في قطاع غزة، وكان أهم هدف لفصائل المقاومة منع استمرار العدوان وكسر الحصار عن هذه المدينة.
لكن هذه المرة، نهضت فصائل المقاومة من حماس إلى حركة الجهاد الإسلامي وغيرها من الجماعات الفلسطينية، ليس فقط لحماية غزة ولكن أيضًا للدفاع عن الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس المحتلة والمسجد الأقصى حتى تحرير القدس.
حتى العرب الذين يعيشون في مناطق 1948 دافعوا عن الأشقاء الفلسطينيين، ومع بدء الصراع في غزة، نشهد الفلسطينيين ينتفضون في شوارع الأراضي المحتلة.
حتى الصهاينة أنفسهم يعترفون بهذا التحالف غير المسبوق للفلسطينيين. وفي هذا الصدد، قال الاكاديمي الصهيوني “هاكار لالهاف” إن “الوضع الصعب للفلسطينيين في مناطق 1948 يعني أنهم سيواجهون إسرائيل في المرحلة المقبلة؛ ولأن إسرائيل لم تعترف بقراهم، فإنهم لم يعودوا يخافون من الشرطة ويسعون للانتقام بالدم. كما أنهم لم يعد لديهم عمل ولا علقة بإسرائيل، بل لديهم هوية إسلامية فلسطينية؛ وهذا يعني صراعاً هائلاً بين هؤلاء الفلسطينيين وإسرائيل في المرحلة المقبلة.”
وأضاف أن هؤلاء البدو هم أضعف السكان العرب في جنوب إسرائيل، لكن الإسلام يكاد يكون الدعامة الثقافية الوحيدة التي تسمح لهم بعدم الوقوع في براثن الفقر والبطالة واليأس. العديد من الطلاب العرب في إسرائيل قاموا بتغيير اسمهم في “واتساب” إلى “ابن فلسطين”، ووضعوا الأعلام الفلسطينية بجوار أسمائهم ثم نزلوا إلى الشوارع؛ لأنهم لا يعتبرون أنفسهم مواطني إسرائيل، بل يعتقدون أن لديهم هوية عربية فلسطينية إسلامية، وليسوا إسرائيليين على الإطلاق.
– إن اليد العليا للمقاومة الفلسطينية في هذه الحرب هي قضية لا يستطيع حتى الصهاينة أنفسهم تجاهلها؛ والتقارير العديدة التي تم نشرها منذ اليوم الأول للصراع من قبل وسائل الإعلام والخبراء وحتى المسؤولين الأمنيين في الکيان الصهيوني، هي اعتراف صريح بالتغيير في ميزان الصراع وضعف إسرائيل في مواجهة الصواريخ الفلسطينية.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنه “إذا أردنا وصف مشاعر الإسرائيليين في الوضع الحالي، فيمكن تلخيص هذه المشاعر في كلمة واحدة: المفاجأة. الحرب التي تدور هذه الأيام فاجأتنا، ولسنا مستعدين بعد. ويوضح هذا الوضع أنه عندما كنا غافلين، عملت حماس والجهاد الإسلامي على توسيع قدراتهما العسكرية على مدار السنوات السبع الماضية منذ حرب غزة 2014 لضرب قلب إسرائيل: أي القدس وتل أبيب.”
كما أشارت صحيفة هاآرتس الصهيونية في مقال، إلى أن الأحداث الجارية هي في صالح حركة حماس، وكتبت: “سواء انتهى تصعيد التوترات أم لا، فقد حققت حماس ما أرادت؛ خاصةً أن هناك صورًا لهجماتها على تل أبيب والانتقام لأحداث القدس، ولافتات كبيرة في المسجد الأقصى تشيد بحماس وقادتها ودفاع حماس عن القدس وشرف الفلسطينيين. وهذا سيكون انتصاراً ضمنياً لحركة حماس على المدى الطويل، حركةٌ تهاجم اسرائيل وتشكل رادعاً لها.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الموساد السابق إفرايم هليفي “نحن على شفا كارثة. وهذه هي الظلمة التي تسبق الهاوية”. بدوره صرح “راني دانيل” المحلل العسكري الصهيوني والمتطرف والمقرب من قادة الجيش الصهيوني، “لست متأكداً من أن أطفالي لديهم مستقبل هنا، ولا أعتقد أنهم سيبقون هنا”.
كما كتب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس: “في السنوات القليلة القادمة سينتصر العرب والمسلمون، واليهود في هذه الأرض سيتحولون إلى أقلية، أو يطردون أو يقتلون. وسعيد الحظ هو من هرب إلى أمريكا وأوروبا”.من جانبها كتبت صحيفة “هآرتس” في تحليلها أن “بن غوريون” أسس إسرائيل ونتنياهو دمرها.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن خبراء عسكريين قولهم “نحن الآن في خضم حرب حقيقية، حيث المطار مشلول، والبنية التحتية الاستراتيجية الإسرائيلية متضررة، والعديد من المباني السكنية أصيبت نتيجة الحرب بين حماس وإسرائيل”.
– بينما يقول المسؤولون الفلسطينيون، بمن فيهم المتحدث باسم كتائب القسام، إن المقاومة لم تظهر بعد الكثير من قدراتها العسكرية، يعيش أكثر من 6 ملايين صهيوني في ملاجئ خوفًا من الصواريخ الفلسطينية.
سجل صواريخ المقاومة في الحرب ضد محتلي القدس
تستخدم المقاومة الفلسطينية الصواريخ منذ انطلاقها، خاصةً منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، ضد المستوطنات الصهيونية بالقرب من قطاع غزة علی وجه الخصوص.
بلغ عدد هذه الصواريخ 400 صاروخ في عام 2005، الأمر الذي فرض تكاليف باهظة على الكيان الصهيوني، وكان هذا أحد أسباب انسحاب قوات الكيان من قطاع غزة في نفس العام.
صواريخ المقاومة كسلاح استراتيجي قد تطوَّرت واستُخدمت في حروب غزة الثلاث؛ لكن حرب 2008 شهدت تغييرات كبيرة في القدرة الصاروخية للمقاومة، بما في ذلك في مدى وعدد الصواريخ، کما تم استهداف تل أبيب بهذه الصواريخ. وكان هذا بالطبع تغييراً جوهرياً في مجال ردع المقاومة ضد الكيان الصهيوني. يشار إلی أن حوالي 1500 إلى 1700 صاروخ تم إطلاقه على المناطق الصهيونية خلال أسابيع هذه الحرب الثلاثة.
خلال حرب 2014، ازداد استخدام المقاومة للصواريخ بشكل كبير، من حيث الكم والنوع. في تلك الحرب التي استمرت أكثر من 50 يومًا، تعرضت إسرائيل لـ 4500 إلى 8000 صاروخ، واستخدمت المقاومة فيها لأول مرة صاروخ (R160) بمدى 160 كم.
كذلك استُخدمت صواريخ بعيدة المدى مثل (J-80) و (براق 70) و M-75 و(سجيل 55)، وسلسلة من الصواريخ التي قامت كتائب القسام بزيادة مداها منذ إنتاجها واستخدامها عام 2001، واستهدفت بها المستوطنات الصهيونية بالقرب من قطاع غزة.
في الجولة الجديدة من الصراع في غزة، تواصل المقاومة الفلسطينية استخدام الأسلحة الصاروخية كمصدر استراتيجي، وفي الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، تم إطلاق أكثر من 1500 صاروخ على مواقع صهيونية في فلسطين المحتلة، بما في ذلك القدس المحتلة وتل أبيب وأشدود وعسقلان، وكذلك أهداف عسكرية مثل قاعدة حتسريم الجوية التي تستخدمها الطائرات الحربية الإسرائيلية لقصف غزة، وأهداف اقتصادية مثل خط أنابيب النفط إيلات-عسقلان.
کما نقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن جيش الکيان قوله إن المقاومة الفلسطينية أطلقت نحو ثلاثة آلاف صاروخ على الأراضي المحتلة منذ يوم الاثنين الأسبوع الماضي(عندما بدأت الاشتباكات).
كيف أنهت الصواريخ الفلسطينية أسطورة “القبة الحديدية”؟
النقطة الملحوظة في هجمات المقاومة الصاروخية على المواقع الصهيونية في الأراضي المحتلة، هي فشل منظومة “القبة الحديدية” في مواجهة هذه الصواريخ، وهو ما يقر به الإسرائيليون أنفسهم.
هذا النظام، الذي كان يعتبر فخر الصناعة الصهيونية، وقد روى الصهاينة العديد من الأساطير عنه، أصبح الآن مشلولاً أمام صواريخ المقاومة.
كان متوقعاً من نظام القبة الحديدية، بالنظر إلی مستوى التقنيات المتوفرة لدى الكيان الصهيوني، والتي تشمل جميع الشركات الكبرى والصغرى في الغرب، وضخ ميزانيات تبلغ مئات الملايين من الدولارات كل عام لمدة عقد، أن يصل إلی مستوى أعلى في نهاية المطاف من القدرة على الرد على الهجمات؛ لكن وسائل الإعلام الصهيونية تقر بأن هذا النظام قادر على اعتراض صاروخ واحد فقط من كل سبعة صواريخ.
کذلك، بينما كانت القبة الحديدية أكثر استعداداً من أي وقت مضى، مع الميزانيات الأمريكية والأوروبية وزيادة كبيرة في عدد صواريخ “تمير”، وقد تم تطبيق تجارب العقد الماضي في شكل تحسينات مختلفة عليها، ولکن حتى تل أبيب باعتبارها أهم مكان للکيان المحتل، تعرضت مرارًا للقصف بصواريخ المقاومة الإسلامية، وقد تم بث العديد من مقاطع الفيديو منها.
وهکذا، تم استهداف العديد من المدن والبلدات الصهيونية الهامة الأخرى. ولم تكن هذه الضربات مرتبطةً بفترة زمنية واحدة بل حدثت على فترات، وهو ما لا يمكن أن يُعزى إلى عطل دفاعي مقطعي.
وإذا أخذنا في الاعتبار التكاليف التي يتحملها الصهاينة لاعتراض صواريخ المقاومة والتصدي لها، فإننا ندرك كم يکلِّف كل صاروخ تطلقه المقاومة على الأراضي المحتلة بالنسبة للمحتلين.
بحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية، فإن كل عملية اعتراض لنظام القبة الحديدية تكلف 80 ألف دولار. وبحسب العقود المبرمة لبيع هذا النظام، فإن حوالي 65 إلى 70 ألف دولار من هذا المبلغ متعلق بصاروخ هذا النظام فقط، والباقي من هذا المبلغ مرتبط بتكاليف الصيانة ومكونات النظام الأخرى.
والحقيقة أن الصهاينة يضطرون إلى إطلاق صاروخ كلفته 80 ألف دولار لمواجهة الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تكلفتها قليلة للغاية وتصل إلی عدة آلاف من الدولارات.
بالإضافة إلى ذلك، تتكون كل قاذفة لنظام القبة الحديدية من 20 غرفة صاروخية؛ وهذا يعني أن إطلاق هذه الصواريخ العشرين سيكلف الصهاينة ما لا يقل عن 1.5 مليون دولار. بينما السعر الإجمالي لـ 20 صاروخًا يريد النظام إسقاطها، أقل من سعر صاروخ واحد للقبة الحديدية!
وفي هذا الصدد، نشرت قناة الجزيرة مؤخراً مقالا عن خصائص وأداء القبة الحديدية في الحروب المختلفة، وکتبت: تشير التقديرات إلى أن حماس والجهاد الإسلامي لديهما 15 ألف صاروخ أقوى بكثير مما يعتقده الإسرائيليون؛ صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 160 كم، ويمكن أن تصل إلى ما بعد تل أبيب. لذا، حتى لو قامت إسرائيل ببناء أربع أو خمس قباب حديدية أخرى أكثر كفاءةً في المستقبل، فلن تكون قادرةً على الرد على وابل من عشرات الآلاف من صواريخ المقاومة.”
طبعًا، لم يذكر التقرير الصواريخ الدقيقة لدی حزب الله وجماعات المقاومة الأخرى من سوريا إلى اليمن، والتي تحاصر الصهاينة.
يستمر تبادل إطلاق النار في فلسطين المحتلة، والمقاومة الفلسطينية تقف ضد محتلي القدس على غرار حزب الله في لبنان، وعلى أساس معادلة “العين بالعين”.
بالطبع، يحاول الصهاينة إيجاد طريقة لإنهاء الحرب بسبب الاضطرابات الداخلية والخوف من عواقب استمرار الحرب، وحتى نتنياهو تواصل مع مصر قبل أيام للتوسط بين إسرائيل وحماس، لكن المقاومة قد أعلنت أن سقف مطالبها لوقف إطلاق النار عالٍ.
ومع ذلك، قد لا يكون من الممكن تحديد الوقت الدقيق لنهاية هذا الصراع الكبير؛ ولكن مهما كانت النتيجة، فمن المؤکد أن هذه الحرب ستكون بداية تحول مذهل في توازن الرعب لصالح المقاومة.
المصدر/ الوقت