التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

مأساة مستشفى ذي قار، التفاعلات السياسية والأيادي الخفية 

وقع حريق في مستشفى الامام الحسين (ع) بمحافظة ذي قار جنوب العراق يوم الثلاثاء خلف 60 قتيلا و 50 جريحا في يوم حزين للبلاد. وتشير التقارير إلى اندلاع حريق داخل مركز رعاية مصابين كورونا بمستشفى الإمام الحسين (ع). وبعض الضحايا أعضاء في الطاقم الطبي وقوات الأمن. وعقب الحادث استقال رئيس دائرة صحة محافظة ذي قار. الأبعاد الكارثية لهذا الحدث جعلت الحكومة المركزية ومعظم التيارات السياسية تتفاعل بشدة مع هذه الحادثة، مما أدى إلى اعتبارها قضية سياسية في الساحة العراقية الحاكمة. بعبارة أخرى، في الوضع الحالي، تم النظر في الأبعاد السياسية لهذا الحدث أكثر من أي وقت مضى، ولكن في غضون ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك قوى وجهات سياسية فاعلة لها دور في دومينو الحرائق هذا.

دومينو الحرائق وأبعاده السياسية

لا يمكن اعتبار حريق محافظة ذي قار حدثا مستقلا، إذ بعد ساعات من الحريق المروع، اندلع حريقان آخران في محافظتي واسط والديوانية. في الواقع، أفاد مصدر أمني عراقي مطلع، أمس الثلاثاء، 13 تموز / يوليو، بوقوع حريق في أحد أقسام جامعة واسط. كذلك، بعد لحظات من نشر الخبر، نشرت بعض قنوات التلغرام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور، تعلن عن وقوع حريق في محافظة الديوانية، وتحديدا في حدائق مدينة عفك. وتأتي الحرائق مترافقة مع اندلاع ثلاثة حرائق أخرى في بغداد في 12 يوليو/ تموز 2021، وقبل شهرين ونصف، في 25 أيار / مايو، أدى حريق في مستشفى ابن الخطيب لعلاج مرضى الشريان التاجي في بغداد إلى مقتل 82 شخصًا وإصابة أكثر من 110 آخرين. إذا أخذنا هذا الاتجاه معًا، فقد تحولت قضية الحرائق الآن إلى قضية سياسية شاملة في العراق، يسعى كل من التيارات السياسية المختلفة إلى اكتساب المصداقية من خلال اتخاذ موقف بشأنها. ردت التيارات السياسية العراقية على الحادث وألقت باللوم على الحكومة فيها. وفي هذا الصدد، قال تحالف سائرون المحسوب على مقتدى الصدر: على الحكومة الاتحادية أن تقوم بدورها الحقيقي في إنقاذ أرواح المواطنين، أقل ما يمكن للحكومة أن تفعله هو تحديد وملاحقة الأيدي الشريرة التي تسببت في هذه المأساة الإنسانية. وقد انتقد الامين العام لحركة عصائب اهل الحق اداء الحكومة في توفير الامن للمواطنين العراقيين ومقتل العشرات في حريق بمستشفى الناصرية. كما نشهد بعد حريق المستشفى في محافظة ذي قار زلزالا سياسيا كبيرا في الجهاز الإداري والتنظيمي لهذه المحافظة، وحدثت موجة من الاستقالات في المحافظة. إن مجموع ردود الفعل الحكومية وغير الحكومية والإدارية في العراق يشير إلى أن كل تيار سياسي يسعى إلى استخدام الأزمة في العراق كوسيلة لاثبات الوطنية وكسب أصوات الشعب في الانتخابات البرلمانية المبكرة في هذا البلد. وفي سياق متصل، اتخذت الحكومة العراقية إجراءات عقب الحادث، من أهمها عقد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء والقادة الامنيين العراقيين مساء الاثنين لبحث اسباب وتداعيات الحريق، واتخذ قرارات مختلفة كان اهمها: متابعة القضية وإيجاد الفاعلين، وإعلان الحداد العام على شهداء الحادث. كما تشير الاخبار إلى اعتقال واستجواب 13 شخصاً من قبل قوات الأمن على صلة بالحادث.

من الذين يفتعلون الحرائق؟

شهد العراق في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات المفتعلة، تمت إدارة الغالبية العظمى منها من قبل جهات أجنبية وبتنفيذ من بعض القوى الداخلية. منذ بداية الاحتجاجات الجماهيرية في أكتوبر 2019، أصبحت البلاد ساحة لاختلاق جميع أنواع الأزمات. في الأشهر الأخيرة، كان اغتيال قادة الاحتجاجات، والصحفيين السياسيين، والهجمات على أبراج الكهرباء، والعمليات الإرهابية على طرق الموصل بين المحافظات العراقية بإسم داعش، وإحراق المستشفيات، من بين أهم الحوادث التي تهدف إلى إظهار انعدام الأمن في العراق.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق