التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 7, 2024

واشنطن: نهاية مهمتنا بالعراق مرتبطة بالإنجاز لا بالزمن 

سياسة ـ الرأي ـ
أكدت الإدارة الأميركية أن جولة الحوار الاستراتيجي مع العراق هي الأخيرة وسيكون الملف العسكري جزءاً منها، لكنه يبقى وإلى حدّ كبير الجزء الأهم.
وعقد في مبنى وزارة الدفاع الأميركية اجتماع بين المسؤولين العراقيين والأميركيين يوم الخميس، وقال مسؤول كبير في البنتاغون تمهيداً لهذه المباحثات “إن الولايات المتحدة موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية ولمهمة واضحة هي مهمة القضاء على تنظيم داعش”، وأضاف أن المباحثات العسكرية تركز على الشراكة بين البلدين في المهمة ضد داعش وعلى التحوّل في مهمة القوات الأميركية”.

يريد الأميركيون التأكيد على أن “التحوّل في المهمة الأميركية” يعني أنها ستركّز في المستقبل على تقديم الاستشارة والتدريب ومعلومات الاستخبارات للقوات العراقية وتدعمها في مهمتها عندما تحارب التنظيم الإرهابي.
يبدو من التمهيد الأميركي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تأخذ بعين الاعتبار الضغوطات السياسية في العراق، فمن جهة هناك من يطالب ببقاء القوات الأميركية، خصوصاً القوات المسلحة العراقية والبيشمركه والأكراد، وعدد كبير من الشيعة والسنة العراقيين الذين يرون في بقاء القوات الأميركية ضماناً لعدم انزلاق العراق في بؤرة النفوذ الإيراني، كما أن هناك أجنحة موالية لإيران تمارس ضغوطات على الحكومة العراقية الحالية لوضع برنامج للانسحاب فتظهر بالتالي الولايات المتحدة وكأنها خسرت الجولة والنفوذ وتركت العراق للسقوط في مدار طهران.
القوات الأميركية باقية
المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية قال في حوار مقفل مع الصحافيين وطلب عدم ذكر اسمه، إنه يجب إبقاء القوات الأميركية في العراق، وإن البيان الختامي سيشير إلى ذلك بوضوح، وسيربطه بمهمة القضاء ومنع عودة داعش، وأشار إلى أن العراقيين يريدوننا أن نبقى وأن الكلام عن أن الوفد العراقي سيطلب الانسحاب هو كلام غير صحيح.
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الأميركيين للتحدث عن استمرار مهمتهم في العراق، ويريدون التأكيد على أن المقارنة غير موجودة بين انسحابهم من أفغانستان وبين استمرار مهتمهم في العراق، وهم يعرضون للنجاحات التي تمّ تحقيقها في السنوات الماضية لجهة القضاء على داعش ولجهة تسليح وتدريب القوات الحكومية العراقية ويعتبرون الآن أن القوات الأميركية لجهة العدد تتناسب مع ما يمكن اعتباره مهمة جديدة في العراق.
كما يعتبرون أن بقاء القوات الأميركية في العراق مهم أيضاً لاستمرار مهمة القوات الأميركية في سوريا، خصوصاً أن قواعد العراق تقدّم الدعم للقوات الموجودة شمال شرقي سوريا وفي محيط منطقة التنف.

لا جدول زمنيا
كما أجاب المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بالقول “نعم” عندما سألناه إن كانت المباحثات تدور حول إتمام المهمة وليس على الجدول الزمني للانسحاب.
هذا الجواب يحمل أهمية خاصة أولاً لأن أصواتاً مؤيّدة لإيران تطالب بخروج القوات الأميركية من العراق، ووضع جدول واضح لذلك، وثانياً لأن الاميركيين علّقوا أهمية كبيرة على ذلك في السابق، ودارت نقاشات حامية بين أعضاء جمهوريين في الكونغرس من جهة وإدارة الرئيس باراك أوباما حول هذه القضية، ويعتبر الجمهوريون بشكل خاص أن الخروج الآن من أي مسرح عمليات وفقاً لجدول زمني هو خطأ فادح يدفع ثمنه الأميركيون خسارة في الأمن وفي النفوذ.
وفيما أكد المسؤول في وزارة الدفاع أن البيان الختامي سيذكر صراحة أن القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وللمساعدة في محاربة داعش، أشار إلى أن حكومة مصطفى الكاظمي تشارف على انتهاء ولايتها وهذا سبب أضافي في الوصول إلى نتيجة نهائية في الحوار الاستراتيجي وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية أنه لو طلبت الحكومة العراقية المقبلة انسحاب القوات الأميركية وإنهاء مهمة التدريب والاستشارة فإن الأميركيين سيضعون آلية لمناقشة كيف سيحدث ذلك، وأضاف “الواقع هو أن قادة القوات العراقية يوصون بقوة بأنهم بحاجة إلى دعم القوات المتحالفة”.
وأشار إلى أن لدى الأميركيين قرابة 2500 جندي تقريباً في العراق وحلف الأطلسي يعمل على رفع عدد جنوده في مهمة موازية، ولم يشأ التحدّث عن إمكانية رفع العدد في المستقبل عند الضرورة، لكنه أشار إلى أن المهمة هي مهمة عسكرية وتحمل في طياتها إمكانية التصرّف بحسب الضرورة.

كل يفهم ما يريد
هناك وجه آخر لبقاء القوات الاميركية في العراق ويرتبط بعملية بناء الثقة، فالمسؤولون الأميركيون يفهمون أن الانسحاب من أفغانستان كان له وقع على الأطراف في الشرق الأوسط، كما أن الانسحاب من العراق في العام 2011 تسبب بفراغ وفوضى وفتح الطريق أمام داعش والجماعات المسلحة، ويقول المسؤولون الأميركيون الآن إن تجربة العام 2011 لن تتكرر مع أن القائمين اليوم على شؤون الأمن القومي الأميركي كانوا هم ذاتهم في الحكومة الأميركية أيام باراك أوباما، ومنهم الرئيس بايدن وكان نائبا للرئيس، وأنتوني بلينكن وكان في البيت الأبيض ثم وزارة الخارجية، ووزير الدفاع الحالي كان قائد القوات الأميركية في العراق.
من المنتظر أن يصدر البيان الختامي لهذه المحادثات بعد ختام مصطفى الكاظمي لقاءه مع الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، لكنه من الواضح الآن أن الأميركيين باتوا يتحاشون التحدث عن قوة قتالية في العراق ويؤكدون على بقائهم فقط ويشيرون إلى أن البيان الختامي سيكون واضحاً وسيفهم منه كل طرف ما يريد أن يفهمه.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق