بعد نشر صور هروب الجنود السعوديين.. عائلات الجنود السعوديين تطالب باستقالة “بن سلمان”
طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية باستقالة ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان بعد انتشار صور لجنود سعوديين وهم يفرون من ساحات القتال. وحول هذا السياق، أفاد موقع وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن أسر الجنود السعوديين الذين يخدمون على الحدود الجنوبية للبلاد، طالبوا ولي العهد السعودي ووزير الدفاع بالاستقالة الفورية وإنهاء الحرب اليمنية وإنقاذ أبناءهم من الموت. وجاء الطلب بعد أن نشرت مقرات الدعاية الحربية اليمنية مقاطع فيديو لقوات يمنية تهاجم مواقع عسكرية سعودية في جيزان تظهر استهداف قوات الجيش السعودي وهم يفرون من هجمات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية. ولقد قُتل في تلك الهجمات ثمانون جنديا سعوديا وسودانيا.
وألقى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية باللوم على “محمد بن سلمان” لهزيمة جنوده وتعريض حياتهم للخطر في اليمن من خلال هاشتاغ “لا تجعل جنودنا لعبة بعد الآن” وحثوا “بن سلمان” على الاستقالة على الفور. وتقول إحدى التغريدات المنشورة المصاحبة للهاشتاغ: “الجنود السعوديون يحصلون على أقل رواتب ومزايا مقارنة بالمنشآت الأخرى في البلاد وغير مدعومين. أولئك الذين هم بعيدون عن ساحة المعركة يغرقون في الشهوات ويعيشون في قصورهم، وهذا الامر يؤدي بجنودنا المساكين إلى الموت”. وكتب “محمد العبد”: “لماذا يهرب الجنود هكذا بدون سلاح؟ هل هي كالعادة ونسمعها بسبب عدم الراحة وقلة الدعم أثناء الهجوم؟” وكتب “وليد الهذال” أيضا: “حفظ الله الشعب السعودي من المتهور محمد بن سلمان، لأنه أصبح خطير جدا على البلاد”. وكتب “عمر المالكي”: “ألا يظهر هذا المشهد أن قائد هؤلاء الجنود غير كفؤ وربما لا يبالي بما سيحدث لهم؟”.
وغرد حساب “عسيري حر”: “جنودنا يذبحون في الجنوب وهؤلاء مشغولون بإغلاق مكبرات الصوت”!. وأكمل: “تبريرهم بأنها مشاهد مفبركة للتغطية على إخفاقاتهم لم تعد تنطلي على أحد، كفاكم عبثا واستهتارا”. وعلق “محمد العتيبي”: “هو يظن أننا سنتغافل عن هذا الفشل الذي زهقت بسببه أرواح أبناء لأمهات و أباء لأطفال”. وتساءل: “ما سبب هروب الجنود هكذا بدون أسلحة؟.. هل هو نقص إمداد؟ أم تخلي عنهم أثناء الهجوم كما هو معتاد ونسمع؟”. ورأى “عبيد”: “رأيت ما كنت أمتنع منذ بدء الحرب عن رؤيته. لكن تذكرت أن لي أقرباء وزملاء ممن قتلوا بالحرب بسبب شخص طائش”. وذكر أن “ولي عهد السعودية بدأ الحرب وذهب ليحتفل في جزر المالديف.. التاريخ لا يرحم وستكون وصمة عار في جبينك يا ضعيف”. وعلق حساب “شرقية”: “الحوثيين يتصيدون جنودنا وأنتم نايمين بالعسل يخرب بيت بجاحتكم تكلموا ناصروهم أصدروا بيان قرار أي شي عزوا أهاليهم”. وتساءل “علي المالكي”: “أليس هذا المشهد دليل على أن قائد هذه الجنود فاشل، وقد يكون ليس مهتما بما يجري لهم”. وتابع: “اللهم ارحمهم واقبلهم شهداء، فهؤلاء المساكين مغلوبين على أمرهم، اللهم عليك به ورد كيده في نحره”.
وكان عضو المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي” علق على تكذيب تحالف العدوان بقيادة السعودية للعملية التي نفذت في عمق المملكة قبل أيام. وكان تحالف العدوان السعودي قال، إن “العملية التي أعلنت عنها جماعة انصار الله في جازان بالسعودية فبركة إعلامية.” وخاطب الحوثي تحالف العدوان السعودي: “إذا كانت مشاهد عملية جازان أوصلت الرعب بكم إلى عدم استيعاب حقيقتها”. وأضاف “فكيف ستصفون العمليات والمشاهد القادمة”. وأردف “الحوثي”، “ولمن يشكك حاضرون بالتبادل مع دول العدوان بالجثامين”. وأوضح أن هذا التبادل سيكون عبر الصليب الأحمر بين دولة تحالف العدوان وحكومة صنعاء. ووجه دعوة إلى القنوات المشككة في صحة المشاهد التي بثتها جماعة بشأن عملية محور جازان.
ويوم السبت الماضي، أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” السيطرة على 150 كيلو متر مربع وعشرات المواقع العسكرية في عمق السعودية. وذكرت حكومة صنعاء في إعلان رسمي أنهم سيطروا على هذه المساحة في محور جيزان مجاورة لنجران جنوب غربي السعودية. لقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من توجه ضربة أمنية شديدة للمعتدين السعوديين بجيزان؛ حيث لم تترك تلك الضربة للرياض أي خيار سوى اللجوء إلى التعتيم الإعلامي للتغطية على هزيمتها. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، وجه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ضربة أمنية قاتلة للقادة السعوديين في محافظة جيزان الحدودية وفاجأتهم ولقد تمت هذه العملية واسعة النطاق ضد المعتدين السعوديين على محور “الخوبة – وادي جبارة” من ثلاثة محاور رئيسية. واستهدفت هذه العملية مواقع وقواعد الجيش السعودي في “تباب الفخيذة والتبة البيضاء والقمبورة والعامود وطويق وقائم صياب”. وسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال تلك العملية على عشرات المراكز والمواقع التابعة للسعودية وألحقوا أيضاً الكثير من الأضرار المادية بالمعتدين.
كما تم إحراز تقدم في هذه العملية، وخضعت القواعد والمواقع المستهدفة التابعة للسعودية للسيطرة الكاملة، ولحقت أضرار كبيرة بقوات العدو. ونشر مكتب الاعلام الحربي التابع لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” معلومات في وقت لاحق وصوراً للعمليات العسكرية الواسعة النطاق في محور جيزان. وبحسب الصور، استهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” أعماق الأراضي السعودية في جيزان. وأظهرت الصور هجوما مفاجئا نفذه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على المعتدين السعوديين. وفي هذه الصور، شوهد المعتدون يفرون بسرعة إلى أعماق السعودية. ولقد قُتل بعضهم وأسر بعضهم وتظهر الصور المنتشرة تدمير المعدات العسكرية للجيش السعودي وسيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على تلك المواقع السعودية. كما تظهر الصور جثث جنود سعوديين قتلى.
وعلى هذا المنوال نفسه، حذر رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض “محمد عبدالسلام”، دول العدوان من تبعات استمرارها في عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، مشيرا إلى أن عدم مسارعتها في إيقاف جرائمها وعدوانها سيكلفها كثيرا. وقال “عبدالسلام” في تغريدة له على تويتر يوم السبت الماضي: “العدوان على اليمن جريمة والحصار جريمة، واستمرارهما جريمة أخرى مضاعفة، وعدم مسارعة تحالف الإجرام لإيقاف جرائمه سيكلفه كثيرا”. الجدير بالذكر أن قوى العدوان مستمرة في ارتكاب المجازر الوحشية بشكل يومي إضافة إلى استمرار الحصار ومنع ادخال السفن المحملة بالمشتقات النفطية وكذلك إغلاق مطار صنعاء الدولي الأمر الذي أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من المواطنين وخلق أزمة اقتصادية خانقة.
وفي الختام يمكن القول إن عمليات صنعاء الصاروخية والهجمات التي نفذتها باستخدام الطائرات من دون طيار في عمق المملكة العربية السعودية قد فرضت ضغوطًا كبيرة على القادة السعوديين، سواء من حيث إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد النفطي السعودي أو من حيث الأمن السعودي الهش وعدم قدرة الجيش السعودي على الدفاع عن نفسه في الحرب ضد اليمنيين، ولهذا فقد سعى قادة الرياض خلال الفترة الماضي لإيجاد طريقة لمنع استمرار هذه الهجمات. وعليه، فإن التخطيط للعمليات البرية على الحدود السعودية والاستيلاء على أجزاء من الأراضي السعودية، إضافة إلى زيادة إشراك البيئة الإقليمية السعودية في الحرب، سيزيد الضغط الداخلي على الرياض لإنهاء الحرب في اليمن.
المصدر/ الوقت