التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

اليد الصهيونية العابثة بحقوق العرب تطال سد النهضة… ما دور الكيان الإسرائيلي في الأزمة 

نفت سفارة الكيان الصهيوني في مصر، الأحد، ضلوع الكيان في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وقال بيان للسفارة نشرته عبر حسابها في تويتر، إنها “تؤكد بصورة واضحة وغير قابلة لأي تأويل أن ما تردد مؤخرا في بعض القنوات والمقالات الصحفية عن ضلوع إسرائيل في موضوع سد النهضة هو عار عن الصحة ولا أساس له”. وشددت “إسرائيل لديها من المياه ما يكفيها ويسد احتياجاتها، وهي دائمًا على استعداد لوضع خبراتها وتوسيع التعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المياه مع مصر”.

وكان بعض الإعلاميين والكتاب في العديد من الصحف المصرية والعربية قد كشفوا عن دور خفي يلعبه الكيان الصهيوني في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وتواطؤ إثيوبيا لتحقيق أهداف تل أبيب من أجل تركيع القاهرة.

حيث قال الإعلامي مصطفى بكري إن أزمة سد النهضة سياسية تهدف إلى إيصال مياه نهر النيل لاسرائيل. كما أشار النائب ضياء الدين داوود إلى أن إسرائيل تستخدم إثيوبيا للضغط على مصر وصولا إلى “إسرائيل الكبرى من النيل للفرات”.

كما صرح مصطفى الفقي، الدبلوماسي المصري السابق ورئيس مكتبة الإسكندرية، بأن إسرائيل لها تأثير على ملف سد النهضة لأنها تحلم أن تكون إحدى دول مصب نهر النيل منذ عهد أنور السادات.

ويقول حسني محلي في صحيفة الميادين اللبنانية: “سعت إسرائيل منذ السنوات الأولى لتأسيسها، للحصول على مياه النيل عبر مشاريع ومخطّطات متعدّدة مدعومة أمريكيا. كما كانت المياه من أهم الأهداف التي وضعتها تل أبيب في الاعتبار خلال انفتاحها على الدول الأفريقية بعد احتلال فلسطين عام 1948، فأرادت من خلال هذا الانفتاح تضييق الحصار على مصر والسودان، وهو ما تحقَّق لها لاحقا، وهو ما يجري اليوم”.

ويضيف: “أثبتت التطورات الأخيرة أن مصر ستكون تحت رحمة إثيوبيا، ولاحقًا تحت رحمة دول المنبع، التي تستمر إسرائيل في تطوير علاقاتها بها، وكل ذلك من أجل تركيع القاهرة، ودفعها لاحقًا إلى الاعتذار إلى اليهود، وربما تعويضهم”.

وترى أماني القرم في صحيفة رأي اليوم اللندنية أن “الاهتمام الإسرائيلي بمصادر المياه عموما وبحوض النيل على وجه الخصوص يقع في قلب الفكر الاستراتيجي الصهيوني”.

وتقول: “استندت الحركة الصهيونية على أركانٍ ثلاثة في مطالباتها وتطلعاتها لحدود مشروعها الكبير: أوّلها تاريخي ديني، حيث يقطع الرب ميثاقاً مع إبراهيم حسب سفر التكوين قائلاً ‘أعط لنسلك هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر العظيم/الفرات “.

وتضيف الكاتبة: “ارتباط نهر النيل بالفكر الصهيوني عقيدي واستراتيجي، ومع فشل المشاريع الصهيونية المتعددة التي تتعلق بالاستفادة من مياهه مثل مشروع هيرتزل ومشروع قناة السلام، فإن تطلعات إسرائيل نحو إثيوبيا بلد المنبع لنهر النيل والأسهل اختراقا بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي بزيارات جولدا مائير الأربع إلى أديس أبابا”.

كما أن منحنى العلاقات بين اسرائيل واثيوبيا يثير العجب لتسارعه منذ العام 1989 ، فقد ارتفعت نسبة الصادرات التكنولوجية الاسرائيلية الى أديس أبابا 500% في عام 2004 قياساً بعام 2003 . وشهد الجانبان زيارات مكثفة متبادلة يصطحب فيها الرؤساء وفودا من رجال الاعمال وخبراء المياه والزراعة والتكنولوجيا والاقتصاديين.

المفارقة أنه بعد عامين على بدء بناء سد النهضة أي في العام 2013، تم توقيع اتفاق بين تل أبيب وأديس أبابا حول توزيع الكهرباء المنتجة من السد. وتوجت العلاقات بتزويد اسرائيل لأثيوبيا أحدث نظام دفاع جوي تم الانتهاء من نصبه حول سد النهضة في العام 2019 بعد تلويح مصر بإمكانية استخدام الورقة العسكرية.

حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب بدأت في بناء نظام الدفاع الجوي “سبايدر – أي أر” حول سد النهضة أوائل شهر أيار 2017 وانتهى بعد أقل من شهرين ونصف فقط. وسبق أن قام وفد عسكري يضم 50 ضابط إسرائيليًا بزيارة إثيوبيا لمدة أسبوع في 2014 وهي زيارة كان لها علاقة بتأمين سد النهضة.

ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة المعد ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة تصل إلى 6500 ميغاوات.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ يؤمن لها النيل نحو 97 في المئة من مياه الري والشرب.

وفي ظل عدم توصّل الدول الثلاث إلى اتفاق، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة، في 8 يوليو، لمحاولة التوصل إلى اتفاق تشغيل السد الذي تقدّر كلفته بـ4,2 مليارات دولار، وإدارته.

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي وصلت إلى طريق مسدود.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السدّ حتى التوصّل إلى اتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا، في 21 يوليو 2020، أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب، مشيرة إلى أنّ هذه المرحلة تسمح باختبار أول مضخّتين في السدّ. وبدأت إثيوبيا الشهر الجاري في تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد.

وتعمل تل أبيب على إعادة توزيع المياه، لإحكام قبضتها على النيل، فبغض النظر عن بيان السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، أخيرا، الذى زعمت فيه أنها تقف على الحياد بقضية السد الإثيوبي. يركز الكيان الصهيوني على إثيوبيا من أجل تنفيذ مخططاته؛ فمليار متر مكعب إضافية من المياه تكفي لزيادة المساحة المزروعة عشرين ضعفا، وإقامة مستوطنات جديدة وجلب مزيد من يهود الشتات، وتهديد الأمن القومي العربي، كما أنه يريد من قضية السد جعل إثيوبيا عدوا جديدا لمصر، ينشغل به المصريون أمدا بعيدا ليساعده على تصدير الأنظمة العسكرية والاسلحة الى الدول المتصارعة. الأمر الذي أكده الدكتور محمد حافظ الخبير بهندسة السدود بالقول ان “إسرائيل في واقع الأمر متورطة في سد النهضة من عدة أوجه من بينها الإدارة الكهربائية بعد الملء، والدعم التقني بالإضافة إلى توريد الأسلحة لإثيوبيا”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق