التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

نهاية مصمم القبة الحديدية .. رمز الأمن والصواريخ للكيان الصهيوني 

لقي “آفي هار إيفن” المدير السابق لوكالة الفضاء التابعة للكيان الصهيوني وأحد أهم العلماء ومصممي الصواريخ في الصناعات الجوفضائية للكيان الصهيوني والفائز بجائزة الكيان الأمنية، حتفه؛ وذلك خلال معركة سيف القدس والاشتباكات في مدينة عكا، حيث أصيب بجروح بالغة جراء “قنبلة حارقة” ألقيت في الفندق الذي كان يقيم فيه، هلك بعدها إلى بئس المصير.

كانت مدينة عكا واحدة من عدة مدن احتج فيها الفلسطينيون لعدة أسابيع بشدة على اجتياح الكيان الصهيوني للقدس الشرقية واخلاء حي الشيخ جراح بالقوة. وبحسب التقرير، فقد أصيب “هار إيفن” بحروق شديدة واختناق بسبب استنشاق الدخان، ودخل في غيبوبة منذ 11 مايو في مركز “رمبام” الطبي في حيفا وبقي على قيد الحياة من خلال توصيله بجهاز التنفس الصناعي. آفي هار إيفن (7 مارس 1937 – 6 يونيو 2021) حاصل على جائزة الدفاع، ومدير وكالة الفضاء من 1995 إلى 2004، عقيدًا بالجيش، وعضوًا بارزًا في الصناعات الجوية الصهيونية (IAI). في عام 1982، انضم إلى منظمة الصناعات الجوية الصهيونية وقاد فريقًا قام ببناء صاروخ شافيت الفضائي. كما قاد الميليشيات الصهيونية في نظام الدفاع “هوك” بالقرب من منشأة ديمونة النووية في صحراء النقب في الستينيات. كما شغل منصب رئيس وكالة الفضاء التابعة للكيان الصهيوني من عام 1995 إلى عام 2004.

عجيبة محور المقاومة وتذكير بملحمة النبي داود بقتل جالوت

ربما لم يعلم الفلسطينيون أن “هار إيفن” كان داخل الفندق نفسه الذي تعرض للهجوم وفي الواقع، كان مصيره هو الذي جذب الفلسطينيين المحتجين إلى ذلك الفندق؛ حيث قُتل بسلاح لا يُقارن بما صنعه بنفسه لذبح الفلسطينيين وتدمير الحياة في فلسطين المحتلة والقدس الشريف. مقتل مصمم الصواريخ الحربية والفضائية، وكذلك الشخصية الرئيسية في تصميم القبة الحديدية بإلقاء قنابل حارقة، كان من عجائب محور المقاومة وتذكير بملحمة داود النبي صلى الله عليه وسلم ضد جالوت.

سيرة شخصية

وُلد آفي هار إيفن في 7 مايو 1937 في رومانيا بأوروبا الشرقية وهاجر إلى الأراضي المحتلة عام 1950. بدأ دراسة الهندسة الميكانيكية في إسرائيل عام 1955 كطالب في الجامعة التقنية، ولكن بعد أسابيع قليلة من الدراسة توقفت عملية الدراسة وتم تجنيد الطلاب في وحدات المدفعية والمدرعات. تدرب “هار إيفن” كرجل مدفعية وأرسل إلى سلك الضباط، وعمل ضابطا في الكتيبتين 404 و402. في عام 1959، تم تجنيده من قبل الجيش لإكمال دراسته الأكاديمية بهدف العمل كضابط في وحدة مدفعية. تخرج من الجامعة التقنية الإسرائيلية عام 1963 بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية. وأثناء دراسته نقل مسؤولية مجال الصواريخ إلى القوات الجوية. في عام 1968، تم نقله إلى جيش الدفاع الإسرائيلي (الجيش الإسرائيلي) للعمل في مجال البحث والتطوير. خلال فترة عمله، قاد مجموعة فازت بجائزة الأمن الإسرائيلية. أسس وحدة ميتال، التي كانت مسؤولة عن البحث والتعاون العلمي مع أجهزة الأمن في الدول الصديقة للصهيونية. بالتوازي مع خدمته، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تل أبيب.

بعد تقاعده، واصل العمل كرئيس تنفيذي لشركة تكنولوجيا. في عام 1982، قاد فريق شويت لتطوير الأقمار الصناعية. من عام 1987 إلى عام 1990، شغل منصب رئيس قاذفات الصواريخ ومدير الفضاء في مصنع “مالام”، ثم كان مسؤولًا عن التسويق والبحث والتطوير في قلب الصناعات الجوفضائية للكيان. في عام 1995، تم تعيينه مديرًا لوكالة الفضاء الإسرائيلية، وهو المنصب الذي شغله حتى سبتمبر 2004. منذ عام 2008، كان عضوًا في معهد البحوث العليا التابع لمركز “بيغن السادات” للدراسات الاستراتيجية في جامعة “بار إيلان”. تزوج “آفي هار إيفن” من ميريام كالديرون، وأنجب منها ثلاثة أطفال، “ياعيل”، 10/8/1962، “يوآف”، 21/2/1966، “وعود”، 16/05/1973. “يوآف” هو أيضًا من نخبة علماء الصواريخ وشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية في عام 2015، ويشغل حاليًا منصب عميد كنائب لمدير قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي.

شخص غامض ومخزن للأسرار

وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأنه “رجل غامض” حصل على جائزة الأمن الإسرائيلي بعد أكثر من 50 عاما في جهاز الأمن، والكثير من خدماته وأعماله لا تزال سرية، التفاصيل لا تزال سرية ولا يمكن نشرها. أشارت الصحيفة إلى أن “آفي هار إيفن” كان شخصًا يعرف كل الأسرار؛ كان الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل للصناعات الحربية. بدأ هار إيفن حياته المهنية في الجيش الإسرائيلي في أوائل الستينيات في أنظمة الحرب الجوية للكيان. ثم عيّن رئيساً لدائرة الدراسات والتطوير في هيئة الأركان المشتركة ورئيساً لقسم المهمات الخاصة في وزارة الحرب التابعة للكيان. كان من أوائل المشاريع الصناعية العسكرية التي شارك فيها تطوير المدافع السويدية المضادة للطائرات من طراز L-70، والتي كانت في ذلك الوقت جزءًا من قدرات الكيان المضادة للطائرات. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني قوله أن آفي هار إيفن شغل مناصب يشغلها الآن جنرالات كبار في الجيش. نجح في تطوير صاروخ القمر الصناعي شافيت؛ وهو صاروخ قوي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لإطلاق قمر التجسس OFAC في الفضاء. لمدة تسع سنوات، من 1995 إلى 2004، كان المدير التنفيذي لوكالة الفضاء الصهيونية وعمل على تعزيز العلاقات الدولية الكيان الصهيوني، وخصوصاً مع وكالة ناسا. كما قاد وحدة صاروخية أرض-جو من طراز هوك أمريكية الصنع حول منشأة ديمونا النووية. من عام 1987 إلى عام 1990، شغل منصب مدير قسم الفضاء والقاذفات في منشأة مالام المهمة، وهي مجموعة فرعية مهمة وحساسة من الصناعات الجوفضائية الإسرائيلية. خلال فترة عمله في المركز، تم التوقيع على الاتفاقيات الأولية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتطوير نظام الدفاع المضاد للصواريخ Peykan وبدأت عملية تطوير هذا النظام. كما تقاعد من منظمة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) في عام 1994. خلال فترة عمله، تم اختيار هار إيفن كأول رائد فضاء في إسرائيل.

رد فعل الصهاينة

لقد فقد الكيان الصهيوني عنصرًا عسكريًا مهمًا جدًا، حتى أن وزير الحرب “بيني غانتس” قال: لقد قدم هار إيفن خدمات لهذا الكيان لا يمكن الحديث عنها حتى الآن. قال “إتسيك بن إسرائيل”، رئيس وكالة الفضاء الصهيونية، عن هار إيفن إنه كان من أوائل رواد وكالة الفضاء الصهيونية في تقديم خدمات قيمة للكيان. تم اختيار هار إيفن كأفضل باحث في مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان منذ عام 2008.

قد يتساءل المرء لماذا كان إيفن يقيم في فندق، الجواب يكمن في استراتيجية محور المقاومة، ووصفها أحد قادة هذا المحور، السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان: فليقلقوا. هذه هي المعادلة التي أوجدتها المقاومة رداً على اغتيال قادتها في فلسطين ودول عربية وإسلامية أخرى، وعندما يلفظها قادة المقاومة تتحول إلى حرب نفسية. وكان رد فعل الصهاينة عليها، هو التحذير والإجراءات الاحترازية، وقد عززوها أكثر من حدها دون قصد. وأشار المراقبون في تقارير عن قضايا إقليمية بشأن استراتيجية المقاومة رداً على اغتيال قادتهم، إلى أن رد المقاومة في هذا الصدد مدمّر، وفي وضع لا يملك فيه الكيان الصهيوني أي قوة للرد. نظام الرد على اغتيال قادة المقاومة هو نظام كامل ومثالي لا يمكن التكهن به، حدده الشهداء أنفسهم ونُفذ مرات عديدة ضد كيان الاحتلال.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق