التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

تشكيل الحشد الشعبي من قلب فتوى المرجعية… القوة الشعبية التي أنقذت العراق من الإرهاب 

الأمن الحالي للعراق بعد الغزو الوحشي للبلاد من قبل تنظيم داعش التكفيري الإرهابي عام 2014 هو نتاج تشكيل “الحشد الشعبي” بفتوى المرجعية الدينية.

فتوى المرجعية وتشكيل الحشد الشعبي لطرد الارهاب من العراق

يمكن اعتبار الحشد الشعبي القوة العسكرية والشعبية والأيديولوجية الأكثر بروزًا في العراق وحتى في المنطقة، والتي تلعب في بعض جوانبها دورا مشابهاً لدور حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمني وحركة حماس الفلسطينية. وكان لها دور مركزي في التطورات العسكرية والأمنية في البلاد، لا سيما في الحرب مع داعش. تشكلت القوة التي تضم فصائل مختلفة في عام 2014 بعد سقوط مدن مهمة مثل الموصل وتكريت بيد داعش بفتوى الجهاد الكفائي لسماحة آية الله السيد “علي السيستاني”، المرجع الشيعي الأعلى في العراق (فتوى طلب بموجبها من القادرين على حمل السلاح لمحاربة داعش تحت إدارة حكومية)، ولاقت الفتوى ترحيباً شعبياً كما لاقت دعما من الحكومة والقوى السياسية. على أي حال، فإن تشكيل الحشد الشعبي قد وفر فرصة لا مثيل لها للمجتمع العراقي والحكومة لاستغلال هذه الطاقة البشرية لتعميق وتوسيع خطاب “الأمن الشعبي” بدلاً من الاعتماد على القوات الأجنبية. وتم الاعتراف بالحشد الشعبي في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 بأغلبية الأصوات في البرلمان العراقي كهيئة منفصلة عن الجيش.

عدد مجموعات وقوات الحشد الشعبي

تشير آخر التقارير إلى أن العدد الإجمالي لقوات الحشد الشعبي يتراوح بين 140 ألفًا و160 ألفًا، بينما قُدِّر عدد هذه القوات في الحرب ضد داعش بما يتراوح بين 100 ألف و110 آلاف. وتتكون قوات الحشد الشعبي من مئات الآلاف من شباب الشيعة العراقيين الذين يعملون في أكثر من 42 جماعة، بعضها تنظيمات كبيرة كانت موجودة قبل فتوى آية الله السيستاني وبعضها منظمات صغيرة تشكلت بعد الفتوى. ومن أهم المجموعات التي تتكون منها الحشد الشعبي، نذكر مجموعات مثل عصائب أهل الحق، وسرايا السلام، سرايا الخراساني، كتائب سيد الشهداء، حركة النجباء، كتائب حزب الله، وغيرها. وكانت مناطق عمليات هذه القوات بشكل رئيسي بغداد وبابل وديالى وصلاح الدين والأنبار والگرمة، وهي من وظائف مدينة الفلوجة الاستراتيجية في الأنبار.

الجماعات غير الشيعية في الحشد الشعبي

على الرغم من أن الثقل الأكبر للحشد الشعبي العسكرية يتكون من الشيعة العراقيين، فقد انضمت إليه لاحقًا بعض العشائر العراقية السُنية من محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار، إضافة إلى الأيزيديين والمسيحيين العراقيين. يمكن إلقاء نظرة فاحصة على التيارات التي شكلت الحشد الشعبي، وعلى الرغم من أن السبب الأكثر أهمية لتعدد التيارات في قوى الحشد الشعبي هو الخلافات بين قيادات هذه الحركات، إلا أن الهدف الموحد لجميعهم هو الدفاع عن وحدة أراضي العراق وتحريرها من سيطرة داعش. تشمل مجاميع الحشد الشعبي المتشكلة من السنة والمسيحيين:

– الحشد العشائري، وهم من السنة عموماً، وهو من الوحدات المهمة في هذا الحشد الشعبي، والذي يتمتع حالياً بحضور قوي وفعال في حفظ الأمن في المحافظات السنية في الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

– لواء “بابليون” بقيادة “ريان الكلداني” وهو من أهم الكتائب في الحشد الشعبي، والذي يتألف من المسيحيين ويوجد حاليا في المناطق والمدن المسيحية في محافظة نينوى.

– كما يوجد بعض المقاتلين المسيحيين في لواء “أبا عبد الله الحسين (ع)” التابع للحشد الشعبي الذي يحفظ أمن بعض المناطق المسيحية في محافظة نينوى.

– الايزيديين، الشبك، التركمان لهم عدة كتائب ضمن الحشد الشعبي وهي الآن في “سنجار” – شنگال – (موطن الايزيديين) ومسطحات نينوى والتي تعرف في العراق بـ “سهل نينوى”، كما يتولى التركمان أمن المناطق الجنوبية من محافظة كركوك، حيث يوجد التركمان العراقيون.

كبار مسؤولي الحشد الشعبي

“فالح الفياض” رئيس الحشد الشعبي و “صادق السعداوي” هو رئيس اركان الحشد الشعبي.

“كريم النوري” عضو هيئت الحشد الشعبي والمتحدث الرسمي باسمه.

وكان أبو “مهدي المهندس” نائب رئيس الحشد الشعبي والقائد الميداني لقوات الحشد.بعد استشهاد المهندس إلى جانب اللواء قاسم سليماني، بجريمة أمريكية، انتخب “عبد العزيز المحمدي” الملقب بـ “أبو فدك المحمدوي” الأمين العام سابقاً، وعضو مجلس كتائب حزب الله، كقائد للحشد بدلا من الشهيد ابو مهدي المهندس.

“هادي العامري” رئيس “منظمة بدر”

“قيس الخزعلي” قائد “عصائب اهل الحق”

“شبل الزيدي” قائد “كتائب الامام علي”

الشيخ “ريان الكلداني” امين عام الحركة المسيحية العراقية وقائد كتيبة بابليون.

“مقتدى الصدر” زعيم “سرايا السلام”.

الأهداف الخمسة لتشكيل الحشد الشعبي

يمكن قراءة أهم سبب لتشكيل الحشد الشعبي في أحداث العراق بعد هجوم داعش، حيث تمكنت قوات داعش المتطرفة في فترة وجيزة من السيطرة على الموصل وأجزاء كبيرة من محافظتي صلاح الدين وديالى، بل وتقدمت بالقرب من العاصمة العراقية بغداد. وأُجبرت، بسبب عجز وتشرذم الجيش العراقي (كهيكل أمني عسكري مدعوم من الولايات المتحدة في حقبة ما بعد صدام) في مواجهة إرهابيي داعش، النخبة السياسية والدينية العراقية على اتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة التنظيم. لذلك، وبمساعدة بعض السياسيين العراقيين وبدعم من المراجع الدينية، حيث تم تشكيل قوة شعبية باسم الحشد الشعبي لمحاربة داعش وللدفاع عن سيادة العراق، ودخلت ساحة المواجهة مع داعش بمعنويات عالية و تماسك استثنائي. في آذار 2015 في بغداد أعلن قادة “الحشد الشعبي” الأهداف الخمسة لهذا الهيكل الجديد على النحو التالي:

– محاربة داعش وطرده من العراق.

– حماية الوطن.

– حماية الأماكن المقدسة.

– تحرر الشعب العراقي من نير الإرهاب.

– مساعدة العراقيين غير القادرين على الجهاد.

اهم انجازات قوات الشعب العراقي

يمكن وصف أهم إنجازات الحشد الشعبي بعد داعش حتى الآن في شكل عدة انتصارات استراتيجية، أهمها: تحرير منطقة “جرف النصر” (جرف الصخر في شمال بابل، والتي أعيدت تسميتها فيما بعد بجرف النصر بسبب تحريره من قبل الحشد الشعبي) ويعتبر أولى العمليات الناجحة للحشد الشعبي. تحرير آمرلي وتحرير العلم والبغدادي وتحرير تكريت (واحدة من أعقد عمليات الحشد الشعبي والتي تم تنفيذها بالتوازي مع عملية “لبيك يا رسول الله”). بشكل عام، انتشرت قوات الحشد الشعبي بسرعة في الأجزاء الجنوبية والشمالية والغربية من حزام بغداد لتوفير الأمن ولعب دور مهم في وقف تحركات داعش بتنسيق ممتاز مع قوات الأمن الحكومية.

دور الحشد الشعبي في إحباط المؤامرات الأمريكية في العراق

لقد أحبط الحشد الشعبي، إلى جانب الجيش العراقي وقوات الأمن، كل الخطط الأمريكية وبعض المخططات الإقليمية التابعة لواشنطن، وحالت دون تفكك العراق. وقد شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون والمحليون في العراق حربًا واسعة النطاق ضد الحشد الشعبي بعد أن أُحبطوا بسبب نجاحات الحشد الشعبي وإفشال مشاريعهم. لم يقتصر عداء البيت الأبيض الحشد الشعبي على السنوات الأخيرة، بل كان تقريباً منذ بداية تشكيله، حيث عارضته الولايات المتحدة، كما يتضح من موقف الكونجرس الأمريكي قبل 4 سنوات بوصفه بعض مجموعات الحشد الحشبي بالإرهابيين، بينما كانت تلك المجموعات تلعب دوراً مباشراً في تدمير داعش. في كانون الثاني / يناير 2020، أعلنت وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة أدرجت “قيس الخزعلي” و”ليث الخزعلي” ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين، بينما أدرجت عصائب أهل الحق كمنظمة إرهابية أجنبية. حتى أثناء عملية تحرير مدينة الرمادي، جعلت واشنطن تقديم المساعدة لحكومة بغداد في محاربة تنظيم داعش مشروطا بعدم مشاركة الحشد الشعبي في العملية. في غضون ذلك، تعرضت مواقع الحشد لهجمات متكررة من قبل طائرات مقاتلة أمريكية. لذلك، من الواضح جدًا أن الأمريكيين، وهم في الواقع العامل الرئيسي في ظهور وانتشار تنظيم داعش، غير راضين عن الحشد الشعبي وشعبيته وإقرار قانون لصالحه، ويعتبرون ذلك هزيمة لهم. على مدى العامين الماضيين، اشتدت موجة المعارضة للوجود العسكري الأمريكي في العراق ، وأصبح الانسحاب الأمريكي مطلبًا عامًا.

تصاعد المطالبات بانسحاب القوات الأمريكية من العراق في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية ضد الحشد الشعبي

أخيرًا، في 5 كانون الثاني (يناير) 2020، أي بعد يومين من اغتيال اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، وافق مجلس النواب العراقي على إخراج الأمريكيين من العراق، وفي 25 كانون الثاني/ يناير، خرج الشعب العراقي بمظاهرة تطالب بطرد القوات الأمريكية. الحقيقة أن الحشد الشعبي وقوات المقاومة العراقية هما العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشاريع الأمريكية على الأراضي العراقية، وبالتالي فإن مؤامرات واشنطن للقضاء على هذه القوة الشعبية أو إضعافها مطروحة دائما.

الدور المهم للواء سليماني في انتصار قوات الحشد الشعبي العراقي

اللواء الحاج قاسم سليماني، وعلى الرغم من تواضعه برفض الاعتراف بدوره المهم في إنشاء الحشد الشعبي وتخليص العراق من شر داعش، فقد تم التطرق إلى حقيقة دوره هذا مرارًا وتكرارًا من قبل شخصيات سياسية عراقية مهمة. في 29 سبتمبر 2016، قال “أكرم الكعبي” الأمين العام لحركة النجباء الإسلامية في برنامج مباشر “على خط الخبر” لشبكة سيما الإخبارية، مؤكدًا دور اللواء سليماني في تنظيم الحشد القوة ذات العمق الشعبي في العراق. كما ذكر الشهيد أبو مهدي المهندس في 3 تموز/ يوليو 2017 على هامش الاجتماع التاسع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي وفي مقابلة مع ” قناة الكوثر”: أن اللواء قاسم سليماني لعب دورًا مهمًا في تدريب وتنظيم القوات العراقية. حيث شارك هو وإخوانه في “حزب الله” بدور نشط في محاربة تنظيم داعش، وذلك بناءً على طلب وموافقة الحكومة العراقية ورئيس الوزراء السابق.

لكن تشكيل “الحشد الشعبي” في العراق ذكر العراقيين بدور المرجعية الدينية في العراق، بطريقة أدرك كل من المجتمع والشعب عمقها وأهميتها الروحية التي لا يمكن أن تعوض.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق