التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

“مقاطعة إسرائيل” تصل إلى قطر.. إلى أين وصل التقارب الإماراتيّ مع العدو؟ 

بالتزامن مع تصاعد خيانة بعض الأنظمة العربيّة والخليجيّة بحق قضية فلسطين والتي احتدت منذ بدء التطبيع مع الكيان الصهيونيّ (العدو الأول للعرب والمسلمين)، وفي ظل حملات “مقاطعة إسرائيل” التي تشهدها دول عدة، عقب العدوان الصهيونيّ الغاشم على قطاع غزة المحاصر، والذي راح ضحيته مئات الشهداء وآلاف الجرحى مع دمار كبير في البنية التحتيّة، أعلنت عدة أنديّة رياضية في قطر عدم تجديد عقودها مع شركة “بوما” الألمانيّة للأحذيّة والملابس والمعدات الرياضيّة، نصرة للقضية الفلسطينيّة، وتفاعلاً مع الحملات المكثفة لمقاطعة الهيئات والجهات الداعمة لتل أبيب، بسبب فشل الحكومات العربيّة والدوليّة في محاسبة الكيان على جرائمه المتصاعدة بحق أصحاب الأرض والتي لم ينجُ منها الأطفال ولا الشيوخ ولا النساء ولا حتى المرضى.

مقاطعة مهمة

في الوقت الذي لم يترك فيه العدو العنصريّ نوعاً من أنواع “جرائم الحرب” إلا واستخدمها ضد الفلسطينيين، بدءاً من تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم، ومروراً بالجرائم الموجهة ضد المدنيين والتعدي على ممتلكاتهم الشخصية وتهجيرهم قسريّاً، وليس انتهاءً عند القتل والحصار والإبادة الجماعيّة، كشفت أنديّة رياضية في قطر، من خلال منشورات وبيانات عدة، عن قرار إيقاف تجديد عقود الدعايّة والتعاون مع شركة “بوما” بسبب دعمها للمستوطنات الصهيونيّة غير الشرعيّة على الأراضي الفلسطينية المسلوبة، إضافة إلى أنّها الراعي الرسميّ للاتحاد الإسرائيليّ لكرة القدم (IFA) الذي يضم فرقاً من المستوطنات.

ومع تسارع المخططات الاستيطانيّة الصهيونيّة في الضفة الغربيّة المحتلة والقدس خلال العام 2020 من أجل محاولة وسم هوية مدينة القدس كعاصمة يهوديّة مزعومة لكيان الاحتلال الغاصب، وقتل أيّ مساعٍ فلسطينيّة أو عربيّة أو دوليّة لإقامة دولة فلسطينيّة في الأراضي المحتلة عام 1967، نشر تجمع “شباب قطر ضد التطبيع” الذي يضم نشطاء يقودون حملات لمناصرة القضية الفلسطينيّة، تغريدات على صفحته الموثقة، تشير إلى استجابة “نادي قطر الرياضيّ” للحملة، وبيّن النادي الذي يلعب في دوري النجوم القطريّ، أنّ العقد المبرم مع بوما انتهى مع نهاية الموسم، وليست لدى الإدارة نية لتجديده لموسم آخر.

وبسبب ارتفاع حدة الاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لصالح المستوطنين في القدس والضفة الغربيّة، والتي قارب تعداد مستوطنيها 800 ألف مستوطن، اعتبرت مقاطعة شركة الألبسة الرياضيّة الألمانيّة خطوة داعمة بقوة لفلسطين وإعلاناً مهماً عن عدم شرعيّة المستوطنات وقُبح التعاون مع الصهاينة، حيثُ أثنت الجماهير والمناصرون للقضية الفلسطينية على قرار النادي، وعبّروا عن فخرهم لكونه قرّر أن يكون جزءاً من حملة المقاطعة، وأن يكون عقبة أمام الاستيطان وداعميه.

كذلك، أوضح تجمع “شباب قطر ضد التطبيع” أنه راسل منذ إصداره بيان حملة “#قاطعوا_بوما” سبعة أندية قطريّة، يحمل لباسها الرسميّ شعار الشركة، وناشد التجمع الأندية القطريّة للالتزام بحملة المقاطعة، وخاصة أنّ فرقاً عدة عبّرت عن تضامنها مع فلسطين في العدوان الذي تعرضت له، وقام لاعبو وإداريو أحد النوادي بارتداء الكوفيّة الفلسطينيّة على أرض الملعب، وعقب العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ على قطاع غزة ومواطنيه، ومحاولات طرد سكان العاصمة الفلسطينيّة القدس من منازلهم، خاصة في حي “الشيخ جراح” الذي يحاول العدو تهجير سكانه وهدم وسلب منازلهم، بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة بحق المصلين والأماكن المقدسة.

يُذكر أنّ حركة مقاطعة الكيان الصهيونيّ (BDS)، شنّت حملة لمقاطعة منتجات شركة “بوما” بسبب دعمها أندية كرة قدم في مستوطنات صهيونيّة مقامة على الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ الشركة الألمانية تستمر في تواطؤها مع منظومة الاستعمار الاستيطانيّ و”الأبارتهايد الإسرائيليّ” أي نظام الفصل العنصريّ، وفي محاولاتها للتغطية على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ّوجرائمه ضد الإنسانيّة، ناهيك عن تورطها في دعم منظومة الاستعمار الصهيونيّ عن طريق دعمها المستمر لاتحاد كرة القدم التابع للعدو (IFA) الذي يضم في صفوفه ستة فرق تابعة لأندية مستعمرات صهيونيّة، وتتعاقد مع شركات صهيونيّة تعمل في المستعمرات، منتهكة بذلك معايير منظمة الأمم المتحدة الخاصة بدور الشركات في احترام حقوق الإنسان.

ومن الجدير بالذكر أنّ “حركة مقاطعة إسرائيل” تحقق نجاحات متتاليّة في عزل الكيان الصهيونيّ أكاديميّاً وثقافيّاً وسياسيّاً واقتصادياً، حتى بات الصهاينة بالفعل يعتبرون هذه الحركة من أكبر الأخطار الاستراتيجيّة المحدقة بهم، وإنّ تأثير الحركة يتصاعد بشكل ملموس بفضل الحملات العالميّة الممنهجة والاستراتيجيّة بشكل مباشر وغير مباشر، في مناهضة كافة أشكال العنصريّة بما في ذلك الصهيونيّة ومعاداة المجموعات الدينيّة والعرقيّة، وتحظى الحركة بدعم من قبل اتحادات ونقابات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنيّ الدوليّ إضافة إلى حركات شعبيّة تمثل الملايين من الأعضاء حول العالم، كما تؤيدها شخصيات مؤثرة في الرأيّ العام العالميّ.

خيانة متصاعدة

في تأكيد جديد على تصاعد الخيانة الإماراتيّة، وبالتزامن مع قضيّة مقاطعة الكيان، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيّ مقطع فيديو لسفير الإمارات لدى تل أبيب، محمد آل خاجة، خلال حضوره نهائيّ كأس “إسرائيل” لكرة القدم، وظهر السفير الإماراتيّ الذي ارتدى قميص منتخب العدو، وهو يجلس بجوار الرئيس الصهيونيّ، رؤوفين ريفلين، ووزير الرياضة، خيلي تروبر، وذلك بعد أيام على موجة الاستنكار التي أثارها السفير خاجة، بعد زيارته الزعيم الروحيّ لحركة “شاس” الدينيّة المتطرفة، الحاخام شالوم كوهين، في منزله وطلبه “البركة” منه.

وفي وقت سابق، احتفى سفير العدو لدى أبو ظبي بأول معرض تذكاريّ خاص بـ “الهلوكوست” أو الإبادة الجماعية التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية وقُتِل فيها ما يقارب ستة ملايين يهوديّ أوروبيّ على يد النظام النازيّ، لأدولف هتلر والمتعاونين معه، وقد أثارت تلك الخطوة انتقادات كبيرة في الوقت الذي يستمر فيه الكيان الصهيونيّ الغاشم بقتل الشعب الفلسطينيّ واستعمار أرضه دون رقيب أو عتيد منذ مطلع القرن المنصرم وحتى اليوم، في ظل استمرار بعض الشركات والمؤسسات العالميّة بمساعدته في انتهاكاته للقانون الدوليّ وانجرار بعض الدول العربيّة نحو التطبيع معه.

ويقوم النظام الإماراتيّ بكل ما بوسعه لتحقيق أحلام الكيان القاتل الذي يمثل عمق المصالح الأمريكيّة والغربيّة في المنطقة ويوصف بأنّه “مجرم حرب”، وخاصة بعد جرائم العدو الأخيرة في غزة، حيث اعترف الصهاينة ووسائل إعلام العدو بهول الظُلم والاستبداد الذي يتعرض له الفلسطينيون، فيما تُصر الإمارات على تشريع أبوابها للصهاينة ومساندتهم وحضور كل فعالياتهم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق