التجسّس السعودي مستمرّ؛ مراقبة مواقع التواصل لقمع المُعارضين
وكالات ـ الرأي ـ
يبدو أنه لن يسلم أحدٌ من مقصلة التجسّس السعودي، فبعد ما كشفته صحيفة “لوموند” الفرنسية عن استخدام السعودية والإمارات برنامج “بيغاسوس” الجاسوسي المطور من قبل شركة NSO الإسرائيلية لتعقب كبار الساسة اللبنانيين، ذكرت مجلة “نيويوركر” الأميركية إن النظام السعودي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في سبيل تعزيز سطوته وتجسسه على المعارضين.
وأوضحت المجلة الأميركية أنه في عصر الاستبداد الرقمي تحاول الأنظمة الاستبدادية كالرياض استخدام مواقع التواصل كـ “فيسبوك” و”تويتر” ومنصات أخرى للتجسّس. وذكرت أن استخدام الرياض لمواقع التواصل يكون كأدوات لتعزيز سطوتهم والسيطرة على الخطاب عبر الإنترنت لدى المعارضين.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن هذه الأنظمة الاستبدادية تستخدم برامج التجسّس لمتابعة واعتقال الصحفيين والمعارضين.
وسبق أن نشر مركز الأبحاث الرقمية “فورنسيك” في واشنطن تقريرًا حول الصفحات التابعة للنظام السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تروج لخطاب تحريضي يهدد القيم الاجتماعية وينشر الشائعات والأكاذيب، مستغلًا بذلك صعوبة التتبع القضائي وقوة تأثير الفضاء الالكتروني وسرعة انتشار المعلومة بأقل تكلفة وجهد ودون حساب يذكر.
وبيّن التقرير أن شركة “فيسبوك” أغلقت أكثر من 387 حسابًا وصفحة عليها جميعًا نحو 1.4 مليون متابع في أحدث حملة ضمن جهود مستمرة لمحاربة “السلوك المزيف المنسق” على منصتها من قبل النظام السعودي.
وأوضحت أن أشخاصًا مرتبطين بحكومة الرياض أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيّفة على “فيسبوك” للترويج لدعاية الدولة ومهاجمة الخصوم في المنطقة.
وأورد التقرير أن عدد الصفحات المشبوهة على موقع “فيسبوك” انتشرت بشكل كبير بعد أن كان المسرح الأساسي للذباب الالكتروني موقع “تويتر”.
وأعلنت “فيسبوك” شنّ حملات على “السلوك المزيف”، لكن نادرًا ما تربط البيانات مثل هذه الأنشطة مباشرة بالحكومات.
وقال مدير سياسة الأمن الإلكتروني في “فيسبوك” ناثانيال جليتشر: “بالنسبة لهذه العملية، استطاع محققونا التأكد من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها مرتبطون بحكومة آل سعود”.
وأثبت جليتشر أن حملة آل سعود كانت نشطة على موقعي “فيسبوك” و”إنستغرام” واستهدفت بشكل أساسي دولًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينها قطر والإمارات ومصر وفلسطين.
واستخدمت حملة آل سعود حسابات مزيفة تتظاهر بأنها من مواطني الدول التي وقع مهاجمتها كما صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية، وقالت فيسبوك إن أكثر من 100 ألف دولار أنفقت على الإعلانات.
وتابع التقرير: “عادةً ما تنشر الصفحات ومالكي الحسابات باللغة العربية حول الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، بما في ذلك موضوعات مثل ولي العهد محمد بن سلمان، وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي “الرؤية 2030″، كما شاركت الصفحات المأجورة في كثير من الأحيان في انتقاد الدول المجاورة”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق