“إسرائيل” المفضوحة بجرائهما الوحشية..هل ستعاقب
مهما حاول الاعلام والعالم بأسره لاسيما الغرب أن يُخفي جرائم الاحتلال ويحاول التغطية عليها لن يستطيع ذلك، لشدة الاجرام الذي تقوم به اسرائيل، والذي يعبر عن كمية الاجرام الذي يخفيه هذا الكيان الغاصب، والذي كنا نحذر منه على مدى عقود طويلة ورغم أن أحداً لم يسمع ما نقول، لكن يبدو اليوم ان الأمور تتجه نحو التغيير، ولابد أن تُحاسب اسرائيل اليوم أو في الغد لكننا متيقنين من محاسبتها.
العالم اليوم لم يعد قادرا على المزيد من الصمت حيال ما يجري في فلسطين، ورأينا في مطلع هذا الأسبوع تحركات مهمة وسيكون لها آثار مهمة في المستقبل من قبل رؤساء حكومات ووزراء أوروبيون سابقون وكذلك مجلس حقوق الانسان، والجميع يدعو للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
التحرك الأوروبي جيد مع انه جاء متأخرا ولو كانت اروبا وقفت في وجه اسرائيل سابقا لما استمرت اسرائل في وحشيتها الاجرامية، ولما قامت بكل هذا القصف الوحشي تجاه قطاع غزة وقتلت مئات المدنيين الأبرياء.
رؤساء الحكومات والوزراء الأوروبيون السابقون عبروا عن رفضهم اتهام الجنائية الدولية بمعاداة السامية لتحقيقها في جرائم إسرائيل، وأكدوا رفضهم تقويض تحقيق الجنائية الدولية في الجرائم بالأراضي الفلسطينية.
وثمن رؤساء الحكومات والوزراء الأوروبيون السابقون دعم الاتحاد الأوروبي لمحكمة الجنايات الدولية، كما رحبوا بقرار إدارة بايدن التراجع عن الأمر التنفيذي ورفع العقوبات التي فرضها سلفه دونالد ترامب على المحكمة الجنائية الدولية، واعتبروا الخطوة بمثابة تعزيز لمؤسسات العدالة الدولية ومعاييرها.
حاليا يرتفع الصوت في العالم لمحاسبة اسرائيل على جرائهما وهذا امر جيد، سيكون له آثاره في المستقبل، وبالتالي لن يكون هناك استثناء لاسرائيل على جرائمها كما جرت العادة، خاصة وان فلسطين اليوم عضو في الجنائية الدولية.
لم يعد مقبولا من هذا العالم الاستمرار في ظلم الشعب الفلسطيني الذي لا يبحث سوى عن السلام واستعادة حقوقه المسلوبة، وما يميز هذه المرحلة هي التكنولوجيا التي أصبحت بمتناول يد الجميع، وأصبح الجميع قادر على التعبير عن رأيه في وسائل التواصل الاجتماعي، ورأينا جميعا تعاطف غير مسبوق من قبل نجوم الفن في العالم والرياضيين، وجميعهم طالبوا بالعدالة للشعب الفلسطيني وفضحوا جرائم الاحتلال الاسرائيلي.
الاتحاد الأوروبي نفسه اعتبر أن الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد، وهذه الأعمال غير قانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن قرار إجلاء الفلسطينيين من القدس يعتبر انتهاكا إسرائيليا للقانون الدولي، في وقت تواصل سلطات الاحتلال الاعتداء على الفلسطينيين المحتجين بالضرب والاعتقال. وقالت الأمم المتحدة إن القدس الشرقية ما تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن جميع الإجراءات الإسرائيلية التشريعية والإدارية ملغاة وباطلة وفقا للقانون الدولي.
إجلاء الفلسطينيين عن بيوتهم في القدس انتهاك للقانون وتطهير عرقي وجريمة حرب موصوفة، وسمعنا إدانات من كافة أرجاء العالم، حتى أن الولايات المتّحدة دعت إلى “وقف العنف” في القدس الشرقية المحتلّة، وقالت إن العنف لا عذر له، وإراقة الدماء التي تحصل الآن مقلقة بشكل خاص لا سيّما وأنها تحصل في الأيام الأخيرة من رمضان.
الموقف الأميركي تجاه فلسطين متقدم بعض الشيء قياسا على ما شهدناه خلال السنوات الأخيرة الماضية، لكنه ليس كافيا على الإطلاق، وهو سيكون مقبولا ومعقولا عندما تسمي الولايات المتحدة الأشياء بمسمياتها وتمتنع عن مساواة القاتل بالضحية، وما يحدث في القدس يجب أن يكون محل إدانة واضحة وصريحة أولا، ومحل محاسبة حقيقية ثانيا، عبر التأكيد على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي، قبل فوات الأوان.
وقبل أيام، أقرّ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنشاء لجنة تحقيق في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، بينما كانت ألمانيا والنمسا وبريطانيا من الدول الرافضة لهذا الإجراء.
هذا القرار مهم جدا ويشكل سابقة في تشكيل لجنة دائمة للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وهو يعني شمول كل الانتهاكات الجسيمة في كل التجمعات الفلسطينية بما في ذلك جرائم التمييز العنصري.
يجب على العالم عزل اسرائيل ومقاطعتها لتتوقف عن انتهاك حقوق الانسان، ويجب تفعيل محاسبة قادة كيان العدو أمام محكمة الجنايات الدولية.
الجميع اليوم شاهد ويشاهد ما تفعله قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، ومن المعيب على المؤسسات الدولية ان تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يحصل، وإلا سيستمر تفشي الظلم في هذا العالم وستذهب الأمور إلى نقطة اللاعودة وحينها ليس على احد توقع اي مستقبل جيد للعالم، لأن الخطر سيقع على الجميع، ومن هذا المنطلق لابد أن يتم ايقاف اسرائيل عن جرائهما بأي وسيلة كانت، وفي حال لم تتمكن المؤسسات الدولية والحقوقية من ردع كيان العدو، ستكون المقاومة حاضرة كعادتها لايقاف اجرام العدو والثأر لدماء الضحايا، لأن العنف الاسرائيلي لن يجلب لهم سوى العنف،وعليهم أن يفكروا الف مرة في المستقبل قبل ان يقصفوا غزة لأن عملية “سيف القدس” قصمت ظهرهم وأربكتهم لدرجة انهم لم يجدوا امامهم سوى قصف المدنيين لحفظ ماء وجههم.
المصدر/ الوقت