التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 10, 2024

ملك الأردن يحط الرحال في واشنطن… الأهداف والمحاور 

يبدأ عبد الله الثاني زيارته إلى الولايات المتحدة اليوم(الاثنين) ليكون أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن، ويواجه العاهل الأردني البالغ من العمر 59 عامًا سلسلةً من الأزمات الداخلية والخارجية.

الأردن الذي كان حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا على مدار 21 عامًا خلال حكم عبد الله الثاني، اتخذ في عهد سلف بايدن، أي دونالد ترامب، مقاربةً انتقاديةً لسياسة البيت الأبيض الإقليمية، ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مع التعبير عن عدم الرضا والمعارضة. ولكن مع التغيير في رأس الإدارة الأمريكية، يأمل الملك عبد الله أن تكون له علاقة أفضل مع بايدن.

إستمرار المساعدات المالية الأمريكية

يعاني الأردن من مشاكل اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة. ففي حين يعتمد الاقتصاد الأردني على المساعدات الخارجية وعائدات السياحة، فقد تراجع الدعم الخليجي بسبب الأزمات الاقتصادية في هذه الدول، کما انخفضت عائدات قطاع السفر والسياحة بشكل كبير بسبب الركود في سوق السفر والسياحة.

في عام 2020، انكمش الاقتصاد الأردني بنسبة 1.6٪، بحسب بيانات البنك الدولي. ولعل الأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن البطالة في الربع الأخير من عام 2020 قد ارتفعت إلى 24.7 في المائة، ووصلت البطالة بين الشباب إلى 50 في المائة.

في غضون ذلك، لأن بعض الأردنيين طردوا من وظائفهم في الخارج، انخفضت تحويلات العمال بنسبة 10٪ بين عامي 2019 و 2020.

كما أدى الاقتراض واسع النطاق في الماضي إلى زيادة نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 96٪(ديسمبر 2019) إلى 110٪؛ وهذا يعني أنه بدلاً من الاستثمار في الاقتصاد ومشاريع البنية التحتية والخدمات العامة، ينبغي على الأردن تخصيص المزيد من ميزانيته لسداد الديون. وكان لهذه الظروف تأثير سلبي على الظروف المعيشية للشعب، وأدت إلى احتجاجات ضد الحكومة بين حين وآخر.

وفي ظل هذه الظروف، يأمل الحليف القوي للولايات المتحدة في تمديد حزمة مساعدات اقتصادية مدتها خمس سنوات بقيمة 6.4 مليار دولار، والتي تنتهي العام المقبل لدعم الاقتصاد الأردني المضطرب، ويتوجه إلى واشنطن ليمارس الضغط في محادثاته مع كبار المسؤولين الأمريكيين.

وسط إحباط الأردن من الإعلان عن تراجع أهمية الشرق الأوسط في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب للتركيز أكثر على الصين، وكذلك المضي قدمًا في خطة التطبيع المتمركزة حول الإمارات والتي أثارت مخاوف عمان بشأن تقليص محتمل للدعم المالي المقدم من البيت الأبيض للأردن، نقلت الولايات المتحدة مؤخرًا بعض معداتها الرئيسية من قاعدة العديد في قطر إلى الأردن، للحفاظ على الأمل بين القادة الأردنيين في أن تستمر عمان في لعب دور مهم في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة.

واشنطن هي أكبر مصدر للمساعدات الاقتصادية للأردن، حيث تقدم أكثر من 1.5 مليار دولار سنويًا، وهذا البلد هو أحد المتلقين الرئيسيين للمساعدات الخارجية الأمريكية.

الشكوى من الانقلاب الفاشل

تعدّ زيارة الملك عبد الله، أول زيارة له لواشنطن منذ محاولة انقلاب 4 أبريل الفاشلة.

في الأسبوع الماضي، أصدرت المحكمة المختصة بالتحقيق في اتهامات المتهمين بالتآمر للانقلاب رأئها، ورأت أن مسؤولين أردنيين هما باسم عوض الله وشريف حسين مذنبان في التهم الموجهة إليهما.

واللافت أنه بعد الإعلان عن اعتقال الرجلين، اتهمت وسائل الإعلام الأردنية ووسائل التواصل الاجتماعي ونشطاء الفضاء الإلكتروني في الأردن، الرياض بالتورط في محاولة الانقلاب، نظرًا لجنسيتهما السعودية وعلاقاتهما بالسعودية وشخص محمد بن سلمان.

من ناحية أخرى، منذ بداية الكشف عن الانقلاب، اتهم الأردنيون الكيان الصهيوني بالتورط في الانقلاب الفاشل أيضًا.

کذلك، بينما شدد بايدن في شعارات حملته الانتخابية على أنه سيجعل من الديمقراطية وحقوق الإنسان أولويةً في علاقاته الخارجية مع حلفاء الولايات المتحدة، فإن الصحافة الحرة في الأردن غير مسموح بها والمناخ السياسي مغلق تمامًا. لذلك، فإن هذا الموضوع سيزيد من جهود الملك عبد الله لكسب دعم واشنطن السياسي للنظام الحاكم وإدانة الانقلاب.

لا شك أن الملك عبد الله يأمل في أن تؤتي صداقته مع بايدن ثمارها. يعرف الزعيمان بعضهما البعض منذ سنوات، حيث سافر بايدن إلى الأردن مرات عدة كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي(بما في ذلك مناصبه كعضو ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ)، وبعد ذلك كنائب للرئيس.

القضايا الإقليمية مع التركيز على فلسطين

بالتأكيد، ستكون مناقشة القضايا الإقليمية جانبًا مهمًا آخر في لقاء ملك الأردن مع مسؤولي البيت الأبيض.

ولا شك أن التعبير عن قلق عمان حيال التطورات في فلسطين، سيكون في طليعة المشاورات الدبلوماسية للملك عبد الله. وفي هذا الصدد، أعلنت إدارة بايدن أنها لن تعيد النظر في قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لكنها تسعى لإعادة الاتصال بالفلسطينيين.

من ناحية أخرى، بينما في عهد ترامب قللت خطة “صفقة القرن” بشكل كبير من مصالح الأردن وكذلك موقعه في القضية الفلسطينية، يتوقع الملك عبد الله أن يعترف بايدن علنًا بالدور الخاص للهاشميين في إدارة القدس، وإحياء دور الأردن كلاعب رئيسي في الصراع بين الكيان الصهيوني وفلسطين.

وعلى الرغم من أن الأردن أقام علاقات دبلوماسية كاملة مع “إسرائيل” في عام 1994، إلا أنه يعتقد أن السلام بين مصر والأردن مع الکيان الصهيوني قد حدث بعد الحرب وفي ظل ظروف معينة، وهو نوع مختلف تمامًا من عملية التطبيع الحالية.

غالبية سكان الأردن البالغ عددهم 10 ملايين هم من أصل فلسطيني، وهم يأملون في العودة إلى وطنهم يوماً ما، ومن ناحية أخرى يمكن لعمان أيضًا حل العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتعلقة بالوجود الكبير للاجئين الفلسطينيين علی أراضيها.

حالياً، القضية الأكثر مركزيةً بالنسبة للأردن هي السيطرة على التوترات في القدس، حيث تستمر السياسات العدوانية للصهاينة ضد سكان الضفة الغربية والقدس، رغم خروج نتنياهو من السلطة في حكومة الكيان الصهيوني.

وفي هذا الصدد، تعرض المسجد الأقصى لهجوم من قبل المتطرفين الصهاينة في الأيام الماضية بدعم من قوات أمن الکيان، وقد زاد هذا الأمر من مستوى التوتر في مدينة القدس والمدن الأخرى في الضفة الغربية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق