التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

أخر التطورات في الانتخابات السورية.. من هو رئيس سوريا القادم 

من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية السورية داخل البلاد يوم الأربعاء 25 حزيران / يونيو المقبل. ولقد بدأ المرشحون الثلاثة المؤهلون لخوض السباق الانتخابي حملتهم الانتخابية منذ 16 مايو، ومع اقتراب الصمت الانتخابي، وصلت أنشطة المرشحين وأنصارهم في مختلف أنحاء البلاد إلى ذروتها خلال الايام الماضية. وبحسب قانون الانتخابات في هذا البلد العضو في محور المقاومة، سيبدأ الصمت الانتخابي يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع ولن يُسمح للمرشحين بالقيام بحملاتهم الانتخابية من هذا الوقت. ووفقًا لمسؤولين سوريين، تم تسجيل 51 شخصًا، من بينهم سبع سيدات، لخوض الانتخابات، ولكن تم العثور على ثلاثة فقط مؤهلين للترشح؛ الرئيس الحالي “بشار الأسد” و”عبد الله عبد الله” و”محمود مرعي” (مرشح معارض يعيش داخل سوريا) هم المرشحون الثلاثة المعتمدون في هذه الانتخابات. وتُظهر التصريحات الميدانية لعدد من وسائل الاعلام، أن المرشحين الثلاثة وأنصارهم قاموا خلال الايام الماضية بلصق لوحاتهم الإعلانية على جدران الشوارع والبيوت.

وعلى صعيد متصل، وصف المحامي السوري، “محمود مرعي”، نفسه كأول مرشح معارض للرئاسة السورية، معتبرا أنه منافس حقيقي في الاستحقاق القادم لرئيس سوريا الحالي “بشار الأسد”. وقال “مرعي”، في مقابلة له، إنه “كمعارض للحكومة ما زال يعيش في سوريا ربما يملك الحلول للصراع الضاري المستمر منذ نحو عشر سنوات”. وصرح “مرعي”، المحامي البالغ 67 عاما من عمره الذي يرأس جماعة معارضة صغيرة مرخصة من الحكومة، بأنه “منافس حقيقي”، مضيفا أن نجاحه من عدمه مرهون بالشعب السوري. وقال “مرعي”، إنه “لا يمكن تأجيل الانتخابات حتى تتحرر كافة الأراضي السورية، مكررا بذلك ما تروج له الحكومة”.

والمرشح الرئاسي الثاني هو “عبد الله سلوم عبد الله” من مواليد عام 1956، وكان قد شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب سابقا، وانتخب مرتين عضوا في البرلمان السوري، بين عامي 2003 و2007، ومن 2012 حتى 2016. وهذا المرشح الرئاسي عضو في حزب الوحدويين الاشتراكيين، وهو أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث الحاكم، وشغل عدة مناصب فيه منها أمين فرع ريف دمشق للحزب، وعضو المكتب السياسي به. يذكر أن “عبد الله” كان أول المتقدمين بطلب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية، التي ستنظم يوم 26 مايو الجاري. ويتحدر من محافظة حلب، وتحديدا من مدينة أعزاز، التي يحتلها الآن الجيش التركي ومرتزقة موالون له. وحول تفاصيل برنامجه الانتخابي، قال “عبد الله” إن “بنوده لا تتضمن أي رأي شخص، وإنما هي نتاج تشاورات مع أعضاء حزب (الوحدويين الاشتراكيين)، صممت بناء على آراء الحزب العامة”، موضحاً أنه حتى شعار الحملة الانتخابية (قوتنا بوحدتنا) هو نهج تابع للحزب ومن أدبياته.

وهناك نقطة جديرة بالملاحظة في هذه الانتخابات تتمثل في أن العديد من الأشخاص والشركات والمجموعات قد أعلنوا عن المرشحين الذين سوف يقومون بدعمهم على نفقتهم الخاصة ووضعوا اساميهم وصورهم في الملصقات واللوحات الإعلانية، ولكن لوحظ عدد أقل من المرشحين أو مؤيديهم وهم ينشرون ملصقات إعلانية على الجدران والأماكن الأخرى التي تخلق وجهًا قبيحًا في المدن. ويعد نشر ملصقات المرشحين على السيارات في جميع أنحاء المدينة من الأساليب الأخرى التي يستخدمها أنصار المرشحين، وهي أكثر شيوعًا بين الشباب. ومن وسائل الدعاية الأخرى نصب الخيام من قبل مقرات حملة المرشحين التي يتم عرضها في مناطق متفرقة من العاصمة. وهذه الدعاية مصحوبة بالموسيقى المحلية وارتداء الملابس المحلية السورية، وقد أعطت أثرًا جميلًا لهذه الانتخابات.

ويعتقد الكثير من السوريين أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ستكون أعلى مما كانت عليه في 2014. وحول هذا السياق، وفي مقابلة صحفية، قال الخبير الإعلامي السوري وسيم العدوي (28 عامًا) إنه من المتوقع أن يكون للناس حضور أكثر حماسة وانتشارًا في فترة الانتخابات هذه. واعتبر أن تحسن الوضع الأمني ​​هو أحد الأسباب التي تجعل معظم الناس محظوظين بما يكفي للمشاركة في هذه الانتخابات، وقال: إن “الوضع الأمني ​​الحالي في سوريا مختلف تمامًا عما كان عليه قبل سنوات قليلة ويسود الأمن في معظم أنحاء سوريا وكان الناس يخافون من الجماعات الارهابية ولكن الأن ليس هناك تهديدات تخيفهم”. ومن جانبها، أعتبرت فاطمة (32 عاما)، وهي موظفة حكومية، أيضا الأمن في البلاد ذا قيمة كبيرة وقالت، إن “الناس يعتبرون الوضع الحالي أفضل بكثير من ما كان عليه بداية الأزمة في 2011 وفي فترة الانتخابات الرئاسية التي عقدت في عام 2014، ويبدو أنهم أكثر حظا في وقتنا الحالي للمشاركة في هذه الانتخابات”.

إن تقليص عدد الحواجز الأمنية في دمشق وما حولها وحرية تنقل الناس وازدحام الأسواق يشير إلى أن الأمن ساد في العاصمة بعد 10 سنوات من الحرب، وأختفى الخوف من وجوه الناس هذه الأيام والان لا توجد جماعات إرهابية رغم أنها أحدثت الكثير من الضرر في هذا البلد وارتكبت جرائم بشعة. في الأيام المقبلة، سيعيد السوريون مرة أخرى ترسيخ أسس الديمقراطية داخل بلدهم من خلال إجراء انتخابات رئاسية مع مرشحين من عدة أحزاب مختلفة، وسيثبتون ذلك عمليًا للبلدان التي تكون فيها الانتخابات والديمقراطية ضعيفة للغاية. سوريا الآن على وشك إجراء انتخاباتها الرئاسية الثانية منذ الأزمة التي اندلعت قبل 10 سنوات، وسيكون لهذه الانتخابات بالتأكيد مستقبل مشرق مع وجود الأمن والأمان في كل مكان من الاراضي السورية.

الجدير بالذكر أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، “جوزيف بوريل”، علق على الانتخابات الرئاسية في سوريا في عام 2021، وفق الدستور الذي أقره النظام السوري في 2012. وقال “بوريل” في مقابلة له، إن “الانتخابات ذات المغزى في سوريا، هي فقط تلك التي تُجرى على أساس دستور سوري جديد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254”. وأضاف أن الانتخابات التي تُجرى وفق القرار الأممي، من شأنها أن تكون بمثابة فصل افتتاحي جديد بالنسبة للبلد وشعبه. وحول موقفه من إجراء النظام السوري للانتخابات، طلب “بوريل” من النظام إظهار التزامه بالانفتاح السياسي الحقيقي والأصيل، من خلال التأكد، على سبيل المثال، من إتاحة الانتخابات لجميع فئات الشعب السوري، بمن في ذلك أولئك الموجودون في خارج البلاد، وأن تتسم الانتخابات بالحرية والنزاهة المطلوبة. وجدد الممثل الأوروبي تأكيده أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقوم الانتخابات المقبلة مقام الحاجة الماسة إلى الانخراط الحقيقي في العملية السياسية، مع التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق