اليمين الإسرائيلي المتطرف ينظم “مسيرة استفزازية” جديدة في القدس
وكالات ـ الرأي ـ
دعت اللجنة المركزية لحركة فتح، أمس، كوادرها والجماهير الفلسطينية إلى النفير العام الخميس المقبل، بالتزامن مع دعوات متطرفين يهود لتنظيم مسيرة “استفزازية” في القدس يطلق عليها “مسيرة الأعلام”.
وقالت حركة فتح في بيان لها إن الشعب الفلسطيني “لن يقبل أن يدفع ثمن صراعات الفاشيين في إسرائيل على الحكم”. ودعت المجتمع الدولي “للتدخل السريع لوقف هستيرية نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي ولجم تحركاته في القدس، التي تهدد بانفجار المنطقة برمتها”.
من جانبه حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من محاولة اقتحام جديدة للبلدة القديمة في القدس، مشيرا إلى أن قيام أوساط اليمين الصهيوني بمسيرة استفزازية أخرى من شأنه أن يشعل المواجهات من جديد، داعيا فلسطينيي الداخل للرباط في الحرم القدسي الشريف.
وطالب الشيخ صبري المسؤولين الإسرائيليين عن المسيرة بالعدول عن الموضوع وتحاشي تصعيد جديد، مؤكدا أن فشلهم محتوم وأن الفلسطينيين يعتبرونها اعتداءً عليهم.
وفي تصريح لـ “القدس العربي” لم يستبعد الشيخ صبري أن يستغل بعض أوساط اليمين هذا الاستفزاز لتحقيق غايات سياسية ضمن التجاذبات الداخلية التي لا علاقة للفلسطينيين فيها. وشدد على أن الفلسطينيين لن يسكتوا على اقتحام جديد، وأن الهبة الشعبية لا تستشير أحدا ولن تنتظر موافقة أحد.
إلى ذلك أصيب عشرة فلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال لمعتصمين أمام مركز شرطة قرب منطقة “باب الساهرة”، حيث احتجزت الشرطة الناشطين الشقيقين محمد ومنى الكرد، وذلك للمطالبة بإطلاق سراحهما. ولاحقا، أعلن المحامي ناصر عودة أن سلطات الاحتلال أفرجت عن منى الكرد، بعيدا عن المعتصمين، فيما لا يزال مصير شقيقها مجهولا.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، إن 10 فلسطينيين أصيبوا خلال قمع قوات الاحتلال للمعتصمين، 4 منهم بالرصاص المطاطي و6 بقنابل الصوت، وإن من بين المصابين طفلتين ومسعفا.
وأفاد شهود بن من بين المصابين أيضا مراسلة قناة “الجزيرة” في القدس، نجوان السمري، حيث أُصيبت برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في ساقها، كما أصيب الصحافيان براءة أبو رموز، وأمجد أبو عرفة.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت السبت مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري، واعتدت عليها بالضرب قبل الإفراج عنها، كما اعتدت على مصور القناة نبيل مزاوي، في محاولة يائسة لإبعاد أعين الصحافيين عن المخطط الهادف إلى ترحيل سكان حي الشيخ جراح قسريا وتسليمه إلى جمعيات استيطانية.
وتنديدا باعتداءات قوات الاحتلال التي طالت الصحافيين المقدسيين شارك عشرات الصحافيين الفلسطينيين، الأحد، في مدينة رام الله في وقفة تضامن مع زملائهم من قناة الجزيرة. نُظمت الوقفة بدعوة من نقابة الصحافيين الفلسطينيين أمام مكتب “الجزيرة” في المدينة.
وقال مدير مكتب “الجزيرة” في رام الله وليد العمري، خلال الوقفة، إن الصحافية جيفارا البديري اقتيدت عنوة إلى سيارة الشرطة وجرى الاعتداء عليها بالضرب داخل السيارة.
وأضاف أن أفراد الشرطة “دفعوا المصور مزاوي وطرحوه أرضا وحطموا الكاميرا التي كانت بحوزته”.
ودعا العمري نقابة الصحافيين الفلسطينية إلى الالتفات بشكل قوي للصحافيين المقدسيين في ظل الاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها.
أما نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، فقال إن اعتداءات الاحتلال تزيد إصرار الصحافيين على التغطية، مؤكدا الوقوف إلى جانب الصحافيين والقنوات التي تتعرض لهجوم الاحتلال.
وأوضح أن الهجمة على الصحافيين هي نتاج تهديد سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الذي تعهد بحرب على الإعلام الفلسطيني” .
من جانبه قال المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 122 جريمة واعتداءً جسيماً ضد الحريات الإعلامية في فلسطين خلال مايو/أيار الماضي.
وأفاد المركز في تقريره الشهري بأن معظم الانتهاكات يندرج “ضمن الجرائم الخطيرة والاعتداءات الجسيمة”.