التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

صاروخ “الماس”… جيل جديد من صواريخ “الكورنت الإيرانية” في خدمة الحرس الثوري الإيراني 

مع تطور عقيدة الحرب غير المتكافئة، شكلت الصواريخ المضادة للدروع جزءاً مهماً من القدرة القتالية البرية لإيران.

بالطبع، التجارب الصعبة لمرحلة الحرب المفروضة جعلت القطاع المضاد للدروع أحد مجالات الاهتمام الخاصة في فترة إعادة الإعمار بعد الحرب حتى اليوم، وصنعت مجموعة واسعة من المنتجات في هذا القطاع في صناعة الدفاع الإيرانية وتم تسليمها إلى القوات المسلحة.

إن عائلة الأسلحة المضادة للدروع في إيران متنوعة للغاية وتتجاوز عدد أصابع اليدين، لكن أثناء تسليم الأسلحة الجديدة إلى القوة البرية للحرس الثوري الإيراني، والذي حدث الأسبوع الماضي، تم عرض سلاحين خاصين مضادين للدروع، ومع دخولهما في منظمة القوات البرية القتالية التابعة للحرس الثوري الإيراني، ستزداد القدرة المضادة للدروع لهذه القوة بشكل كبير.

قد يكون صاروخ “الماس” المضاد للدروع أهم إنجاز تم الكشف عنه في القطاع المضاد للدروع في صناعة الدفاع الإيرانية. صاروخٌ دخلت به جمهورية إيران الإسلامية نادي الدول التي تمتلك الصواريخ المضادة للدروع مع القدرة على الهجوم من أعلى، وكذلك القدرة المعروفة باسم “أطلق وإنس”.

تم الكشف عن هذا الصاروخ لأول مرة في نموذج الإطلاق الجوي العام الماضي من قبل صناعة الدفاع الإيرانية، ووجد عميله الأول في وحدات الطائرات المسيرة التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية، وأُعلن في ذلك الوقت أن مدى الصاروخ يبلغ نحو 8 كيلومترات عند إطلاقه من الطائرة المسيرة.

يشبه صاروخ الماس الأرضي من حيث الراجمة طراز LR من عائلة سبايك، لكن هناك قضية وفرق مهم بينهما. في النموذج الإسرائيلي، يتراوح مدى الصاروخ بين 4 و 5.5 كيلومترات، بينما في النموذج الإيراني يبلغ مدى الصاروخ 8 كيلومترات، حتى في وضع الإطلاق الأرضي.

من الواضح أن تحقيق هذا المدی يمثل تحدياً كبيراً لصاروخ بهذا الحجم، والتقدير الذي يمكن التكهن به للوصول إلى هذا المدی في الوقت الحالي هو تعزيز واستخدام نظام دفع جديد ومتقدم، والآخر هو مسألة توجيه الصاروخ في جزء من الطريق بنوع من كابلات الألياف الضوئية.

بشكل عام، تعتبر مسألة التوجيه السلكي مفهوماً راسخاً وقديماً في الصواريخ المضادة للدروع، لكن يبدو أنه في هذا النموذج الجديد يتم استخدام كابلات الألياف الضوئية، وفي المديات العالية يتم استخدامها عادةً للتواصل مع الصاروخ حتى يصل إلى ارتفاع معين للعثور علی الهدف والاستعداد لضربه.

وبعد الوصول إلى النقطة المرغوبة وإطلاق الكبل المطلوب، سيستمر التواصل عبر إشارات الراديو بتردد آمن. وفي الخطوة الأخيرة أيضاً، يقوم الرأس البصري للصاروخ بالكشف عن الهدف والتحرك نحوه.

بالطبع، تُستخدم أنظمة التوجيه هذه في صواريخ سلسلة سبايك، وفقط بسبب تشابه النظامين وعدم وجود مواصفات صاروخ “الماس” الدقيقة، يتم التكهن بمواصفات صاروخ سبايك.

کما أن وحدة التحكم في الصواريخ وإطلاقها هي وحدة منفصلة عن حاملة الصواريخ، إذ إنه بعد إطلاق كل صاروخ، تنفصل الأسطوانة الحاملة ويُركب الصاروخ التالي عليها.

تعدّ صواريخ “توب أتاك” و”أطلق وإنس” المضادة للدروع، من بين أحدث الأسلحة في هذا القطاع. وفي العديد من بلدان العالم، سواء كانت مصنّعة أو مشترية لهذه الفئة من الأسلحة، لا يزال يتم إنتاج أو شراء الأسلحة المضادة للدروع القائمة على أنظمة التوجيه على خط الأفق، كخيارات أسهل للاستخدام بأعداد كبيرة.

الكشف عن الشقيق الأكبر لصاروخ “دهلاوية”

الإنجاز المهم الآخر المضاد للدروع في مراسم القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، هو الكشف عن الشقيق الأكبر والأقوی لصواريخ “دهلاوية”.

يعتبر صاروخ “دهلاوية” المضاد للدروع من أقوى الأسلحة الإيرانية المضادة للدروع، والذي يشبه صاروخ كورنيت الروسي المضاد للدروع، وقد تم تسليمه إلى كل من الحرس الثوري والجيش الإيراني في السنوات الأخيرة. وبحسب المعلومات المعلنة حول هذا الصاروخ، فإن المدى المؤثر لـ “دهلاوية” يتراوح بين 100 و 5500 متر.

وبهذا المدى، يخرج هذا الصاروخ من المدى التشغيلي لجميع المدافع المثبتة على الدبابات العاملة حاليًا في العالم. وفيما يتعلق بالتوجيه، يستخدم الصاروخ أيضاً نظام التوجيه بالليزر شبه التلقائي وسطر الأوامر والأمواج الليزرية. في هذه الطريقة، يبعث المستخدم المقصود شعاع ليزر باتجاه الهدف، ويجب عليه الحفاظ على إشعاع الليزر على الهدف حتى لحظة التأثير.

تتمثل إحدى مزايا نظام التوجيه هذا في أنه في اللحظات الأولى، ليس من الضروري تسليط ليزر قوي على الهدف، والذي قد ينشط أنظمة الدفاع المتبادل المدرعة، والصاروخ المعني يتحرك فقط على موجة الليزر التي تتصل به من الخلف ومن جانب القاذفة، وهو آمن للعديد من الإجراءات المضادة.

يزن الرأس الحربي لهذا الصاروخ 6.8 كجم وهو من النوع ذي المرحلتين، ولديه القدرة على اختراق 1000 إلى 1200 ملم من الدروع، وبالطبع ترتبط هذه الكمية ببعد المرور عبر الدروع التفاعلية.

کما يعدّ وجود الرأس الحربي ذي المرحلتين من القدرات المناسبة لهذا الصاروخ، للتعامل مع الدبابات أو الدروع المجهزة بدروع متعددة الطبقات.

تتمثل مهمة الرأس الحربي للمرحلة الأولى في تدمير الطبقات الأساسية مثل الدروع التفاعلية، كما تخترق المرحلة الثانية الهدف وتدمره. وتبلغ سرعة هذا الصاروخ حوالي 250 متراً في الثانية، ومدة تحليقه في أقصى مدى حوالي 22 ثانية. ويصل وزن الصاروخ والقاذفة معاً إلی 27 كجم.

ويتم وضع كل صاروخ في قاذفات أسطوانية ذات الاستخدام الواحد، ويمكن للمشاة حملها. وتتكون فرق الكورنيت المضادة للدروع عادةً من 2 أو 3 أشخاص. وتبلغ مدة تحميل كل صاروخ على منصة الإطلاق حوالي 30 ثانية، ويمكن إطلاق صاروخ أو صاروخين في الدقيقة.

يُعرف صاروخ “دهلاوية”، الذي له أوجه تشابه مع النموذج الأولي لعائلة صواريخ كورنيت، بالرمز 9M133_1. لكن تم تطوير نماذج أحدث من هذا الصاروخ والتي تدعی 9M1333M-2، وفرقها الرئيس مع النموذج الأولي هو زيادة المدى إلى حوالي 8 كم.

وفيما يتعلق بالصواريخ الموجهة المضادة للدروع في خط الرؤية لإطلاقها من قاذفات أرضية، يعدّ هذا النموذج من صاروخ كورنيت، جنباً إلى جنب مع أنموذج آخر من الصاروخ نفسه يبلغ مداه 10 كيلومترات، أطول صواريخ في العالم في فئتها تقريبًا. والفرق الآخر بين هذا الصاروخ والنموذج الأولي هو زيادة قوة الاختراق النهائية بعد الدرع التفاعلي إلى 1300 ملم.

أما فيما يرتبط بالرؤوس الحربية، فقد تم تزويد هذه الصواريخ برؤوس حربية شديدة الانفجار مضادة للدروع ورؤوس حربية حرارية، والتي بالطبع لا يمكن فهم ذلك من المظهر.

على أي حال، فإن امتلاك هذا الصاروخ القوي ذي المدى الأكبر سيعطي يدًا عليا للفرق المضادة للدروع في الحرس الثوري الإيراني. ومن خلال الجمع بين هذا الصاروخ وأنظمة التحكم مثل سلسلة “بيروز” وتثبيته على قاذفات متحركة، من الواضح أن الوحدات المدرعة التابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني ستتمتع بمزيد من الأمان للاشتباك مع الأهداف.

لماذا “الماس” ولماذا “دهلاوية”؟

مع المعرفة العامة بالسلاحين الجديدين، قد يطرح السؤال حول ما إذا كانت هناك حاجة لكل من هذين النوعين من الأسلحة. الجواب نعم.

كما ذكرنا في البداية، إن أسلحةً مثل سلسلة “ألماس” أغلى ثمناً من أنواع أخری مثل “دهلاوية” أو “طوفان”. ولكن في كثير من الحالات، اتضح أن وجود خيار “أطلق وإنس” والهجوم من أعلى هو خيار أكثر أمانًا، سواء في المعركة ضد دبابات العدو ومدرعاته أو أمام تهديد مثل السيارات الانتحارية.

في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أنه تم أيضًا تطوير نموذج جو – جو لهذا السلاح، ونحن في الواقع نشهد تطوير عائلة متعددة الأغراض من هذه الأسلحة. ومع مرور الوقت وتطوير نماذج أحدث، يمكن الافتراض أنه يمكن استخدام نماذج “ألماس” ذات المدى الأطول، إما فيما يتعلق بالإطلاق الجوي أو فيما يخص خيارات أخرى مثل الدفاع الساحلي أو خيار تسليح السفن عالية السرعة.

وهناك مسألتان مهمتان أخريان تتعلقان بقدرات صاروخ “الماس”، ما يجعله خياراً مثالياً لوحدة مثل وحدة “الصابرين” التابعة للحرس الثوري الإيراني.

لنفترض أن وحدةً من قوات “الصابرين” تشتبك مع العدو في منطقة ريفية أو جبلية. في هذه الحالة، في معظم الأحيان، لا يكون العدو في خط الرؤية المباشر، وإذا كان مختبئاً خلف مبنى صلب أو غطاء حجري سميك، فلن يتم استخدام صواريخ مثل “طوفان” أو “دهلاوية”، ولكن مع وجود سلاح من فئة صواريخ “الماس”، فمن الممكن الهجوم من أعلى وتجاوز العقبة المعنية بطريقة ما.

لاحظوا أنه في حال عدم وجود هذا الخيار، سيتعين على الوحدة العاملة إما الانتقال إلى أسلحة مثل أنواع قذائف الهاون أو المدفعية الميدانية الداعمة أو الدعم الجوي القريب، والتي بالإضافة إلى القضايا اللوجستية والاقتصادية، قد لا تكون متاحةً للوحدة العاملة في العديد من المواقف لمجموعة متنوعة من الأسباب.

والمسألة الثانية هي القدرة على إخلاء الموقع بسرعة بعد إطلاق النار. في كثير من الحالات، تنخرط وحدات العمليات الخاصة في مواقف تكون فيها خلف خطوط العدو أو في ظروف النقص العددي بالقياس إلی العدو، وفي مثل هذه الحالة سيكون التغيير السريع للوضع قضيةً حيويةً للغاية بالنسبة لها.

لكن صاروخًا مثل سلسلة “دهلاوية”، مع إضافة عضو جديد ومدى أطول، سيوفر أمانًا إضافيًا لمستخدميه الإيرانيين، وسيغطي مجموعةً واسعةً من الأهداف.

يمكن القول إن أسلحةً مثل عائلات “طوفان” أو “دهلاوية” بنماذج مختلفة، هي أسلحة أرخص مع قدرة إنتاجية أكبر، والتي تلبي الاحتياجات الرئيسية للوحدات التكتيكية، وبوصفها السلاح الرئيسي المضاد للدروع للوحدات القتالية الأرضية، ستتحمل الجزء الأكبر من هذه المهمة. في الوقت نفسه، ستكون أسلحة مثل صاروخ “الماس” خياراً محدودا وأكثر تكلفةً، ولكن مع مزيد من القدرات للظروف والقوات الخاصة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق