الأمراء في النعيم و الشعب في الجحيم
مع وجود تقارير تتحدث عن انخفاض الاحتياطي السعودي من العملات الأجنبية بحوالي 270 مليار دولار خلال السنوات السبعة الماضية يطل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن بن عبد الله ال سعود بأحد المؤتمرات و هو يرتدي ساعة يد تقدر قيمتها بأربعين ألف دولار ما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي السعوديون و انهالت الانتقادات على الوزير. فيما استغربت إحدى الناشطات ارتداء الوزير للذهب و من المعروف أن ارتداء الذهب من الأمور المحرمة على الرجل في الدين الاسلامي.
فيما غرد آخر” ”يلبسون افخم شيء ويكلفون الشعب فوق طاقته من ضرائب وكهرباء وبنزين”
وسخر آخر من ساعة وزير الخارجية السعودي بقوله:”هذه ساعة أم ايباد برو “
الاقتصاد السعودي في أسطر
هبطت الأصول الاحتياطية الأجنبية للبنك المركزي السعودية بنسبة 1.8 بالمئة على أساس شهري، حتى أبريل/نيسان من العام الحالي، إلى 440.75 مليار دولار، منخفضة 8.2 مليارات دولار. و كانت الأصول الاحتياطية الأجنبية للمملكة، بلغت 448.95 مليار دولارحتى مارس/آذار من العام الماضي.
وحسب تقرير صدر عن المركزي السعودي مؤخراً، فإن تراجع الاحتياطيات الأجنبية في أبريل، هي الأدنى في أكثر من 10 سنوات، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2010 حينما بلغت 438.4 مليار دولار. وتضررت إيرادات السعودية التي تعتمد على النفط كمصدر رئيس للدخل، من جراء انخفاض الأسعار والطلب على الخام بفعل تفشي فيروس كورونا.
وفقدت السعودية 50 مليار دولار من احتياطاتها خلال شهري مارس/آذار، وأبريل/نيسان 2020، منها 40 مليار دولار تم تحويلها لصندوق الدولة السيادي (صندوق الاستثمارات العامة)، ليستغل الفرص في الأسواق العالمية مع تداعيات كورونا. ولا تفصح السعودية عن توزيع أصولها الاحتياطية الأجنبية جغرافيا أو حتى طبيعة الأصول. لكن وزارة الخزانة الأمريكية تعلن شهريا استثمارات الدول في أذون وسندات الخزانة لديها، بينها السعودية، التي بلغت استثماراتها 130.8 مليار دولار، حتى مارس الماضي (أحدث بيانات). وسجلت السعودية عجزا بـ 79.5 مليار دولار في 2020، بعد تحقيقها إيرادات بـ 205.5 مليارات دولار مقابل إنفاق بـ 285 مليار دولار. وأعلنت الحكومة السعودية موازنة 2021 بإنفاق 264 مليار دولار مقابل إيرادات بـ226 مليار دولار، متوقعة عجز قيمته 38 مليار دولار
طموح ابن سلمان السادي للاستيلاء على مقدرات الشعب السعودي
يرى خبراء ومحللون لشخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن طموحه السلطوي والسادي لن يتوقف حتى يستولي تماماً على جمیع مقدرات وأموال الشعب السعودي القابع بين مطرقة الفقر والبطالة وسندان القمع والفساد، مشيرين إلى أن حلم الثراء الفاحش وتخطي ثروة جميع أمراء آل سعود ظل يرواد ابن سلمان منذ أن كان مراهقاً.
ومنذ أن تولى محمد بن سلمان منصب ولاية العهد في المملكة إضافة إلى مناصبه الأخرى، انطلق هذا الشاب المتهور في حملةٍ لتبديد المال العام غير معلومة الحدود، وفي الوقت الذي تعاني فیه المملكة من صعوبات اقتصادية كبرى، نجده يستمر في التبذير غير آبهٍ لما سيجره هذا التصرف على المملكة من مشاكل اقتصادية، لا تؤثر على الدولة فقط، إنما ستؤثر على معيشة المواطن السعودي، بشكل عام في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها الاقتصاد السعودي.
وبعيدًا عن المشاريع الكبرى التي ورَّط بن سلمان المملكة فيها، والتي لا تزال مجهولةً في مدى نجاحها من فشلها، نسلط الضوء على تصرفاته التي يبدد فيها مال المملكة ومال المواطن، على أوجه لا تعود للمملكة بمنفعةٍ، اقتصادية أو ثقافية، بل إنها لا تعود بمنافع شخصية حتى لابن سلمان نفسه. وتكشف التسريبات التي روج لها مغردون ومعارضون للنظام السعودي إبان حملة الفساد المزعومة التي قادها محمد بن سلمان ضد رجال أعمال وأمراء من الأسرة الحاكمة، عن تحصيل ولي العهد السعودي لمليارات الريالات من المعتقلين وإيداعها في حسابه الشخصي أو تحت تصرفه المباشر، بدلاً من إيداعها خزينة المملكة بوصفها اموال الشعب المنهوبة على مدى عقود.
و من أهم الصفقات التي قام بها بن سلمان و التي لم يقم بها أمير سعودي من قبله بحسب صحيفة نيويورك تايمز قيامه بشراء لوحة فنية للفنان الشهير ليونارد دافنشي من أحد المتاحف الفرنسية بقيمة 450 مليون دولار أمريكي و التي تضم في ثناياها رموزاً مسيحية، هذا في الوقت الذي يُعرف عن ابن سلمان عدم اكتراثه بالثقافة و الأدب أو أي نوع من الاهتمام بالفنون. وجاء ذلك بالتزامن مع كشف وسائل الاعلام الأمريكية عن قيام الشاب المتهور بشراء يخت فاره خلال زيارته إلى فرنسا، مقابل 550 مليون دولار، هذا اليخت الذي يعتبر أيضًا الأغلى في العالم، أو على الأقل من بين أغلى وأفخم يخوت العالم، قد اشتراه محمد بن سلمان، من ملياردير روسي يدعى يوري شيفلر وفق ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا.
ولم ينس بن سلمان أن ذلك اليخت لا بد له من لوحة بمستوى لوحة ليوناردو دافنتشي لتزين يخته الباهظ الثمن، فقام بتعليقها داخل يخت! لم ينته الأمر عند هذا الحد. فقد قام الأمير المطلق الصلاحيات، بشراء منزل في فرنسا بمبلغ كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” وصفته بالقصر الفاره في فرنسا مقابل 300 مليون دولار، لينضم هذا القصر إلى جملة المبالغ الفلكية التي ينفقها الأمير الشاب منذ وصول والده إلى الحكم في السعودية قبل سنوات. ولکن تورط ولي العهد محمد بن سلمان في مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي وسمعته الدموية، ربما تكون من أهم الأسباب التي دفعت باريس لرفضها زيارة بن سلمان لقصره، تجنباً لأي ردود فعل داخلية غاضبة.
كل هذه المبالغ المهدورة من قبل ابن سلمان على رفاهيته الشخصية، تأتي في الوقت الذي أعلن عن فرض حالة من التقشف على البلاد بأكملها، وشن حملة اعتقالات واسعة على أثرياء المملكة بدعوى تطهير الفساد، وأجبر أمراء ورجال أعمال وأثرياء على التنازل عن أموالهم، بعد أن احتجزهم في فندق “ريتز كارلتون” بحجة أنهم حصلوا على أموالهم بطرقٍ غير مشروعة.
و كانت وكالة “بلومبرج” نشرت تقريراً عرضت فيه تفاصيل أغنى 5 عائلات في العالم والتي لم تتأثر بانتشار كورونا؛ وجاءت العائلة المالكة السعودية ضمن القائمة حيث بلغت ثروتها 95 مليار دولار، ووفقاً لوكالة “بلومبرج” فالعائلة تعزو ثروتها لمخزون البلاد من احتياطي النفط، ويستند تقدير القيمة الصافية هذا إلى المدفوعات التراكمية التي نالها أفراد العائلة المالكة على مدى الخمسين سنة الماضية من الدواوين الملكية.
ومن ناحية أخرى وبحسب التقارير والأرقام فإن ثروة بن سلمان تُقدر بما يقرب 3 مليارات دولار فقط، ومثل هذا المبلغ لا يغطي كل تلك المغامرات المالية، والصحيح أن ابن سلمان يُسخر أموال المملكة والتي هي أموال الشعب، في تمويل مغامراته المالية، من خلال صندوق الاستثمارات العامة، والذي يوصف بالمحرك الاستثماري الرئيس لابن سلمان.
المصدر/ الوقت