لماذا أمن مدينة سامراء المقدسة مهم للعراق
تكثفت عمليات قوات الأمن العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي العراقي في مناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين للتعرف على عناصر التنظيم داعش الإرهابي المتخفية وتطهير المناطق النائية من تواجدهم وخاصة في محور سامراء.
وأشار مصدر ميداني يشرف على التطورات في محافظة صلاح الدين، إلى تفاصيل عملية القوات العراقية هناك، واضاف: ان مجموعة من مقاتلي اللواء 41 نظمت عملية امنية في منطقة “الزور” فرع “السجلة”. وقال المصدر الميداني إن العملية تمت بعد تلقي تقارير عديدة من المخابرات عن تحركات مشبوهة في المنطقة، مضيفاً أن عمليات القوات العراقية في هذا المحور مستمرة بالبحث بدقة وتعمل على تطهير المناطق المستهدفة. وأعلن اللواء 314 من الحشد الشعبي عن عملية أمنية شمال غرب مدينة سامراء بهدف ضمان أمن منطقة “القادرية” وأضاف: “يسعى المقاتلون لتشخيص عناصر داعش المتخفية وتقييد تحركاتها لحفظ الامن في مدينة سامراء”. وأوضح المصدر الميداني أن مقاتلي الحشد الشعبي يحاولون منع تسلل الإرهابيين إلى مدينة سامراء، وقال “توفير الأمن في منطقة القادرية مهم لحفظ أمن سامراء”. وتقع مدينة سامراء وسط محافظة صلاح الدين وتربط العاصمة بالمناطق الشمالية، كما أنها نقطة ربط بين مدينة تكريت (مركز المحافظة) ومدينة “بعقوبة” مركز محافظة ديالى وهذا الموقع يضاعف اهميتها .
مع تزايد تحركات وهجمات العناصر السرية لتنظيم الدولة الإسلامية وانتقال عدد كبير منهم من الأراضي السورية إلى مناطق مختلفة من العراق، زادت القوات الأمنية ومقاتلي الحشد الشعبي من مراقبة مدينة سامراء لضمان أمنها. وتعتبر مدينة سامراء مهمة جدا، لأن هذه المدينة ومناطقها الشرقية والجنوبية الشرقية المرتبطة بديالى، هي موطن لعدد كبير من الخلايا السرية لتنظيم داعش. وتجدر الإشارة إلى أن انعدام الأمن في سامراء وضواحيها يشكل تحديا لأمن المحافظتين (صلاح الدين وديالى) في نفس الوقت، لأن محافظة ديالى من جهة هي نقطة ربط حدود إيران مع بغداد، ومحافظة صلاح الدين تربط بغداد بشمال العراق .. وأن استعراض القوة للإرهابيين في هذه المناطق هو ضربة قاسية للحكومة المركزية وللقوات الامنية. من ناحية أخرى، أدت الحاجة إلى حفظ الأمن في ديالى إلى تركيز القوات العراقية على المحافظة، والقيام بعمليات مختلفة لتشخيص العناصر المخفية لتنظيم داعش، لمنع الإرهابيين من التحضير لهجمات إرهابية، وبحسب أحدث المعلومات، ستستمر العملية في مناطق مختلفة. وفي هذا الصدد، نظمت مجموعة من مقاتلي اللواء 24 من قوات الحشد الشعبي، بعد تلقيها تقارير مفصلة من المخابرات، عملية على محور “المقدادية” شمال شرق محافظة ديالى ونجحت في قتل “اسامه علی ناصر المهداوی” الملقب بـ”أبو جهيل” أحد قادة جماعة داعش الإرهابية. هذا القائد الخطير لداعش هو مرتكب جريمة قتل “الشيخ علي الكعبي” شيخ عشيرة بني كعب وأبنائه، كما قام بتنظيم عدة تفجيرات في المقدادية ولعب دوراً رئيسياً في دخول عناصر إرهابية انتحارية إلى المدينة. وبحسب المعلومات، فإن مدينة “المقدادية” الاستراتيجية هي نقطة وصل بين معبر كرمانشاه الحدودي إلى مركز محافظتي ديالى وبغداد، وترتبط ببحيرة حمرين من المحور الشمالي وبعقوبة بلد وخانقين وغيرها من المحور الجنوبي والجنوب الغربي والشمال الشرقي، وقد ضاعف هذا من أهميتها.
المصدر/ الوقت