التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

معركة البيضاء اليمنية تقودها أمريكا وينفذها “القاعدة وداعش” 

على غرار الانتصارات الوهمية السابقة، تسارع أبواق ووسائل إعلام محسوبة على تحالف العدوان بشقيه الموالي للإمارات والموالي للسعودية الى خلق انتصارات لقواها في البيضاء، ولا وجود لها على الواقع الميداني، وإن كانت تلك الانتصارات الإعلامية أصبحت واقعا فهي محصورة على نطاق جغرافي ضيق لا يتعدى المترات ولا يتعدى موقعا أو اثنين سرعان ما استرده ابطال الجيش واللجان الشعبية. إن هيلمان الاعلام لدى قوى تحالف العدوان وأدواته، أصبح وسيلة للنجاة من الغرق أمام العالم وتشبه كثيرا القشة التي هوت بصاحبها الغريق، فما يحدث في جبهات محافظة البيضاء وتحديدا في “الزاهر والصومعة”، وما يرافقها من خسائر تتكبدها قوى التحالف، ليست حديثة وليست صنيعة اليوم، فقد سبق أن تلقت تلك القوى دروسا قاسية اسفرت عن تحرير مساحات شاسعة في محافظة البيضاء كانت تحت وطأة العناصر الإرهابية من داعش والقاعدة، إلا أن هذه المرة كشفت قوى تحالف العدوان وحكومة الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ارتباطهما الوثيق بعناصر القاعدة وداعش، واشتراكهما في معارك واحده، وما كانت تخفيه حكومة “هادي” القابعة في فنادق الرياض بالأمس بشأن تواطؤها مع التنظيمات الإرهابية، ها هي اليوم تجاهر به وعلى وسائل إعلامها بكل تبجح.

فبعد نجاح الجيش واللجان الشعبية في تطهير مساحات شاسعة في محافظة البيضاء من العناصر الإرهابية، في يوليو من العام 2020م، وخصوصا المعاقل الرئيسية لتلك العناصر منها “يكلا وولد ربيع وقيفة”، وهي ما عجزت عنه أمريكا التي تدعي مكافحة الإرهاب في العالم ان تقوم به، لم نسمع ولم نر أي تفاعل إيجابي مع تلك الانتصارات التي اعتبرها خبراء عسكريون أعظم الانتصارات على الإرهاب منذ العام 2001م. يغض المجتمع الدولي الطرف عن أي نجاح عسكري يحققه الجيش واللجان الشعبية، حتى وإن كان ذلك النجاح على الجماعات والعناصر التكفيرية الإرهابية، لان تلك الجماعات تمويلها وتسليحها وتذخيرها من قوى الاستكبار وعلى رأسها أمريكا التي تتحكم بقرارات المجتمع الدولي نفسه، لذلك لا غرابة أن يتم تجاهل تلك الانتصارات، ولا غرابة أيضا ان تكون أمريكا ورجلها في اليمن “علي محسن الأحمر” يصفون هجمات الجماعات الإرهابية في البيضاء بالانتصارات العظيمة، ولعل ذلك يأتي كنتائج اللقاء الذي جمع “الأحمر” بقائد قوات البحرية الأمريكية الوسطى قائد الأسطول الخامس الفريق بحري “براد كوبر” قبل أيام من انطلاق ما اسماها وزير الاعلام في الحكومة المستقيلة “معمر الارياني” عملية “النجم الثاقب”.

يواصل إعلام التحالف وأدواته، بالترويج لتلك الانتصارات، والخداع والوهم الذي يسوقونه لاتباعهم وللعالم أجمع، فيما قد يكون الهدف من كل تلك المعمعة ليست محافظة البيضاء، ولكن ما خلف محافظة البيضاء جنوبا، والأيام ستثبت ذلك، لأن محافظة البيضاء عصية على الجماعات التكفيرية وعلى أذيال السعودية والأمارات وأمريكا. وحول هذا السياق، أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن “علي حمود الموشكي” أن معركة الدفاع عن السيادة الوطنية التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد تحالف العدوان ومرتزقته قد انتصرت لمظلومية الشعب اليمني وكسرت غطرسة وعنجهية أمريكا وإسرائيل وأذنابهم ومرتزقتهم في المنطقة. أوضح اللواء “الموشكي” في كلمته يوم أمس خلال حفل تخرج دفعة من الضباط، تخصص قادة كتائب وسرايا وفصائل من دورات المستويات القيادية، بحضور قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء “جميل زرعة” ومساعد رئيس هيئة الأركان اللواء “علي العريمي”، أن المرتزقة الذين باعوا وطنهم وشعبهم مقابل حفنة من المال المدنس سيذهبون إلى مزبلة التاريخ. وأشار إلى أن ثبات وصمود الجيش واللجان الشعبية وأحرار الشعب كشف عن الوجه القبيح لمن يدعون الانسانية والديمقراطية ومن يزعمون الانتماء للعروبة والاسلام الذين تقودهم وتحركهم الادارة الصهيونية والأمريكية لتنفيذ اجندتهم في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته.

وقال: “لقد صب العدوان حقده الدفين على بلادنا وشن عدوانا عبثيا وظالما على اليمن أرضا وإنسانا وسخر كل الإمكانيات وأرادوها حرب تنكيل بوطننا وشعبنا”. وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقود معركة البيضاء التي ينفذها المرتزقة من القاعدة وداعش والنصرة ممن تم جلبهم من كل بقاع الأرض. ولفت نائب رئيس الاركان إلى أن الشعب والجيش واللجان كانوا أكثر اقتدارا في التصدي والمواجهة للعدوان الذي لم يفرق بين مقاتل وطفل وشيخ وعجوز وبين موقع عسكري وبنى تحتية مدنية وخدمية، مشيداً بثبات وعطاء أبناء الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية الذين لقنوا دول العدوان ومن ورائها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الدروس القاسية في مختلف الجبهات. كما أكد اللواء “الموشكي” أن المعتدين لن يخرجوا من اليمن إلا مهزومين ومنكسرين وستكون هزيمتهم أمر وأنكى ووجعهم أشد مما حصل لأسلافهم من الغزاة والمحتلين. وشدد على أهمية اضطلاع الخريجين بدورهم ضمن التشكيلة القتالية الأساسية تطبيق كل ما تلقوه خلال الدورة في الميدان، مبينا ان الخريجين سيكون لهم دور فاعل وإيجابي في مسرح العمليات وسيضيفون خبرات جديدة تسهم في تحقيق مزيد من النجاحات التي حققتها معركة النفس الطويل أمام العدوان المتغطرس.

وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة البيضاء للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولفت اولئك الخبراء إلى أن للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول الأقليمية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، والمرحلة الثانية، النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة النجاح في تمدد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن. ولقد استند اولئك الخبراء إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات “هيلاري كلينتون” بالدعم الأمريكي لإنشاء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.

ووفق تقرير لموقع “روسيا اليوم”، فإن الولايات المتحدة بسياساتها النفعية الخطرة، عبر استغلاها للنزعات الدينية، رعت تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، فتوسعت البيئة الحاضنة للإرهاب، وصار خطر هذه الظاهرة يهدد أمن العالم برمته. ويؤكد الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، “فيليب جيرالدي”، في هذا الاطار أن امريكا ساهمت في ظهور تنظيم القاعدة في اليمن كما تساهم الان في دعم الأكراد في سوريا في اشارة الى التنظيمات الارهابية التي تدعمها الولايات المتحدة هناك ومنها تنظيم “بي كا كا”. ولفت إلى أن اليمن شاهدة على الرعاية الامريكية لتنظيم القاعدة كذلك. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فإن تحالف العدوان السعودي الاماراتي في اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة وداعش الارهابيين خلال الفترة الماضية وقام بتمويله، بناء على دعم ورعاية أمريكية .

نهاية القاعدة وداعش ستكون في اليمن

تمكن أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، خلال الايام القليلة الماضية، من استعادة مركز مديرية “الزاهر” بمحافظة البيضاء. وقال مصدر عسكري إن “الجيش واللجان الشعبية تمكنوا بفضل الله من استعادة مركز مديرية الزاهر بالتعاون مع أبناء محافظة البيضاء”. وكان الإعلام الحربي وزع أمس مشاهد لتصدي مجاهدي الجيش واللجان الشعبية بالتعاون مع أبناء محافظة البيضاء، لزحف واسع شنته العناصر التكفيرية الممثلة بالقاعدة وداعش في جبهتي “الصومعة والزاهر” بدعم سعودي وأمريكي. وتظهر المشاهد تمكن مجاهدي الجيش واللجان وأبناء المحافظة من إلحاق خسائر فادحة بالعناصر التكفيرية التي حاولت السيطرة على مناطق من مديريتي “الزاهر والصومعة” بمحافظة البيضاء. كما تظهر قيام قوات الجيش واللجان الشعبية بشن عملية عسكرية معاكسة بمشاركة مختلف الوحدات العسكرية وبالتعاون مع أبناء المحافظة وقبائلها الشرفاء، تمكنوا فيها بعون من الله من دحر عناصر الاستخبارات الأمريكية واستعادة وتأمين عدد من المواقع، وسط تقدم مستمر وانهيارات متسارعة في صفوف التكفيريين. وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة أكثر من 100 من العناصر التكفيرية، كما تمكن الجيش واللجان بالتعاون مع أبناء وقبائل المحافظة من تدمير عدد من آليات العناصر التكفيرية.

وعلى صعيد متصل، أكد نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ “حسين العزي”، تلقي تنظيم القاعدة وحلفاؤه ضربات موجعة في البيضاء ومأرب. وقال “حسين العزي” على حسابه في “تويتر”: “القاعدة وحلفاؤها يتلقون في البيضاء ومأرب ضربات قاسية وموجعة”. وأضاف بالقول: إن “الدعم المكشوف والإسناد العلني للإرهابيين قد أغلق كل الخيارات وحفز شعبنا العظيم على مواصلة الكفاح المسلح حتى سحق آخر وكر من أوكار هذه التنظيمات الظلامية بدءاً بمأرب الحبيبة وانتهاءاً بكل تراب الوطن الغالي”. وأشار “العزي”، إلى أن نهاية “القاعدة وداعش” ستكون على ايدي الجيش واللجان الشعبية. تجدر الإشارة إلى أن تنظيمي “القاعدة وداعش” فجرا الوضع العسكري في البيضاء بعد يوم واحد من لقاء جمع نائب القوات المركزية الامريكية “براد كوبر” ونائب الرئيس المستقيل “هادي” القابع في فنادق الرياض “علي محسن الأحمر”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق