تركيا ونهب ثروات السوريين
تعمل تركيا على استغلال أزمات المنطقة وقضم ما يمكنها من الأراضي لتوسيع نفوذها، عدا عن تسليحها لجماعات متطرفة لتنفيذ أجندتها الخارجية، ولا تتوانى أيضاً عن نهب ثروات أي دولة تعاني من أزمات داخلية، بما في ذلك “سوريا” التي لم تبادر أنقرة سوى بالمحبة والأخوة على مدار العقود الماضية، لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ما ان بدأت الأزمة في سوريا، حتى انقلب على دمشق وبدأ بالتجييش ضدها واستغل أزمتها لنهب خيراتها.
مطلع هذا الأسبوع قال موقع “نورديك مونيتور” السويدي إن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بنهب ثروات وأصول سوريا، تحت رعاية الجيش التركي وعملائه، وفقًا لوثائق جديدة كشفت عنها وسائل الإعلام التركية، حيث تمت تلك العمليات عبر رجل أعمال مقرب من أنقرة.
وأكد الموقع في تقرير نشره، السبت، أن “رجل الأعمال التركي مراد أوزفاردار، الذي تعمل زوجته مع الاستخبارات التركية، يواجه اتهامات بتفكيك مصانع سورية في حلب، ونقل معداتها إلى تركيا”.
وأضاف: “قام أوزفادار بنهب مصانع في المنطقة الصناعية، ونقل الماكينات الخاصة بها إلى تركيا من خلال شركات تابعة له، ما أدى إلى تعزيز أرباحه على حساب الاحتلال التركي لمناطق في شمال سوريا”.
تثير التدخلات التركية المستمرة في الملف السوري مخاوف من استمرار الأزمة في هذا البلد المدمر بسبب الحرب الى ما لا نهاية له.
ولتركيا مصلحة من تواصل الحرب في سوريا حيث تمكنها الفوضى من استغلال خيرات هذا البلد من نفط ومياه لمصلحتها كما ان الخزان البشري شمال البلاد يستغل في دعم التدخلات العسكرية في دول مثل ليبيا.
وتورطت تركيا في نهب الثورة النفطية السورية عبر تهريب كميات كبيرة من النفط من خلال الحدود التركية بالاستعانة بمجموعات مسلحة مرتبطة بها.
وشكلت الحدود التركية السورية منفذا قبل سنوات لتنظيم داعش لتهريب النفط حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية سنة 2015 انقرة بمقايضة عناصر داعش بالأسلحة والذخائر مقابل الحصول على كميات كبيرة من النفط الخام.
ونشرت الوزارة حينها مشاهد عبر الاقمار الاصطناعية تظهر الطرق المتبعة في تهريب النفط السوري الى تركيا بل وصل الأمر الى اتهام نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان بالتورط شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي ثم تهريبه.
وبعد انهيار داعش قبل سنة والاجتياح التركي للشمال السوري في اكتوبر/تشرين الاول عمدت الفصائل الموالية لانقرة بمهمة تهريب النفط الى الداخل التركي مقابل الحصول على اموال.
وفي ملف استزاف المياه تسببت السدود التي تقوم تركيا ببنائها على نهر الفرات الى تراجع منسوبه وانخفاض حصة السوريين والعراقيين من المياه الى الربع في انتهاك للقرارات الدولية بهذا الخصوص.
ويعتبر سد أتاتورك في محافظة أورفا التركية من ابرز السودود التي تسببت في تعطيش مناطق واسعة في سوريا فيما تستعمل الفصائل الموالية لها ورقة المياه لتعطيش سكان عدد من المحافظات على غرار محافظة الحسكة وريفها.
وقامت القوات التركية وحلفاؤها مرارا بإغلاق محطة “علوك” ثم اعادة تشغيله في ممارسات غير انسانية بهدف اثارة غضب السكان من الإدارة الذاتية الكردية في المحافظة.
وسياسة الابتزاز التي تمارسها أنقرة ضد السكان في الحسكة او عين الراس والتي ادت الى تعطيش ملايين السوريين أثارت تنديدا دوليا باعتبارها اعمالا غير إنسانية ومنافية لمبادئ حقوق الإنسان.
كما تورطت المجموعات المرتبطة بانقرة بنهب محاصيل القمح والشعير وإتلاف كميات كبيرة منه في محاولة للانتقام من السوريين.
وتورطت تركيا وفصائلها كذلك في جرائم شنيعة ضد المدنيين والناشطين عند اجتياح شمال البلاد حيث تم قتل وتصفية عدد من السكان في انتهاكات تصل الى جرائم الحرب.
ونُقل عن السفير السوري السابق في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قوله إن حكومة أردوغان لا تزال متورطة في سرقة ونهب النفط السوري، والتحف والمصانع.
وأشارت دمشق في خطاب رسمي موجه إلى مجلس الأمن، في مايو من العام الماضي، إلى أن مصنع “زيزون” للطاقة الحرارية، الذي تبلغ قيمته 660 مليون دولار، تعرض للنهب عبر إرهابيين منتمين إلى تنظيم القاعدة، يتم تمويلهم وتسليحهم من جانب تركيا.
وتم تدمير برج التبريد الرئيس في المصنع، الواقع على أطراف مدينة حماة، عبر الجماعة الإرهابية في مايو 2020، بغرض تفكيك ألواحه المعدنية، وبيعه للمهربين والتجار الأتراك.
كما ساعدت المخابرات التركية طوال سنوات من الحرب في سوريا على إدخال القيادات الإرهابية عبر الحدود ما ادى في النهاية الى توتير الأوضاع في تلك المناطق.
ومثلت مناطق الشمال السوري خزانا بشريا لنقل المجموعات المتطرفة والمرتزقة للقتال برعاية المخابرات التركية الى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الاخوانية في ليبيا حيث عمدت انقرة لنقل الآلاف من المسلحين السوريين عبر الموانئ والمطارات.
وظهر عدد بارز من تلك القيادات السورية على غرار الأمير السابق في داعش محمد الروضاني الذي اعتقله الجيش الوطني الليبي في مايو/ايار الماضي ما يشير الى العلاقة الوثيقة بين عناصر داعش والسلطات في تركيا.
وأدت السياسات التركية في نقل المرتزقة السوريين الى تشويه سمعة الشعب السوري وإلصاق تهم الإرهاب والتطرف ببعض الشباب المغرر به.
وتواصل تركيا العمل على تعزيز نفوذها في شمال سوريا، وذلك بتبنّي استراتيجية قائمة على تمتين وجودها العسكري، بالتزامن مع دعم تدخل السلطات بالشؤون المدنية والاقتصادية والأمنية لسكان المنطقة، والعمل على “تتريكها”، تمهيداً لضمها بشكل نهائي في المستقبل.
وصلت السرقات التركية من سوريا، إلى زيت الزيتون، والذى تشتهر به دمشق، وتتصدر فيه مراكز عالمية، وهو ما كشف عنه تقرير لصحيفة “El Público” الإسبانية، حيث قال إن تركيا تصدر “زيت الزيتون” من مدينة عفرين شمال سوريا، بالتعاون مع فصائل الجيش السورى الحر، لبيعه فى دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها إسبانيا.
المصدر/ الوقت