التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الزوايا الخفية للضربة الجوية على المقر السري للصهاينة في أربيل 

حتى الآن، تمكنت قوات محور المقاومة في العراق من شن ثمان ضربات جوية بطائرات بدون طيار ضد المحتلين في أجزاء مختلفة من العراق، والتي كان لها الكثير من النتائج الرائعة والمثيرة للاهتمام. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أنه في نهاية ليلة 25 يونيو / حزيران، وقعت غارتان منفصلتان بطائرات مسيرة في مناطق مختلفة بمحافظة أربيل في العراق. ولفت تلك التقارير إلى سقوط 5 قذائف في مناطق شمال شرق أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق (حول قريتي بيرمام وغوماسبان، حيث يقيم بالقرب منهما بعض طواقم السفارات الاجنبية، وهناك أيضا مبنى قيد الإنشاء تابع للقنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل). وأكدت تلك التقارير أن تلك الطائرات المسيرة والقذائف ألحقت أضرارا بالمنطقة وظهرت بقايا بعض هذه الطائرات الانتحارية في مواقع الهجوم.

تاريخ ضربات الطائرات بدون طيار على مواقع المحتلين في العراق

إن الهجمات التي شنتها مجموعات المقاومة المختلفة بصواريخ المدفعية والفخاخ المتفجرة على قواعد عسكرية أمريكية أو قوافل شكلت الجزء الأكبر من الهجمات الأخيرة، لكن استخدام الطائرات الانتحارية الموجهة بدون طيار قد بدأ منذ عدة أشهر وأعطى المقاومة قوة متفاوتة، لأن الدقة في استهداف وضرب الطائرات بدون طيار الانتحارية، وكذلك مداها اللامحدود الذي يغطي جميع أنحاء العراق تقريبًا، لا يمكن مقارنته بصاروخ مدفعي محدود المدى وذو دقة منخفضة. وحتى الآن، تمكنت قوات محور المقاومة في العراق من شن ثمان ضربات جوية بطائرات بدون طيار ضد المحتلين في أجزاء مختلفة من العراق، والتي كان لها الكثير من النتائج الرائعة والمثيرة للاهتمام. ومن بين هذه الغارات الثماني بطائرات بدون طيار، كانت 3 منها في محافظة أربيل، و 2 في محافظة الأنبار (قاعدة عين الأسد الجوية) و 3 في بغداد. ولأول مرة ، في 14 أبريل 2021، تم استهداف مبنى تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مطار أربيل بطائرة انتحارية بدون طيار. وفي ذلك الوقت قال مسؤولون إن الطائرة المسيرة الانتحارية انفجرت بعد وقت قصير من ظهر يوم الـ14 أبريل أمام قاعدة عسكرية أمريكية، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات.

الأضرار التي لحقت بمبنى وكالة المخابرات المركزية في أربيل

في صباح يوم الـ 8 مايو 2021، استهدفت طائرة مسيرة انتحارية حظيرة طائرات في قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار، مما تسبب في حدوث أضرار جسمية أكدها قادة عسكريون أمريكيون. وبعد ثلاثة أيام، وفي الـ 11 مايو 2021، هاجمت طائرة مسيرة انتحارية مبنى لمركز العمليات الخاصة الأمريكية في قاعدة حرير في شمال شرق أربيل، مما تسبب في أضرار كبيرة للمبنى، لكن المسؤولين الأمريكيين لم يبلغوا عن وقوع أي إصابات. وفي الـ 6 حزيران / يونيو، هاجمت طائرتان بدون طيار قاعدة عين الأسد، وقد أفادت بعض المصادر باعتراضهما، ولا تتوفر معلومات محددة عن الأضرار المحتملة. وفي ليالي الـ 10 و 13 و 22 يونيو الماضي، تم تنفيذ ثلاث ضربات بطائرات بدون طيار على معسكر “فيكتوريا” في مطار بغداد، ولم يتم الإفصاح عن أي معلومات محددة عن الخسائر التي وقعت. ونُفذت الحالة الثامنة والأخيرة لغارات الطائرات بدون طيار ليلة 25 حزيران / يونيو الماضي على مبنيين في محيط مدينة أربيل، أحدهما موقع القنصلية الأمريكية الجديدة في العراق والآخر لمبنى مجهول.

ما هو سبب غضب أمريكا وعملها الانتقامي؟

كما ذكرنا، تم حتى الآن تسجيل وتوثيق ثماني ضربات بطائرات بدون طيار على قواعد عسكرية أمريكية في أجزاء مختلفة من العراق، وفي الحالات السبع الأولى ادعى الأمريكيون عدم وقوع إصابات في صفوف قواتهم. وهنا نريد أن نفترض أن ادعاء الأمريكيين صحيح ولكن ما يتفق عليه جميع الخبراء والإعلام الغربيين هو أن الجيش الأمريكي لا يرد إلا عندما تؤدي ضربات المقاومة العراقية الصاروخية أو الطائرات بدون طيار إلى وقوع إصابات. وفي الهجمات السبع الأولى، أعلن الأمريكيون عدم وقوع إصابات ولم نشهد أي غارات جوية عراقية على القواعد العسكرية العراقية. وبشأن الهجوم الثامن الذي وقع مؤخرا في محافظة أربيل، ادعى الجيش الأمريكي مرة أخرى عدم إصابة أياً من القوات الأمريكية في الهجوم ولكن بعد يومين من الحادث، قصف سلاح الجو الأمريكي، بأوامر من الرئيس “جو بايدن”، عدة قواعد تابعة لكتاب الشهداء في سوريا.


صور شهداء مجموعة كتاب سيد الشهداء في الضربة الجوية الأمريكية

من الواضح أن غارة الطائرات بدون طيار على القنصلية الأمريكية في أربيل كانت مختلفة عن سابقتها، مما أدى إلى غضبهم وهجومهم الانتقامي؛ لكن المسؤولين الأمريكيين ربما لم يكذبوا بشأن حقيقة أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية أمريكية، حيث أفادت عدة مصادر في الأيام الأخيرة بمقتل عدد من قوات الأمن الإسرائيلية والجواسيس في ذلك الهجوم. في الواقع، تمكنت مجموعات المقاومة العراقية من تحديد أماكن تواجد الإسرائيليين وتنفيذ هجماتهم بطائرات بدون طيار، مما دفع الجيش الأمريكي للرد على الهجوم الذي لم يسفر عن وقوع إصابات (حسب زعمهم)، بشن غارات جوية على قواعد المقاومة على الأراضي السورية.

القوات الأمريكية تخشى من الرد الصاروخي الثقيل من قبل قوات المقاومة في سوريا

وبعد أقل من 24 ساعة على الضربات الجوية الأمريكية على مقر كتاب الشهداء، والتي راح ضحيتها أربعة من عناصر المجموعة، شنت مجموعات المقاومة عملية انتقامية ضد المحتلين الأمريكيين في شرق سوريا. حيث أطلقت وحدة مدفعية المقاومة المتمركزة في محيط بلدة “الميادين” الواقعة على نهر الفرات، 34 قذيفة مدفعية من عيار 122 ملم على مركز العمليات الخاصة للجيش الأمريكي في منطقة القرية الخضراء بحقل عمر النفطي شرقي محافظة دير الزور. وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها نتيجة سقوط الصواريخ على القاعدة أن الهجوم تم بدقة متناهية وأن المبنى الرئيسي للقاعدة قد أصيب بأضرار بالغة وعُزل العشرات من القوات الخاصة الأمريكية والقوات شبه العسكرية ووقع الكثير من القتلى والجرحى في ذلك الهجوم، لكن الجيش الأمريكي، الذي لم يتوقع مثل هذا الرد الشديد ، لم يعلق على الخسائر فحسب، بل انتقم أيضًا بالرد واتباع سياسة الصمت.

وحسب البيانات الرسمية التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية في أبريل الماضي، شنت الفصائل العراقية منذ أواخر عام 2019 أكثر من 300 هجوم على مصالح الولايات المتحدة في العراق، ما أسفر عن مقتل أربعة مواطنين أمريكيين و25 شخصا من مواطني دول أخرى معظمهم عراقيون. كما أفاد تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بأن الولايات المتحدة تكافح مع التهديد السريع والمتطور من الطائرات المسلحة بدون طيار والتي تسببت في ضرب بعضا من اكثر الاهداف الامريكية حساسية في هجمات تمكنت من التهرب من الدفاعات الجوية الامريكية . وذكر التقرير، أن “الطائرات المسيرة تمكنت على الاقل خلال الشهرين الماضيين من اصابة الاهداف الامريكية في هجمات ليلية بما في ذلك قواعد تستخدمها وكالة المخابرات المركزية. ووحدات العمليات الخاصة الأمريكية”. واضاف التقرير، إن “قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال كينيث ماكنزي كان قد صرح في وقت سابق بأن الطائرات من دون طيار تشكل تهديدًا خطيرًا وأن الجيش كان يسارع إلى ابتكار طرق لمكافحتها”، فيما قال ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “مايكل ب. مولروي”، إنه “مع التكنولوجيا الحديثة أصبحت الطائرات من دون طيار أكثر تطوراً وبتكلفة منخفضة نسبيًا”، مضيفا إن “الطائرات من دون طيار صفقة كبيرة ، ومن أهم التهديدات التي تواجه جنودنا هناك”. وتابع، إنه “ومنذ اواخر عام 2019 نفذت فصائل المقاومة العراقية اكثر من 300 هجوم على المصالح الامريكية ما اسفر عن مقتل اربعة امريكيين و 25 آخرين من جنسيات مختلفة، فيما لا توجد تقارير عن اعداد الجرحى لدى الطرفين”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق