التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

لماذا تحاول أمريكا الوصول إلى آسيا الوسطى والحدود الغربية للصين 

هناك بعض التقارير حول قرار الولايات المتحدة بناء منشآت عسكرية بقيمة 240 مليون دولار في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بما في ذلك تركمانستان، على الرغم من أن الحكومة التركمانية لم ترد بعد رسميًا على التقرير الذي صدر بهذا الخصوص من قبل بعض وسائل الإعلام الروسية. على صعيد متصل، أفادت بعض وسائل الإعلام الأفغانية في الأيام الأخيرة، بأن الولايات المتحدة تبني قاعدة عسكرية في “شالوزان” و”ترمينال” بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية في مناطق “كرم” القبلية في باكستان. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أنه سيسحب قواته من أفغانستان عقب اتفاق أخير بين طالبان والولايات المتحدة. على نفس السياق، وبعد اتفاق طالبان وواشنطن، صرح “کنت اف مکنزی”، قائد القيادة الوسطى الأمريكية (سينتكام)، للصحفيين في نيسان بأن الولايات المتحدة ليس لديها اتفاق حاليًا مع جيران أفغانستان لإنشاء قاعدة عسكرية، لكنها تأمل الوصول لاتفاق بهذا الشأن قبل مغادرة القوات الأمريكية لأفغانستان. كان للولايات المتحدة وجود عسكري كبير في أفغانستان منذ عقدين بذريعة مكافحة الجماعات الإرهابية وتحقيق الاستقرار في البلاد. إن نظرة على الوضع في هذا البلد تظهر أن وجود الأمريكيين لم يفشل فقط في تحقيق الاستقرار والأمن لشعب أفغانستان، بدلاً من ذلك، تشير المراقبة الدقيقة للتحركات الأمريكية في البلاد إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، بدعم من وراء الكواليس للجماعات الإرهابية، سعوا إلى زيادة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في البلاد لتحقيق مصالحهم الجيوسياسية. تشير جميع التقارير الأخيرة إلى أن الأمريكيين، على الرغم من ادعائهم مغادرة أفغانستان، لا يحاولون فقط ترسيخ وجودهم في البلاد ولكن أيضًا توسيعه ليشمل آسيا الوسطى. وتنبع أهمية المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة في جزء كبير منها من الإجراءات السياسية والأولويات وعلاقات الولايات المتحدة مع محيط المنطقة، وليس آسيا الوسطى نفسها. والآن، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى وجود بصمة أصغر لقواتها في أفغانستان، وتحتاج إلى تحديد وترتيب أولويات مصالحها وعلاقاتها في المنطقة. وخاصة عندما تُظهر روسيا مزيدًا من الاستعداد والقدرة على زيادة نفوذ موسكو بين جيرانها في المنطقة. بالإضافة إلى محاولة تقليص نفوذ روسيا في آسيا الوسطى، يسعى الأمريكيون أيضًا إلى تقليل نفوذ الصين كأكبر منافس اقتصادي في المنطقة.

وفقًا للعديد من الخبراء، فإن الصينيين، باستثماراتهم الضخمة في مشروع “One Road-One Belt”، ومعظمها في دول آسيا الوسطى، يعتزمون تجاوز الأمريكيين لتحديد نظام التجارة العالمي الجديد في العالم. لهذا السبب قد يكون الوجود الأمريكي في المنطقة عقبة أمام تحقيق أهداف بكين طويلة المدى. والنتيجة أن الوجود الأمريكي يتطلب وجودًا عسكريًا في المنطقة لاحتواء الصين وتقليل النفوذ الصيني والروسي. إلى جانب الوجود العسكري، سعى الأمريكيون دائمًا إلى خلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن على حدود الصين الغربية، إضافة إلى إقامة روابط عسكرية مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة والانفصالية، لتكون عقبة رئيسية أمام نجاح المشاريع الإقليمية والعالمية الصينية. كما أن الوجود على حدود إيران وخلق حالة من عدم الاستقرار في هذه المناطق كان دائمًا على أجندة واشنطن للضغط على طهران.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق