خطيب الكوفة: امريكا أعادت العراق إلى العصر ما قبل الصناعي
سياسة ـ الرأي ـ
أكد خطيب مسجد الكوفة السيد كاظم الحسيني، الجمعة، ان إمريكا هددت في حرب الكويت بأنها ستعيد العراق إلى العصر ما قبل الصناعي وقد نقذوا فعليًا تهديدهم ومازالوا من خلال تدمير البنى التحتية وعدم السماح بإعادة بنائها.
وقال الحسيني في خطبة الجمعة السياسية إن وظيفة علماء الإسلام هي ترسيخ فكرة التأسي برسول الله وعترته المطهرة (ع) ، منوهًا إلى ان الحضارة الغربية وتحديدًا إمريكا تريد حذف الأنموذج الإسلامي وطمس فكرة التأسي بالنبي الأكرم (ص) من أجل إحلال إنموذجها بدلاً عنه.
وأضاف “ولذا عندما ترى إمريكا عالمًا من علماء الإسلام لديه التأثير على الجماهير بترسيخ الارتباط بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وشريعته فإنها تتآمر عليه بشكل وبآخر” ، مبينًا إن اغتيال الصدرين والعلماء العاملين يأتي ضمن هذا السياق الدولي.
وتابع “وقبل أشهر صرح رئيس الإدارة الإمريكي قائلاً لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إلى أن تعترف المنطقة بحق إسرائيل في الوجود” ، مسترسلاً بمعنى أن الفوضى والخراب والإرهاب ستبقى هي السائدة في الشرق الأوسط حتى تستسلم الشعوب وتركع وتقبل بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وأوضح إن التطبيع مع الكيان الصهيوني يتصادم مع النمط الإسلامي بالحياة المتأسي برسول الله وبعلي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، لافتًا إلى : أن رئيس الإدارة الإمريكي يريد بكلامه هذا أن يفرض نمط الحياة الإمريكية ويعيد تشكيل الشخصية الإسلامية في ضوء أفكار الشركات الرأسمالية المتوحشة.
واعتبر الحسيني كلام الرئيس الإمريكي تهدید واضح لشعوب المنطقة فإما أن تتقبل شعوب المنطقة الطريقة الإمريكية في الحياة والتي منها الركوع للصهاينة عند ذاك نعطيها السلام وأما إذا لم تفعل فلا تتوقع هذه الشعوب غير الإرهاب والفوضى والخراب ، مشيرًا إلى أنه : لا شك أن الإرهاب والتخريب من وسائل الولايات المتحدة للقضاء على أسلوب الحياة لدى الشعوب المتقاطعة معها أخلاقيًا.
وأكمل خطيب جمعة الكوفة “وقد صرح وزیر خارجية إمريكا في حرب الكويت بأنهم سيعيدون العراق إلى العصر ما قبل الصناعي ونقذوا فعليًا تهديدهم ومازالوا من خلال تدمير البنى التحتية للعراق وعدم السماح بإعادة بنائها” ، منوهًا إلى إن بعض الباحثين الامريكان في علم النفس الاجتماعي صرحوا بأنهم تمكنوا من توظيف المعارف والتقنيات التي حصلوا عليها (کالكهرباء مثلاً) في سلب إرادة الشعوب وتحطيم شخصياتهم وتحويلهم إلى دمى يسهل السيطرة عليها.
ورأى الحسيني أنه من غير المعقول أن بلدًا كالعراق في ثرواته وامكاناته الفائقة يعجز عن اصلاح منظومة الكهرباء ويعجز عن التعاقد مع شركة عالمية رصينة لحل مشكلة الكهرباء التي أتلفت أعصاب الناس، وعكرت حياتهم وسط حمارة القيظ وارتفاع درجات الحرارة ، متعجبًا من : أن الحكومة إلى الآن منذ بداية الصيف لم تقم إلا بدور المتفرج على سوء خدمات الكهرباء وكأن الأمر لا يعنيها.
وكشف الحسيني عن وجود الكثير من الشركات العالمية المستعدة للتعاقد مع الحكومة العراقية لإصلاح منظومة الكهرباء.
وختم “من هنا من منبر الجمعة الذي صدح منه صوت شهيدنا السعيد السيد محمد الصدر (قدس) بمطالبة حكومة النظام البائد بإعادة الكهرباء نرفع صوتنا باسم العراقيين ونقول کفی استخفافًا بحياة العراقيين وكفى اهانة بكرامتهم ونطالب الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية أمام الله وأمام الشعب بعيدًا عن الضغوط الخارجية والفاسدين وأن تخطو الخطوة الجريئة بإصلاح منظومة الكهرباء”. انتهى