“اسرائيل” تلعب بالنار.. ما إمكانية حدوث مواجهة عسكريّة كبرى
من جديد، عادت القضية الفلسطينيّة إلى الواجهة عقب أيام قليلة من الهدوء الذي رافقه اعتداءات صهيونيّة متواصلة، في ظل مفاوضات غير مباشرة بين العدو الصهيونيّ الغاصب وحركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” في القاهرة برعاية مصرية، حيث بُحث ملف صفقة تبادل الأسرى، ولكنها لم تفض إلى أيّ نتائج، فيما قصف طيران العدو المجرم موقعاً لكتائب القسام الجناح العسكريّ لحماس، رداً على إطلاق بالونات حارقة على مستوطنات غلاف القطاع تسببت بإشعال عدد من الحرائق، قد شكلت “البالونات الحارقة” التي طورها الفلسطينيون لردع الكيان الصهيونيّ عن حصاره واعتداءاته، رعباً حقيقاً للعدو بسبب بساطة تصنيعها وسهولة إطلاقها وتسببها بحرائق كبيرة في الأراضي الزراعيّة.
وفي هذا الصدد، استهدفت الغارات الصهيونيّة موقع “بدر” التابع لكتائب القسام، حيث أصيب الموقع بصاروخ من طائرة استطلاع، أعقبه صاروخان من طائرة حربيّة، ما تسبب بأضرار في المكان وفي محيطه، فيما زعم الناطق باسم جيش العدو، أن طائراته أغارت على موقع لتصنيع وتطوير الأسلحة تابع لحماس ردا على إطلاق عدد من البالونات الحارقة، مكرراً التهديدات المعتادة لقطاع غزة المحاصر بِرَد قويّ، في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة باتجاه مستوطنات الاحتلال القريبة من القطاع.
كذلك، جاءت الغارة العدوانيّة للصهاينة بعد أيام من الهدوء الحذر التي شهده القطاع، وسبق أن نفذت طائرات العدو سلسلة غارات ضد القطاع المُحاصر، بعدما صعّد نشطاء المقاومة الشعبية من إطلاق “البالونات الحارقة” على مستوطنات “غلاف غزة”، قبل أكثر من أسبوعين، ولم تفلح قوات الاحتلال بإيجاد منظومة ردع لهذا السلاح المقاوم للحصار رغم محاولاتها الحثيثة، وادعى رئيس حكومة العدو، نفتالي بينيت، أن الكيان العنصريّ لا يرغب في نشوب حرب كما أنه لا يريد القيام بعملية عسكريّة”، وزعم في الوقت ذاته أنّه لن يتردد في إطلاق حرب بقوة وصرامة، مُهدداً بتنفيذ اجتياح بريّ واسع إذا ما اقتضت الضرورة ذلك لتحقيق أهداف “معركة مقبلة”، منوّهاً بأنّ الكيان في حال احتاج إلى استخدام قوته ستكون أكثر فتكاً، وقد اعتدنا منذ مدة طويلة على سماع تلك التهديدات المتكررة من قيادات العدو.
وفي الوقت الذي تخشى فيه قوات العدو من احتمال تدهور الأوضاع الأمنيّة بالقرب من قطاع غزة في الأيام القادمة، لجأ نشطاء المقاومة لتلك الأدوات للتعبير عن رفضهم لمماطلة العدو في تنفيذ إجراءات رفع الحصار عن غزة، إذ لا يزال يقلص مساحة الصيد البحريّ، ويمنع دخول المنحة القطريّة المخصصة للعوائل الفقيرة في القطاع، ناهيك بعض القيود على حركة المواطنين والبضائع والمرضى، وقد ظهر جليّاً أنّ عودة حماس لتسخين الحدود وإطلاق البالونات هدفه الأول والأخير رفض الربط بين الملفات، والدفع باتجاه إنهاء حصار غزة.
وفي ظل الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الفلسطينيين وقوات العدو القاتل في أعقاب حملاتها الشعواء ومداهماتها في القدس والضفة الغربيّة مع إطلاقها الرصاص والغاز المسيل للدموع على المواطنين الفلسطينيين، أكّدت الفصائل الفلسطينيّة في لبنان، مؤخراً أنّ “المقاومة الشاملة” ضد الكيان الصهيونيّ، هي السبيل لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وذلكّ في لقاء عقد بين حركة “حماس” برئاسة رئيس مكتبها السياسيّ إسماعيل هنية مع الفصائل الفلسطينيّة في العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي هذا الشأن، شدّد المجتمعون على أنّ المقاومة الشاملة بكل أشكالها وفي القلب منها الكفاح المسلح، هي السبيل لاستعادة الحقوق وتحرير أرضنا ومقدساتنا، وتحقيق عودة المُهجرين الفلسطينيين، ويتطلب ذلك إبقاء حالة الاشتباك الدائم مع العدو ميدانيّاً بكل الأشكال، معتبرين أنّ انتفاضة الشعب الفلسطينيّ في معركة سيف القدس التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة على تصديها للعدوان الصهيونيّ الهمجيّ على قطاع غزة، وتأكيد وحدة الفلسطينيين حول المقاومة، يفرض العمل الجاد لإعادة الاعتبار للمشروع الوطنيّ المتمثل التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينيّة على كل التراب الوطنيّ، واعتباره قاعدة بناء التوافق الوطنيّ على برنامج نضاليّ جامع
يشار إلى أنّ موعد الحوار الفلسطينيّ كان من المقرر أن ينطلق بين الفصائل الفلسطينيّة في 12يونيو/حزيران المنصرم في القاهرة، قبل أن تُعلن مصر عن تأجيله إلى أجل غير مسمى، دون الكشف عن الأسباب الحقيقيّة لذلك، فيما تحدثت وسائل إعلام حينها، أنّ التأجيل يعود لاختلاف الرؤى بين حركتي “فتح” و”حماس”، حول ملفات الحوار.
في الختام، إنّ الضربات الصهيونيّة الأخيرة تدل على أنّ العدو ليس أهلاً لهدنة ولا مفاوضات ولا اتفاقات، بل إنّه لن يتهاون في شن عدوان متكامل على غزة في حال امتلك مقومات ذلك، لأنّ حماس تمثل الخطر الحقيقيّ الأكبر على وجوده، وكلما صعدت المقاومة أكثر لفك الحصار عن الفلسطينيين ازداد الكيان المستبد إصراراً على مخططه في اقتلاع جذور المقاومين من كل فلسطين، وعلى ما يبدو فإنّ إمكانية اندلاع مواجهة عسكريّة كبرى مع العدو القاتل تقترب يوماً بعد آخر، في ظل الرعب الإسرائيليّ من تنامي القوة الصاروخيّة للفصائل، والتي لقّنت الكيان صفعة قاسيّة على مختلف المستويات عقب العدوان الإسرائيليّ الإجراميّ الأخير.
المصدر/ الوقت