التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

فاتورة ضخمة يدفعها الكيان الاسرائيلي نتيجة عدوانه على غزة 

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت” العبرية، عن مصدر في وزارة المالية فی الکیان الاسرائيلي، أن حجم الأضرار الناجمة عن العملية العسكرية في غزة و المعروفة باسم “حارس الأسوار” والتي استمرت 12 يوماً، قد بلغت ضعف الخسائر خلال الحرب على القطاع عام 2014 ومن الجدير بالذكر أن العدوان على غزة عام 2014 كان قد استمر 51 يوم و تسبب بأضرار بالغة على اقتصاد الكيان الاسرائيلي حيث بلغ حجم الأضرار مايعادل 0.3 % من الناتج المحلي في ذاك الوقت.

من المهم جداٌ سرد الأحداث منذ بدايتها، حيث أن إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية أول رشقة من الصواريخ تجاه المناطق الفلسطينية المحتلة لم يكن نقطة البداية في الحرب العدوانية التي شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة حيث لم تكن تلك الصواريخ سوى ذريعة لا أكثر.

الحرب بدأها نتنياهو لأسباب داخلية تتعلق بسعيه للتمسك بمنصبه تفادياً لإدانته، فهو متهم ويحاكم الآن في ثلاث قضايا منفصلة بتهم تلقي الرشوة وخيانة الأمانة واستغلال النفوذ. فجاءت الخطة بالعمل على تهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. و من ثم إغلاق باب العامود في بداية شهر رمضان وقيام المستوطنين اليمينيين المتطرفين و تحت حماية شرطة الاحتلال من الاعتداء على المسجد الأقصى والإعلان عن تنظيم فعالية ضخمة يقتحم من خلالها أكثر من 30 ألفاً من المستوطنين باحات المسجد في ليلة القدر، الأمر الذي يمثل استفزازاُ واضحا للشعب الفلسطيني و شعائره و مقدساته الدينية و هنا كان لابد من الرد من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية على هذه الاعتدائات المتكررة على الشعب الفلسطيني العزل ولكن قبل قيام هذه الفصائل بأي رد عسكري كانت الفصائل الفلسطينية و على قائمتها حركة حماس قد وجهت نداءات متكررة لحكومة الاحتلال الاسرائيلي لإيقاف الاعتداءات و منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى و احترام الشعائر الدينية. ولكن ما كان من حكومة الاحتلال إلا تجاهل هذه النداءات و كان لابد للشعب الفلسطيني الحر إلا أن ينتفض.

خسائر الكيان الاسرائلي

للمرة الأولى منذ حرب غزة في عام 2014، يتعرض الكيان الاسرائيلي لهذا الحجم من الأضرار: منازل مهدمة، وسيارات مدمرة، وإصابة منشأة نفطية و إغلاق مطارات. وكان اتحاد الصناعات الإسرائيلي قد قدّر خسائر الشركات الإسرائيلية، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بنحو 1.2 مليار شيكل (368 مليون دولار). وأكد أن غياب العاملين أدى إلى تراجع كبير في إنتاج الشركات الصناعية وفي المبيعات، وألحق أضرارا مباشرة بالإيرادات.وأشار اتحاد الصناعات إلى أن العديد من المصانع الاسرائيلية قد أصيب بصورة مباشرة بصواريخ المقاومة الفلسطينية، وأوضح أن تقديراته لا تشمل الخسائر غير المباشرة، مثل إلغاء الطلبيات.

و قدرت وزارة المالية في الكيان الاسرائيلي الخسائر الأولية للاقتصاد في المواجهة الأخيرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية بنحو 7 مليارات شيكل (2.51 مليار دولار). وقالت الوزارة حينئذ إن تقديراتها للخسائر أولية، وهي مرشحة للزيادة.

وكانت أبرز الخسائر تتمثل في :

تكلفة باهظة تكبدتها القبة الحديدية

قال بيان لجيش الكيان الإسرائيلي: “منذ بداية الحملة أطلقت الفصائل الفلسطينية 4070 صاروخا من غزة. من جانبها، أشارت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، إلى التكلفة الباهظة جدا لاعتراض كل صاروخ محلي الصنع يطلقه فلسطينيون من غزة.

وأضافت: “من المعروف أن صواريخ القبة الحديدية المعترضة تكلف أكثر بكثير من صواريخ حماس التي تسقطها”، مشيرة إلى أن هذه التكلفة تقدر بـ50 إلى 100 ألف دولار لكل اعتراض.

وفي هذا الصدد ذكرت الصحيفة ذاتها، أن “تكلفة صاروخ حماس قصير المدى تقدر ما بين 300 إلى 800 دولار لكل صاروخ !!

يقول الكاتب زيف ستاب في تقريره الذي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه من الجانب العسكري، تم إطلاق آلاف صواريخ القبة الحديدية على صواريخ المقاومة، حيث تبلغ تكلفة كل من صواريخ القبة ما بين 50 إلى 100 ألف دولار، وفقا لتقديرات مختلفة. وأضاف هناك أيضا تكاليف كبيرة لقرار الجيش استدعاء 7 آلاف جندي احتياطي، على أن تدفع رواتبهم من قبل مؤسسة التأمين الوطني، وهذه الأرقام في ارتفاع مستمر

إغلاق حقل غاز

صرحت شركة شيفرون الأمريكية عن أنها أغلقت منصة تمار الاسرائيلية للغاز الطبيعي الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط بناء على تعلميات من وزارة الطاقة الاسرائيلية.

و”تمار” هو حقل غاز طبيعي يقع في البحر الأبيض المتوسط ​​على بعد حوالي 90 كيلومترا غرب حيفا، ويضخ حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.

وجاء قرار الإغلاق بعد اندلاع حريق ضخم في خطوط أنابيب النفط بين مدينتي عسقلان وإيلات بسبب صاروخ أطلق من قطاع غزة، بحسب قناة كان الرسمية.وكان الصاروخ قد أصاب بشكل مباشر خزان منشأة النفط التابعة لوكالة حماية البيئة في جنوب عسقلان والواصل إلى إيلات.

تعليق الرجلات الجوية و تعطيل الدراسة

بحسب و كالات الأنباء العبرية فقد عملت شركات الطيران أمريكية و الفرنسية على إلغاء رحلاتها إلى الكيان الاسرائيلي بسبب الظروف الأمنية وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عن تعليق الملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي حيث تم تحويل مسار جميع الرحلات القادمة إلى قبرص و اليونان. بالأضافة إلى قيام سلطات الاحتلال بالاعلان عن تعطيل الدراسة في تل أبيب و ضواحيها.

كما فقدت البورصة الاسرائيلية في انهيار واضح مايقارب 30% من قيمتها. وكانت قد توقفت حركة التجارة و النقل و السياحة بشكل شبه تام في اسرائيل نتيجة الحرب على غزة. وأجبرت قرابة 20% من الشركات وأرباب الصناعات في مستوطنات غلاف غزة على تقليص وتيرة العمل والإنتاج أو الإغلاق، على خلفية التصعيد مع الفصائل الفلسطينية بالقطاع، وتضررت نحو 350 شركة صناعية وأوقفت أنشطتها الإنتاجية على الفور مع اندلاع الهجمات، وتم إغلاق عدد من المصانع بشكل كامل.

ووقعت أضرار كبيرة لحقت بمنازل وسيارات وممتلكات عامة في أسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة جراء القصف الصاروخي من غزة، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالاقتصاد نتيجة انقطاع العمال عن العمل كليا أو جزئيا.

وبحسب تقارير رسمية فإن الديون الاسرائيلية خلال عام 2020 كانت قد قفزت 20% لتصل إلى أعلى مستوى منذ قيام دولة الاحتلال الصهيوني حيث وصلت إلى 302 مليار دولار. بناء على ذلك فإن الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة ما هي إلا نفقات اضافية يتكبدها كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يعاني من اقتصاد مهترأ ووضع داخلي متصدع وكانت الحرب الأخيرة بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وتسببت بتفكك داخل الكيان الاسرائيلي لم يشهد له مثيل من قبل.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق