التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل كان كلام مشعل مع قناة العربية معادياً لإيران 

أجرت قناة العربية السعودية، مؤخراً مقابلة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خارج فلسطين خالد مشعل حيث كانت المقابلة ملفتة للانتباه لأن قادة حماس نادراً ما يجرون مقابلات مع القنوات السعودية.

و في هذا السياق، حاولت بعض وسائل الإعلام العربية والمعادية للمقاومة ربط مقابلة مشعل مع قناة العربية من خلال تحريف تصريحاته بقرب الحركة من آل سعود ومعارضتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن نظرة سريعة الى مقابلة خالد مشعل مع مذيع قناة العربية سامي طاهر والتي استمرت 26 دقيقة تظهر أنه لم يتحدث ولو مرة واحدة ضد إيران أو المقاومة أو حتى أي دولة عربية واقليمية.

و فيما يلي نتناول أهم أجزاء هذه المقابلة:

بداية، يحاول المذيع تصوير حرب غزة الأخيرة على أنها عقيمة وخلفت خسائر فادحة.

المذيع: العالم يعتقد أن أحداث الشيخ جراح كانت سلمية حتى تدخلت حماس وحولتها إلى صراع عسكري.

مشعل: الحقيقة مغايرة تماماً فالشعب الفلسطيني، وخاصة في السنوات الأخيرة وأثناء رئاسة ترامب، واجه العديد من المشاريع الانفصالية والمدمرة، وحاولوا تدمير القضية الفلسطينية. رأينا أنهم نفذوا صفقة القرن التي استهدفت أرض فلسطين وخاصة القدس. وهكذا حارب الشعب الفلسطيني ضد هذا المشروع و ضد هذه المؤامرة.

وأظهرت الأحداث المتعاقبة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك وبعدها في منطقة الشيخ جراح أن الشعب الفلسطيني قاوم العدوان الإسرائيلي المستمر على المسجد الأقصى وباب العمود ومنطقة الشيخ جراح. حيث كان للشعب الفلسطيني نظرة خاصة إلى مركز الصراعات والمؤامرات الإسرائيلية. ما حدث هو أن محور المقاومة أعطى فرصة للمحتلين، لأننا لسنا بعيدين عن الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين. تابعت المقاومة عن كثب التطورات في القدس، فأعطت الفرصة للمحتلين، لكن عندما أصر المحتلون على عدوانهم نقلوا مسيرة العلم إلى قسم آخر من المسجد الأقصى، لكن شرطة الكيان الصهيوني داهمت المسجد الأقصى. وخلال شهر رمضان المبارك اعتدى الصهاينة على الناس في فلسطين أمام أعين العالم أجمع. كل هذا دفع المقاومة في غزة لبدء معركتها المنتصرة. وللإصغاء إلى كل صرخات الرجال والنساء الذين بقوا في المسجد الأقصى للدفاع عنه، داعين لتدخل كتائب القسام وأبو خالد الضيف.

المذيع: سؤالي ما هي انجازات هذه الحرب ولماذا توقفت هذه الحرب؟

مشعل: سأشرح لك سيد طاهر. في ظل هذه الظروف بدأت المقاومة بالعمل، وكانت هذه رسالة مهمة مفادها بأننا مثال واحد وأمة واحدة، وقطاع غزة الذي يتهمه البعض بأنه حكومة صغيرة، وأن حماس أيضاً تسعى لتشكيل حكومة صغيرة. جاءت الحرب و أظهرت حماس أنها جزء أصيل من القضية الفلسطينية وجزء من الوطن والأرض الفلسطينية، وكل هذا انتهى بانتصار الأرض المقدسة. إن العظمة والنصر الذي تحقق في هذه الحرب يعود إلى بركات المقاومة في غزة وتفاعلها الإيجابي مع قضية القدس والقاعدة الجيدة التي تم إنشاؤها في مدينة القدس والضفة الغربية . كما أن الأمة الإسلامية أعربت عن تضامنها مع هذه القضية، وأيضاً كان للعالم تفاعل إيجابي معها.

ثم يحاول المذيع ربط حرب غزة بحماس بأوامر من إيران و بتمويل منها، الأمر الذي قوبل برد حاسم من مشعل.

المذيع: أنت على اتصال بدول مثل إيران وتركيا والإخوان المسلمين، بينما تعارض الدول العربية بشدة، كيف تتحدث عن العروبة والإسلام في هذه الظروف ؟

مشعل: أنت تبني سؤالك على مبادئ وفرضيات، أراها إذا صح التعبير، “خاطئة” . كأنك تقول إن الصراع الأخير واللقاء العربي الإسلامي الواسع قد حدث على أساس هذه الطبقة التي تتحدث عنها لكن الحقيقة ليست هكذا فلقد كان للرأي العام العربي أثره في الميدان، في الأردن ولبنان وشمال إفريقيا والجزائر وأوروبا وتركيا وجميع أنحاء العالم، والرأي العام العربي والإسلامي وحتى الأمة الأوروبية وعشرات المدن في الولايات المتحدة ساندوا انتصار القضية الفلسطينية، لكن مفاوضات ومشاريع التسوية التي يعتمد عليها بعض الفلسطينيين تضع مصداقيتنا الدولية والعالمية موضع تساؤل. ما هي فوائد الحرب الأخيرة؟ أظهر الشعب الفلسطيني في هذه الحرب أنه أمة عظيمة، وأنه متمسك بحقوقه، ويقف في وجه الإسرائيليين. أظهرت هذه الحرب الصورة القبيحة للإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال، وهذا جانباً. سوف أذكر نقطة أخرى وسأعود لأكمل حديثي هنا حركة حماس لا تتبع اي محور نحن حركة مقاومة ضد الاحتلال. الحركة لها خط فكري ومنظم، كما تضم ​​الجبهة الشعبية تيارين، وتتكون حركة فتح من مجموعة من الاتجاهات. هذا ليس عيباً لأي تيار. إذا استمريت في قطع حديثي لن أتمكن من إيصال وجهة نظري. اسمح لي أن أوضح قصدي.

ثم يحاول المذيع بذكاء إجبار مشعل على اتخاذ موقف ضد إيران والإخوان المسلمين.

المذيع: ممثلكم في اليمن دعم مليشيات الحوثي التي تستهدف مكة بالصواريخ (هذه كذبة، وأنصار الله لم تفعل ذلك قط)، كيف يمكن أن تكون حماس ثقة لأمن الأمة العربية؟

مشعل: قلت لك من يساندنا نشكره. أيدتنا دول عربية وإسلامية كثيرة، بعضها قدم لنا أموالا، وأخرى أيدتنا في الشأن السياسي، سواء في الرأي العام أو في الأوساط الدولية.

هذا الدعم لا يقتصر على إيران. إيران تدعمنا بالسلاح وتزودنا بالتكنولوجيا. ونحن بدورنا نتقدم بالشكر لكل من يدعمنا، هذا واجبنا. ومع ذلك، فإن هذا لا ينتهك قراراتنا المستقلة ونهجنا المنفتح تجاه الأمة العربية والإسلامية، و شكرنا لأي حكومة لا يعني أننا نتفق مع خطة العمل الكاملة لهذه الدول على نطاق دولي.

المذيع: هل أنتم مستعدون للتخلي عن العلاقات مع إيران وتركيا مقابل تعزيز العلاقات مع الدول العربية؟

مشعل: سيد طاهر لماذا أتخلى عن علاقاتي المختلفة مع الآخرين؟ في حالة “المملكة العربية السعودية التي تعرفون موقفها”، وتعلمون أن لدينا تاريخ طويل مع هذا البلد ونأمل أن يلعب دوره الأساسي في القضية الفلسطينية كما كان في الماضي. و تتم متابعة علاقتنا بالتوازي في إطار إدارة مصالحنا وخلافاتنا. مثلما تتفاوض السعودية الآن مع إيران عبر العراق. الدول لا تقطع علاقاتها. أريد علاقات مع الأمة الإسلامية بأسرها. أنا على اتصال بتركيا ودول الخليج الفارسي والدول الأفريقية والأردن وإيران والجميع.

المذيع: هل تدين اعتداءات الحوثيين على السعودية؟ هل تدين تدخل حزب الله في اليمن وسوريا؟ هل تدين تصرفات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق؟ ما هي مواقفكم في هذا الصدد؟

مشعل: القضية التي نتعامل معها هي قضية فلسطين. لدينا مواقفنا من تطورات المنطقة ولكننا لا نتدخل في مختلف القضايا ولا نوافق على الصراع في أي مكان سواء في السعودية أو في سوريا والعراق ومناطق أخرى. كل هؤلاء هم أمتنا. لكننا في حركة حماس لدينا أهدافنا ونسعى وراء أهدافنا ولا ندعم الصراعات في مختلف المجالات.

المذيع: هل وافقت تركيا على طلبك لمكتب حماس الدائم في الخارج؟

مشعل: هذا الموضوع يتعلق بعلاقاتنا مع تركيا ولا مجال لطرحه في الإعلام، لدينا علاقات مستمرة وواسعة مع تركيا ولدينا سياسة منفتحة تجاه الجميع ونطلب من كل الدول مساندتنا ونرحب بالجميع الذين يقبلون قادتنا. كما يقوم شقيق إسماعيل هنية الآن بزيارة عواصم عربية مختلفة. ونحن نرحب بالجميع . لا تقتصر حماس على كسب دعم دولة واحدة، بل يزور قادتها عواصم دول عربية وإسلامية مختلفة. نحن باختصار نتابع القضية الفلسطينية.

المذيع: هل صحيح ان هناك محادثات خاصة خلال لقاء مسؤولي حماس في طهران وبيروت حول اصلاح العلاقات بين دمشق وحماس؟ وهل أنتم مستعدون للعودة إلى دمشق إذا تحسنت العلاقات؟

مشعل: ليس هناك ما هو جديد في العلاقات مع دمشق، وقد طرحنا بالفعل كل القضايا في هذا الصدد. سوريا حاليا في أزمة ونسأل الله أن تخرج من هذه الأزمة بأمان. نأمل أن تترك الأمة الإسلامية والأمم المختلفة صراعاتها وتعيش حياة آمنة ومأمونة لأنفسها، وأن تعود بلادنا إلى الأمن والاستقرار حتى تتمكن من السعي وراء أهدافها. هذا هو السبب في أن ما يحدث في بلدان مختلفة صعب ومؤلِم بالنسبة لنا. لكن صراعنا مع المحتلين يقتضي قيام الأمة الإسلامية وحل أزماتها الداخلية وتضميد جراح شعوبها حتى نتمكن من مواجهة العدو الرئيسي للأمة الإسلامية. اليوم، يمكن رؤية يد إسرائيل في كل هذه الصراعات ، تماماً كما يمكن رؤية دور إسرائيل اليوم في أزمة سد النهضة بين مصر والسودان. كلنا نرى أصابع إسرائيل الآثمة في الفتنة التي يظهر جزء منها الآن وهي محاولة إنشاء قناة لتحل محل قناة السويس. تقوم إسرائيل مع بعض الدول الأخرى بجهود كبيرة لزعزعة الأمن القومي للدول العربية، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال في صميم مصالح الأمة الإسلامية ويواصل إصراره على الحفاظ على أمن الأمة الإسلامية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق