التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

سلاح “رفض التطبيع مع إسرائيل” يثبت أنه الأشد إيلاماً للكيان الغاصب 

وكالات ـ الرأي ـ
برغم عدم احتفاء الإعلام العربي بالمواقف المشرفة للاعبي الجزائر والسودان ولبنان الذين رفضوا ملاقاة لاعبي الكيان الصهيوني امتهانا لهم ورفضا للتطبيع معهم، فإن المراقبين يؤكدون أن مواقف اللاعبين الثلاثة تعيد من جديد سلاح رفض التطبيع مع “إسرائيل” كأحد أهم الأسلحة المستخدمة في الصراع، وأكثرها إيلاما.

برأي الكاتب المصري محمد سلماوي فإن الحقيقة أن الاستهانة بالأسباب الموضوعية والتاريخية للصراع العربي الإسرائيلي وتجاهل المسلك العدواني لإسرائيل تعود إلى عصر السادات الذي شهد مقولة أن الصراع العربي الإسرائيلي يعود في معظمه لأسباب نفسية (!).

وأضاف أنه لا شك أن هناك عوائق نفسية وثقافية أيضا تحول دون قيام علاقات طبيعية بين العرب و”إسرائيل”، مشيرا إلى أن منشأ تلك العوائق يعود في مجمله لسياسة “إسرائيل” التوسعية ومسلكها العدواني الذى كثيرا ما يصل إلى حد الوحشية بداية من مذبحة دير ياسين عام 1948، مرورا بمجزرة مدرسة بحر البقر للأطفال بمحافظة الشرقية عام 1970، إلى الهجمات الدموية المتكررة على غزة والتي كان آخرها قبل أسابيع قليلة.

وقال سلماوي إن مما يدعو للدهشة أن ذلك التطبيع المجاني الذي نشهده الآن يأتي في الوقت الذي بدأ العالم يستنكر فيه السياسة الإسرائيلية بشكل لم نشهده من قبل، فوجدنا لأول مرة أصواتا في الغرب الموالي تاريخيا لإسرائيل تتهم الدولة اليهودية بالعنصرية وباتباع سياسة الأبارتايد أو التفرقة العنصرية، ومن يرون في هجومها على الفلسطينيين حرب إبادة ترتكب فيها قوات الاحتلال جرائم حرب يعاقب عليها القانون، كما وجدنا من يطالبون بتقديم قادتها للمحاكم الدولية، بالإضافة لحملة مقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، وحملة أخرى لرفض التطبيع مع إسرائيل في عدة مجالات من بينها التبادل الأكاديمي، كما أعلنت أخيرا إحدى شركات المياه الغازية العالمية رفضها توزيع منتجاتها في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وقد أجرى أخيرا المعهد الانتخابي اليهودي بالولايات المتحدة استطلاعا للرأي ثبت من خلاله أن ربع الناخبين اليهود في أمريكا أصبحوا يرون أن “إسرائيل” دولة أبارتايد، وترتفع تلك النسبة الى 38٪ بين من تقل أعمارهم عن 40 عاما، وأن 22٪ من اليهود الأمريكيين يرون أن” إسرائيل” تمارس حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وتصل نسبة هؤلاء إلى 33٪ بين الشباب.

وتساءل: ما الذي يدعو البعض إلى التخلي عن سياسة المقاطعة التي بدأت بعض المؤسسات العالمية اتباعها، مدعيا عدم وجود مشاكل مباشرة بينها وبين “إسرائيل”، وأن من حق الدولة اليهودية أن تعيش في سلام رغم سياساتها الوحشية التي بدأت تنكشف أمام العالم؟!

وتابع: “يقال إن في ذلك ممارسة للسيادة، أو أن وراء ذلك المصلحة الوطنية، لكن ألم تكن تلك السيادة قائمة ولا كانت المصلحة حالة وقت قاطعت الدول العربية مصر لتخليها عن سياسة المقاطعة؟! ثم يقال أخيرا إنها المتغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمعات العربية.

صحيح أن التحول في الرأي العام العالمي ضد السياسةالإسرائيلية يعود لأسباب ثقافية حيث تم خلخلة السيطرة الصهيونية على وسائل الاتصال العالمية بعد أن تخطتها وسائط الاتصال الحديثة فنقلت جرائم “إسرائيل” إلى كل بيت عبر شاشات الكمبيوتر والتليفون المحمول، وهو ما أدى لتغير نظرة العالم لإسرائيل من الدولة المسالمة التي تواجه عدوانية الجيران إلى الدولة المارقة التي تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وبقرارات المنظمات العالمية وترتكب المجازر الوحشية والتصفية الجسدية.

صحيح أيضا أن تلك المتغيرات الثقافية كان لها تأثيرها على المواقف السياسية لبعض الدول الأوروبية، وسمعنا داخل الولايات المتحدة وهي المساند الدائم للبلطجة الإسرائيلية أصواتا بالكونجرس تنتقد “إسرائيل” وسياستها العدوانية دون أن تخشى الاتهام الجاهز كالسيف المسلط على الرقاب بالعداء للسامية.

أما عندنا في الوطن العربي فالوضع مختلف تمام الاختلاف، فقرارات التطبيع لم تأت بسبب متغيرات ثقافية طرأت على الرأي العام، بل جاءت تلك القرارات مفاجئة للرأي العام العربي، إن لم تكن صادمة له، فقد جاءت بالرغم من الثقافة السائدة في المجتمعات العربية على اختلاف درجاتها وليس بسببها، بل إن الثقافة الشعبية في الوطن العربي والناتجة عن السياسة العدوانية لإسرائيل تظل حتى الآن كبرى العقبات في طريق سياسات التطبيع العربية، سواء في مصر أو في الدول العربية حديثة التطبيع مع “إسرائيل”، ولعل واقعة وجود أحد الممثلين المصريين ذوي الشعبية الطاغية في حفل بإحدى الدول العربية مع مغن إسرائيلي خير مثال على طبيعة الثقافة السائدة في الوطن العربي، فقد وجدنا شعبية الممثل الشاب تنقلب بين يوم وليلة إلى هجمة شرسة من جمهوره الغفير لم يتعاف منها حتى الآن.

فأين هي إذن تلك المتغيرات الثقافية التي أدت إلى تلك الحالة التي نشهدها الآن؟.
واختتم سلماوي بقوله: “أرجو أن يدلني أحد عليها. قد تكون الثقافة بالفعل هي المحرك الأساسي للأحداث في عالمنا اليوم، عالم المعلوماتية والإنترنت، لكنها قبل هذا كله وبعده حافظة الوجدان الشعبي وعنوان هويته، ومن ثم فهي مستودع ثوابته الوطنية ضد محاولات التزييف التي تجري الآن باسمها”.

مطلوب نبذهم

برأي البعض فإن الانسحاب من مقابلة لاعب أو فريق رياضي صهيوني ليس له علاقة بالمواجهة والفوز عليه أو حتى الخسارة منه، ولكن الفكرة في عزل هذا الكيان سياسياً وجيوغرافيًا وعدم دمجه في المنطقة واشعاره دوماً بأنه دخيل على الوطن العربي ومنبوذ عربيًا ودوليا.

آخرون يؤكدون أن الأمور لا تقاس بطريقة (نريد أن نلعب معه ونهزمه فأنت لست في مواجهة عسكرية)،إذًا لماذا يسعى الإسرائيليون بشتى الطرق أن يحاولوا الترويج لاتفاقات التطبيع الباهتة هنا وهناك مع الأنظمة ويسعون جاهدين لدمج مواطنيهم في المنطقة؟
شعورهم بأنهم منبوذون مكروهون غير مرحب بهم سواء عبر نشاط رياضي أو سياحي أو اقتصادي له تأثير كبير جداً على دولة الاحتلال.

أكبر إهانة
المسرحي المصري هشام جاد يقول إن رفض اللاعبين التعامل مع اللاعبين الإسرائيليين الذين يحتلون فلسطين 1948 يمثل إهانة لثقافة ناصر روجرز السادات كامب ديفيد عرفات أوسلو الاسد مدريد .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق