تصاعد غارات حزب العمال الكردستاني بطائرات من دون طيار على القواعد الجوية التركية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي جزء من کلمته في مؤتمر صحفي أدان فيه الهجوم الإسرائيلي على غزة الأسبوع الماضي، أعلن عن عملية ناجحة للقوات الجوية الترکية في شمال العراق ضد جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية.
وفقًا لوزارة الدفاع التركية، تم اكتشاف مخبأ قائد رفيع المستوى في حزب العمال الكردستاني يدعى نور الدين صوفي في شمال العراق، بواسطة طائرة استطلاع من دون طيار من طراز Bayraktar TB2، فقامت مقاتلات F-16 التابعة لسلاح الجو الترکي بقصف مدخل الكهف، ما أدى إلى مقتل هذا القائد في جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية.
من هو نور الدين صوفي؟
خلف محمد، الملقب بنور الدين صوفي، والذي تم إدراجه على القائمة السوداء من قبل وزارة الداخلية التركية والانتربول، هو عضو في اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني وعضو في المجلس العسكري للمجموعة.
عند وفاته، كان نور الدين صوفي مسؤولاً عن العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستاني على الأراضي السورية، وربما دخل شمال العراق لزيارة قوات الجماعة على الأراضي العراقية وتنسيق نشاطها، ولکن تم استهدافه وقتله من قبل الجيش التركي عندما اكتشف مخبأه في هذه المنطقة.
وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإن نور الدين صوفي كان مسؤولاً عن الأمر بقتل الجنود الأتراك الأسرى في وقت سابق من هذا العام في شمال العراق.
في منتصف فبراير 2021، شن الجيش التركي عمليةً كبيرةً تدعی “مخلب العقاب 2” في شمال العراق ضد مواقع حزب العمال الكردستاني. وفي جزء من هذه العملية، كشفت المخابرات التركية عن مكان وجود 13 جنديًا تركيًا أسرهم حزب العمال الكردستاني في السنوات السابقة، وقرَّرت القوات الخاصة للجيش التركي إنقاذ هؤلاء الأسرى.
واجهت هذه العملية انتكاسةً كبيرةً، لأنه قبل وصول القوات الخاصة التركية إلى الموقع المطلوب، علم أعضاء حزب العمال الكردستاني بالعملية فقاموا بقتل جميع الأسرى الـ 13 والهروب من المنطقة.
والآن، يبدو أنه بمقتل نور الدين صوفي المسؤول عن الأمر بقتل هؤلاء الجنود، يکون الجيش التركي قد انتقم من قتل أسراه من هذه المجموعة الإرهابية.
رد حزب العمال الكردستاني على العملية العسكرية التركية
على الرغم من نفي وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكردستاني مقتل نور الدين صوفي في هجوم الجيش التركي، إلا أن رد الفعل الحاد للحزب على العملية يشير إلى أن الخبر يكاد يكون صحيحًا.
منذ ليلة 19 مايو من هذا العام، كانت هناك عدة تقارير عن هجمات من قبل حزب العمال الكردستاني علی قواعد جوية في عمق تركيا.
في الهجوم الأول، وفقًا لمصادر إعلامية تركية، تم إطلاق طائرتين انتحاريتين من دون طيار على قاعدة ديار بكر الجوية، وادعى المسؤولون الأتراك اعتراضهما وتدميرهما قبل الوصول إلى قاعدة ديار بكر الجوية، لكن مقطع فيديو نشره بعض الأشخاص الموجودين في المنطقة، يظهر أن واحدة على الأقل من الطائرتين من دون طيار تمكنت من دخول المجال الجوي للقاعدة وضرب الهدف.
وفي الهجوم الثاني المماثل، ليلة 20 مايو، وفقًا للإعلان الرسمي لوزارة الدفاع التركية، هاجم انتحاريون من حزب العمال الكردستاني قاعدة “باتمان” الجوية في هذا البلد، لكن لا يوجد دليل دقيق على النجاح والأضرار المحتملة.
کما نفذت طائرات من دون طيار من حزب العمال الكردستاني ضربتين أخريين على الأقل على مواقع عسكرية تركية في مقاطعتي هكاري وشرناق في 21 و 23 مايو.
جدير بالذكر أن تنفيذ استراتيجية الهجوم بالطائرات المسيرة على المنشآت العسكرية للجيش التركي قد بدأ منذ نهاية عام 2020، لتقليص وصول القوات البرية لحزب العمال الكردستاني الإرهابي إلى داخل تركيا.
وبحسب وسائل الإعلام التابعة للمجموعة أو الإعلان الرسمي للمسؤولين العسكريين الأتراك، نفذت هذه المجموعة 23 غارة بطائرة مسيرة على قاعدتين عسكريتين للجيش التركي منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ويتم تنفيذ هذه الهجمات بمزيج من الطائرات المسيرة الانتحارية المصنوعة يدويًا وبعيدة المدى أو المروحيات التجارية الرباعية التي تحمل قنابل صغيرة.
مستوى التكنولوجيا المستخدمة في هذه الهجمات بسيط للغاية وغير مكلف، ويتم ذلك باستخدام طائرة صغيرة سهلة الوصول فقط، وتحويل الذخائر مثل القنابل اليدوية أو المقذوفات المضادة للدبابات إلى قنابل السقوط الحر، وعادةً ما لا يكون لدى الجيش التركي أي وسيلة للتعامل مع هذه الهجمات.
المصدر/ الوقت